"الثقافة العيساوية": الحوار في الفكر الصوفي

15 ابريل 2019
(فرقة الحاج سعيدة برادة)
+ الخط -

ساهمت الطرق الصوفية في بعث العديد من الأنماط الموسيقية في بلدان المغرب، منها الطريقة العيساوية التي مثّلت فلسفة وخلفية ثقافية للمنتمين إليها في تعبيراتهم الفنية، حيث استخدموا مجموعة آلات تقليدية كالطبل والغيطة (نوع من المزامير) والبندير (الذي جرى تطويره عن بقية البنادر بإضافة الأقراص النحاسية) والنفير (آلة نفخية) وغيرها لتقديم المدائح والإنشاد.

ارتبطت هذا الشكل الموسيقي بطقوس عدّة مثل الأعراس التي تؤدى خلالها أغانٍ محدّدة، وفي الاحتفالات الدينية التي تقام باسم "العشوي" بين صلاتي العصر والمغرب، أو تلك التي تقدّم بين العشاء والفجر، أو الحضرة التي جرى توظيفها في عروض فرجوية تجمع بين المسرح والغناء والموسيقى، أو المواسم التي تنظّم عند زيارة أضرحة الأولياء من شيوخ الطريقة.

في هذا السياق، تنطلق عند مساء الخميس المقبل، الثامن عشر من الشهر الجاري، فعاليات الدورة الثانية من "المهرجان الدولي للثقافة العيساوية" في قصر المشور في الدار البيضاء والتي تتواصل حتى العشرين منه، بتنظيم من فرع "جمعية فاس سايس" في المدينة.

تسلط التظاهرة "الضوء على ثقافة عيساوة في المغرب الكبير، وتقترح مائدة مستديرة حول حوار ولثقافات، ومنتدى للنقاش حول المقاربة الصوفية في أخلاقيات التعليم، وأمسيات روحية، ولقاءات للدمج الموسيقي"، بحسب بيان المنظّمين.

يٌفتتح المهرجان بعرض لفرقة "المقدم سيدي عامر"، إحدى أبرز الألوان الصوفية في تونس، بمشاركة الفنان التونسي محمود فريح، أستاذ الموسيقى المتخصّص في نوبة المالوف، حيث يقدّمون أناشيد عديدة منها نوبة أم "الزين"، ونوبة "الفزوع"، ونوبة "المغراوي"، ونوبة حسين (أهواك يا خير الأنام)، ونوبة "غربي"، ويتواصل الافتتاح بمشاركة المقدم الحاج سعيد برادة من فاس، والفنان سعيد بلقاضي من طنجة يؤدون وصلات المديح والسماع.

من الجزائر، تشارك فرقة المقدم خليل بابا أحمد التي تقدّم تراث مدينة تلمسان وضروباً من الموسيقى الغرناطية برفقة المطرب والموسيقي إبراهيم حاج قاسم أحد أبرز الأسماء في موسيقى الحوزي والمديح والملحون، وتشاركهم الحفل طائفة إخوان عيساوة بقيادة المقدم عبد الصمد الهادف من مكناس، وأوركسترا المايسترو محمد العثماني المتخصّصة في الموسيقى التراثية في فاس، وتُختتم العروض بحفل تقدّمه مجموعة "ناس الغيوان" والقيدوم عمر السيد.

كما تعقد مائدة مستديرة صباح الجمعة بعنوان حوار الأديان، حوار الثقافات: اشتراك عالمي"، ويتناول المشاركون فيها الحوار الذي يعدّ بعداً مركزياً في الفكر الصوفي.

المساهمون