وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجيّة العراقيّة، يوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوزارة عقدت أمس عدّة اجتماعات لتحديد موقف العراق تجاه التحالف الإسلامي، وعرضت ملف التحالف أمام المجتمعين الذين بحثوا عن خللٍ فيه ليكون حجّة لرفض العراق الانضمام إليه"، مبيناً أنّ "المجتمعين لم يجدوا أيّ خلل في التحالف يمنحهم فرصة الابتعاد عنه ورفضه".
وأضاف أنّ "الاجتماعات انفضّت حتى ساعة متأخّرة من ليلة أمس، واتصل وزير الخارجيّة برئيس الوزراء حيدر العبادي بغية تعيين موقف رسمي، لكن لم يحسم الموقف حتى الآن"، مبيناً أنّ "الوزارة ستستأنف اليوم اجتماعاتها بشأن الموضوع، في محاولة بالخروج بموقف لا يحرج العراق مع حلفائه، ومع محيطه العربي".
وأشار إلى أنّ "المباحثات والاجتماعات لا تدرس أهميّة التحالف وأهميّة انضمام العراق إليه، بل هي اجتماعات ومحاولات لإيجاد تبرير وعذر لعدم الدخول فيه"، موضحاً أنّ "المجتمعين مهمتهم البحث عن خلّل في التحالف".
ورجّح المسؤول "عدم انضمام العراق إلى التحالف بكل الأحول، سواء كان ذلك بعذر أو من دون عذر، لما للعراق من التزامات مع دول إقليميّة تتعارض مع أهداف التحالف السعودي الجديد".
من جهته، دعا النائب عن تحالف "القوى"، أحمد المساري، الحكومة لـ"عدم التردّد باتخاذ موقف عاجل للانضمام إلى التحالف السعودي".
وقال المساري، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "العراق يعاني من الإرهاب بشكل كبير، والذي أصبح يشكل خطراً على البلاد"، مبيناً أنّ "العراق يدافع اليوم نيابة عن العالم؛ ويقف بوجه داعش الذي يهدد العالم بأسره، ما يستدعي دعماً دوليّاً وعربيّاً وإسلاميّاً للعراق".
وأشار إلى أنّ "التحالف السعودي هو تحالف حقيقي على الإرهاب الذي يتحرك باسم الإسلام ويشوّه صورته، لذا فإنّ انضمام العراق ضمن هذا التحالف مهم للغاية، وسيقوي كثيراً من موقف العراق ضدّ داعش".
وكان وزير الخارجيّة السعودي عادل الجبير قد أكّد أنّ التحالف الجديد ليس تحالفاً "سنياً ولا شيعياً"، بل هو تحالف موجه ضد "الإرهاب والتطرف"، لافتاً إلى أن التنسيق ممكن مع الحكومة العراقية "إن أرادت مساعدة التحالف لها ضد الإرهاب".
اقرأ أيضاً: مواقف عراقية متناقضة تجاه "التحالف الإسلامي ضد الإرهاب"