"الترجمة المعمارية": صلات مع التراث والآخر

02 يوليو 2019
(خارطة القاهرة نهاية القرن السابع عشر)
+ الخط -

تواجه المشتغلين بمعظم التخصّصات العلمية والهندسية والفنية عدّة مشكلات في نقل أحدث الأدبيات والدراسات من لغات أخرى، أبرزها تتعلّق بالتوافق على ترجمة موحّدة للمصطلحات والمفاهيم الأساسية. كما لا توجد رؤية شاملة تقوم على تقديم جميع المراجع الأساسية التي يحتاجها الطلبة والمهتمين في كلّ تخصّص، لذلك يلجأ معظم الباحثين في بعض الحقول إلى الاعتماد الكلّي على الإنكليزية والفرنسية تحديداً في تلقّي معارفهم ووضع أبحاثهم واستخدامها لاحقاً في التدريس.

"الترجمة المعمارية" عنوان حلقة النقاش التي تُعقد عند السادسة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء في "منزل علي لبيب" في القاهرة، ويتحدّث خلالها الباحثون المعماريون هبة صفي الدين، وهالة غنام، ومصطفى حسام، بتنظيم من "ببيت المعمار المصري".

تبدو أولى المعضلات في نقل المشهد المعماري حول العالم في كونه منتجاً نظرياً وتطبيقياً معاً، يعكس سياقات ثقافية واجتماعية متكاملة تولّد التصاميم المبتكرة والتنظير حولها، ما يستدعي وجود تصوّر نظري موضوعي شمولي يكشف خصوصية الترجمة في العمارة العربية المعاصرة، بحيث لا تبدو مجرد عملية نقل واستعارة لا تحاكي الواقع وتتفاعل معه.

يناقش المشاركون الترجمة بمفهومها العام من حيث نقل المعرفة والنصوص والتجارب الإنسانية من ثقافة لأخرى، من خلال طرح عدّة تساؤلات مثل: ما هو الدور الذي لعبته الترجمات المعمارية في توثيق تراثنا بالاستناد إلى كتاب "خطط المقريزي" الذي وضعه المؤرخ تقي الدين المقريزي (1356 – 1441) واستعرض فيه مخططات القاهرة الحضرية وطرز بنائها، وكتاب "وصف مصر" الذي وضعه علماء الحملة الفرنسية ويعدّ من أهم المراجع عن مصر.

كما يتناول الباحثون الدور الذي يمكن أن تلعبه الترجمات المعمارية في التواصل مع الآخر، وتصحيح النظرة إلى العالم، والتسلح بأدوات ومناهج العصر، والتي من دونها تنعزل مصر عن متابعة النظريات والعلوم المعاصرة في مجالات العمارة والعمران وتفقد سيطرتها على تاريخها وحاضرها.

إلى جانب نقاش فلسفة وجدوى الترجمة بوجه عام، وعرض مفاهيم الترجمة المعمارية بوجه خاص، وأهم البدائل الحديثة، وإلقاء الضوء على بعض المعماريين وتجاربهم في إثراء حركة الترجمة المعمارية، ودور التعليم المعماري في مجال الترجمة المعمارية.

دلالات
المساهمون