"الثقافة الجديدة": صبري موسى وأمكنتُه

06 مايو 2016
عمر النجدي/ مصر
+ الخط -
توزّعت كتابات صبري موسي (1932) بين الصحافة والقصّة والرواية والسينما وأدب الرحلات. ورغم أنه عُرف قاصّاً بالدرجة الأولى ولم يُصدر إلا عدداً قليلاً من الروايات، إلا أنه عُدّ من أبرز الروائيين المصريين والعرب، ولا يكاد اسمه يُذكر إلا مقروناً بعمله السردي الأبرز "فساد الأمكنة"، الذي خرج فيه إلى رحاب أوسع؛ حيث الصحراء الواسعة وتفاصيل حياة البدو وعلاقاتهم مع الأجانب القادمين من الغرب، ضمن قالب سردي كسر الحاجز بين القصة القصيرة والرواية.

يعود موسى إلى الضوء في عدد أيار/ مايو الحالي من مجلّة "الثقافة الجديدة"، التي تستعيد تجربته الطويلة في الكتابة الروائية والقصصية وأدب الرحلة والسينما، من خلال قراءات نقدية ونُصوص لم تُنشر من قبل، وشهادات عدد من الكتّاب.

توزّعت مقالات المجلّة، التي تصدر عن "الهيئة العامّة لقصور الثقافة" في مصر، على عدد من الأقسام: "الروايات" و"المجموعات القصصية" و"أدب الرحلات" و"سينما صبري موسى"، "الشهادات"، و"نصوص لم تنشر" و"حوار".

في قسم "الروايات"، كتب كلّ من أماني فؤاد ومحمد عبد الباسط عيد وسعيد نوح ومحمد الدسوقي عن "فساد الأمكنة"، وكتب سيد الوكيل وممدوح فرّاج النابي وناصر خليل عن "حادث النصف متر"، وعادل ضرغام وعمر شهريار وطلعت رضوان عن "السيد من حقل السبانخ"، وكتب محمود فرغلي عن "أنيسة ورجالها الأربعة"، في حين تناولت شيرين أبو النجا علاقة الأدب بالبترول، على ضوء حصول موسى على جائزة من شركة نفطية، وكتب محمد هندي مقالاً عن مجمل تلك الروايات.

وفي قسم "المجموعات القصصية"، كتب عبد الله الطوخي وأيمن تعيلب وأحمد الصغير عن "السيدة التي.. والرجل الذي لم"، ومحمد السيد إسماعيل عن "مشروع قتل جارة"، ومحمد عبد النبي محمد عن "القميص"، وهويدا صالح عن كتاب "صبري موسى.. سيرة عطرة وإبداع شامخ" لـ شعبان يوسف.

في "أدب الرحلات"، نقرأ مقالاً لـ شعبان يوسف بعنوان "صبري موسى.. أديب بين الصحافة وأدب الرحلات"، وآخر لـ عزوز علي اسماعيل" بعنوان "الرحلة في حياة صبري موسى"، فيما ضمّ قسم "الشهادات" مقالات لكلّ من الروائي الراحل خيري شلبي، وجار النبي الحلو، ومحمد عيد إبراهيم، وسمير الفيل، ومحمد إبراهيم طه، وأحمد أبو خنيجر، ومنير عتيبة، وفكري داود.

أمّا قسم "سينما صبري موسى" فتضمّن ثلاثة مقالات عن فيلم "البوسطجي": "البوسطجي ما زال يحمل رسائله بتوقيع صبري موسى" لـ وليد سيف، و"سيناريو البوسطجي وثيقة فولكلورية" لـ فؤاد مرسي، و"البوسطجي وأيكولوجيا السينما المصرية لـ حمدي سليمان، إضافةً إلى مقالات أخرى لكل من إسراء إمام ومحمود الغيطاني وكمال القاضي.

من جهته، كتب رئيس تحرير المجلّة، سمير درويش: "لو لم يكتب صبري موسى غير "فساد الأمكنة" لاستحق مكانة مرموقة في المشهد الأدبي العربي بسببها، ذلك أنها الأولى التي أخذت السرد العربي خارج حدود المدن الضيّقة والحارات وعلاقات الحب والصراع على النساء والنفوذ، إلى رحابة الصحراء وعلاقاتها المتشابكة وحدودها المفتوحة".

دلالات
المساهمون