"البطريرك" ميشال عون

10 يوليو 2015
من تحركات العونيين في بيروت يوم الخميس (حسين بيضون)
+ الخط -
السجال مع التيار الوطني لا ينطلق من الزاوية القانونية. يحق للنائب ميشال عون أن يُطالب بما يراه مناسباً له ولفريقه السياسي. ويحق له أن يمتنع عن الحضور إلى مجلس النواب. فمن يُفترض أن يُحاسب عون هو الناخب خلال العمليّة الانتخابية. أمّا وقد قرّر النواب التمديد لأنفسهم ولاية كاملة، ولم يعترض الشعب اللبناني، فهذا دليل على الموافقة، أو على الأقل اعترافاً ضمنياً بأن العمليّة الانتخابيّة لن تُثمر اختلافاً كبيراً في الأسماء التي ستصل إلى الندوة البرلمانية.


يحق لعون أن يقول ما يشاء. يقول إنه يُدافع عن حقوق اللبنانيين، لكنه أجبر الوزير اليساري شربل نحاس على الاستقالة، بدل دعمه في معركة إعادة الاعتبار للحد الأدنى للأجور في لبنان. عون نفسه، يتحمّل المسؤولية الأكبر بضرب رابطة الأساتذة الثانويين ومن خلفها هيئة التنسيق النقابية، التي كانت تشكّل بارقة أمل لاستعادة الحركة النقابية، وإعطاء آلاف الموظفين في القطاع العام حقوقهم. يحق لعون أن يقول إنه يُدافع عن حقوق الناس لا عن حقوق عائلته. لكن واقعَ أن عون عطّل تشكيل حكومتين لأشهر (حكومة الرئيسين سعد الحريري وتمام سلام) بهدف توزير صهره جبران باسيل وإعطائه الحقيبة التي يرغب بها ظاهر. واقع أن عون لم يتحرك ضد تمديد ولاية مجلس النواب لمرتين (ولاية كاملة)، وحرّك الشارع رفضاً لتمديد ولاية قائد الجيش، لأن ذلك يحرم صهره، العميد شامل روكز، ظاهر جداً. يحق لعون أن يرفع شعارات محاربة الفساد، لكن رائحة الصفقات تفوح.

لكن عون وصل وفريقه السياسي إلى مستويات تحريضية غير مسبوقة. فبعد السجال الذي حصل في بداية الجلسة الحكوميّة، يوم الخميس، والذي يبدو أن الوزير جبران باسيل افتعله أمام عدسات الكاميرات، خرج الموقع الالكتروني للتيار بالعنوان التالي: "يا شعب لبنان العظيم... الداعشي سلام يهين المسيحيين ووزراء التيار... كرامتكم بالدقّ". "الداعشي" تعود لرئيس الحكومة تمام سلام. هو تحريض ربما لا يُدرك العونيون نتائجه اللاحقة لناحية أنه يهدد بالعبث بالعلاقات بين اللبنانيين.

لم يقف العونيون عند هذا الحد. عند وصول مناصريهم إلى السرايا الحكومية، حصل تصادم بين المتظاهرين والجيش اللبناني، فقالت محطة "الأو تي في" (التي يملكها التيار العوني): "عسكر تمام سلام يعتدي على المتظاهرين". طيّب. وإذ بأحد الشعارات المرفوعة يقول: "بدنا نبقى هون ليطلع على رأسك شعر". والمقصود بهذا الشعار هو تمام سلام. الرجل، الذي لا يوجد شعر على رأسه بسبب مرض. تحوّل المرض إلى مثار سخرية عونيّة.

يعلو الصراخ العوني لحدود اللعب بنار المذهبية ربما تحت شعار "حقوق عون أو نحرق البلد". قالتها متظاهرة عونية عبر شاشة "الأو تي في": "نازلين نطالب بحقوق الجنرال". وأضافت متظاهرة أخرى: "إنه آخر الأنبياء والمرسلين".