"التسامح في عصر النهضة": تأصيل تاريخي

13 مايو 2018
(لوحة "محاكم التفتيش" للفنان الإسباني غويا)
+ الخط -
اكتسب مفهوم التسامح في الفلسفة الأوروبية دلالاته المعرفية والواقعية في سياق الحروب الدينية التي اندلعت خلال القرنين السادس والسابع عشر، وقادت بلدان القارة العجوز إلى التناحر والصراع على خلفية رفض دعوات الإصلاح الديني، وتسبّبت بمئات آلاف القتلى بين الكاثوليك والبروتسانت.

برزت العديد من الطروحات لدى الشاعر الإنكليزي جون ميلتون (1608-1674)، والفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا (1634-1677)، والفيلسوف الفرنسي پيير بايل (1647-1706)، قبل أن يتطوّر المصطلح ويأخذ أبعاده السياسية والحقوقية خلال القرن العشرين.

"التسامح في عصر النهضة" عنوان الندوة التي ينظّمها "مختبر الفلسفة والمجتمع" في "جامعة القنيطرة" المغربية عند التاسعة من صباح بعد غدٍ الثلاثاء، يعود المشاركون فيه إلى "أصول المفهوم وإرهاصاته التاريخية التي بدأت منذ القرن الخامس عشر من خلال تتبّع كتابات الأعلام التي دافعت عنه وجعلته مفهوماً دينياً وفلسفياً وسياسياً"، بحسب بيان المنظّمين.

وأشار البيان إلى "ظهور فكرة التسامح في أوروبا سبقت التنظيرات اللاحقة، حيث نشأت أساساً كرد فعل ضدّ تفشّي التعصب والتطرّف الديني الذي استشرى منذ العصر الوسيط، وتشكّل محاكم التفتيش التي تعدّ خير مثال على العنف الديني والسياسي الذي مزّق أوروبا وعصف باستقرارها الروحي والاجتماعي، ولعلّ الأهوال التي خلّفتها هذه المحاكم من مجازر ومحارق هي التي دفعت بالعديد من الأصوات للدعوة إلى السلم، لكن المدافعين عن فكرة التسامح لم يتمكّنوا من سبك مواقفهم وصقل حجاجهم إلا من خلال بناء فكري يقوم على إعادة قراءة الكتب المقدّسة".

تنقسم الندوة إلى جلستين؛ تضمّ الأولى ورقة بعنوان "النهضة: تحوّل تاريخ شامل" لـ محمد حبيدة، و"نيقولا الكوزاني والتسامح المشروط" لـ أحمد العلمي، و"مفهوم التسامح عند جيوفاني بيكو ديلا ميراندولا" لـ عبد المجيد باعكريم، و"التسامح من منظور دسيدريوس إراسموس" لـ فؤاد مخوخ.

أما الجلسة الثانية، فتتضمّن ورقة بعنوان "اللوثرية ومفهوم التسامح" لـ محمد المحيفيظ، و"حرية الوعي والتسامح في كتابات ميشيل دي مونتيني" لـ رشيد بنسيد، و"جوردانو برونو والتأسيس الأنطو – ثيولوجي لفكرة التسامح" لـ محمد الشيكر، و"دلالة مفهوم التسامح وحدوده عند دي لاس كاساس" لـ عبد الله المتوكل.

المساهمون