ارتبط مفهوم التأويل وتنظيراته الأولى بمحاولات تفسير الكتاب المقدس، لكنها أخذت منحى آخر مع تطوّر العلوم الاجتماعية والإنسانية في أوروبا بعد الثورة الصناعية، وهو ما عبّرت عنه أعمال العديد من المفكرين، من نيتشه وهايدغر، وصولاً إلى بول ريكور وأومبرتو إيكو.
شكّلت هذه الانعطافة مفصلاً هاماً في دراسة الأدب، حيث تركّزت القراءات التأويلية الفلسفية على التعدّد في تلقي النصوص والذي أصبح محور العملية الإبداعية.
"التأويل بين الفلسفة والأدب" عنوان "الملتقى العلمي الأول للباحثين في مراكز الدكتوراه" في المغرب، الذي يُعقد في "جامعة عبد المالك السعدي" في تطوان المغربية بداية من 26 من الشهر الجاري، على مدى يومين.
لم يأت اختيار موضوع التظاهرة منحصراً "في النظر إلى التأويل بوصفه معرفة جاهزة تنطبق على نصوص وموضوعات مختلفة فحسب، بل كان نابعاً من استشكال هذه المعرفة وإبراز ما يتخفى فيها من مضمرات معرفية وفلسفية، ومن تلمّس الآفاق الممكنة التي يقودنا إليها الفكر التأويلي المعاصر"، بحسب بيان المنظّمين.
تتضمّن الجلسة الأولى ورقة بعنوان "إشكالات الفيلولوجيا وإحراجات الهيرمينوطيقا: نحو تعميق الوعي التأويلي" لـ عبد السلام دخان، و"تجليات اشتغال المعنى المضاعف عند بول ريكور" لـ عبد اللطيف الدادسي، و"كارل أوتو آبل قارئاً لغادمير: حدود الهيرمينوطيقا الفلسفية" لـ حميد الكعال، و"التأويل الفلسفي للفرويدية: غاستون باشلار وبول ريكور نموذجين" لـ بدر الحمري، و"النص وتحوّلات المعنى بين التّاريخ والفلسفة" لـ مهنّا بلال الرشيد، و"تأويل فيورباخ للعقائد المسيحية وفتحها على معان جديدة من خلال كتابه "جوهر المسيحية" لـ توفيق السالمي، و"رموز المنطق الرياضي بين الوحدة وتعدد الفهم والتأويل" لـ رحموني نور الدين.
تنظّم ثلاث جلسات في اليوم الثاني؛ الأولى تضمّ ورقة بعنوان "التأويل في النحو العربي: ملاحظات أولية" لـ مريم الناوي، و"ملامح من إشكالية العلاقة بين البلاغة والتأويل في التراث الغربي" لـ محسن الزكري، "آفاق التأويل في فهم وظيفة الاستعارة عند بول ريكور" لـ عبد الرحيم برواكي، و"التأويل والاستعارة عند الزمخشري "الكشاف" نموذجاً" لـالحسين أومرجيج، و"التأويل ومستوياته الإجرائية عند ابن قتيبة في كتابه "تأويل مشكل القرآن" لـ نور الدين الخرازي.
وفي الثانية، ورقة "التأويل الشعري للفكر" لـ فؤاد أفراس، و"إشكاليات تأويل الرمز في الخطاب الشّعري المعاصر من خلال "تنبّأ أيّها الأعمى" لأدونيس" لـ عفاف الشتيوي، و"التأويل بين النص الشعري والنص الفلسفي في "إنشاد المنادَى" لهيدغر" لـ محمد العناز.
أما الثالثة فتشتمل على ورقة "مغامرة المعنى وفخاخ التّأويل في "حدّث أبو هريرة قال..." للمسعدي: من أحادية مغلقة إلى عوالم ممكنة" لـ يوسف رحايمي، و"السيرورة التأويلية للمعنى: دراسة نص سردي تراثي" لـ فؤاد عاقل، و"تأويل العجائبي في نصوص الكرامة الصوفية: محيي الدين بن عربي أنموذجاً" لـ يوسف الغازي، و"جمالية التأويل في النص الأدبي: تعاضد التأويل والسرد" لـ عبد المجيب رحمون، و"حدود التأويل في النص المترابط: محكي "صقيع" نموذجاً" لـ زكرياء المباركي.