"الأفعى المجلجلة": خطة أميركيّة لصدّ "داعش" في العراق

28 أكتوبر 2014
قوة أميركية استقرّت في قاعدة القادسية الجوية (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

تكشف مصادر حكوميّة عراقيّة لـ "العربي الجديد"، عن وصول "فريق عسكري أميركي، إلى العراق، يوم الأحد الماضي، يضمّ 20 شخصاً، يعملون بصفة مستشارين في وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون)، وسبق لمعظمهم أن شاركوا في حرب الخليج الأولى وحرب غزو العراق عام 2003". ويحمل الفريق الاستشاري، وفق المصادر ذاتها، خطة أطلق عليها تسمية "الأفعى المجلجلة"، تتألف من ستة محاور، تدور حول كيفيّة مهاجمة معاقل تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، واستعادة السيطرة عليها ضمن جدول زمني معيّن لكل عمليّة عسكريّة في الخطّة".
ويقول مسؤول وزاري في حكومة الرئيس العراقي حيدر العبادي، لـ "العربي الجديد"، إنّ "الأميركيين انتهوا من إعداد خطة عسكريّة برية لمهاجمة المدن الرئيسة والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، لافتاً إلى "وصول فريق عسكري رفيع إلى بغداد، قادماً من واشنطن، يوم الأحد الماضي، التقى بقيادات رفيعة في وزارة الدفاع".

ويوضح المصدر ذاته، أنّ "الفريق الأميركي، كان بانتظار تسمية وزير الدفاع الجديد، للتعامل معه بشكل مباشر، بعد تشتّت الجهود العسكريّة الأميركيّة، في الشهرين الماضيين، بين قيادات الجيش العراقي الميدانية، بسبب تباين توجّهاتهم وآرائهم حول طبيعة المعركة، لكي يقدّم له الخطة العسكريّة البريّة لمواجهة تنظيم "داعش" واستعادة البلدات التي يسيطر عليها من قبل القوات العراقية والمليشيات المساندة له".

ولا تتضمّن الخطة الأميركية، وفق المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، "أيّ مشاركة للقوات الأميركيّة على الأرض، بل سيكون الجهد منصباً، بشكل كامل، على القوات الحكوميّة والمليشيات والعشائر المناهضة للتنظيم". وتتلخّص الخطّة بستة محاور مختلفة، تقوم على "عمليّة تمهيد طيران التحالف للقوات البريّة، بالتقدّم من خلال قصف جوي مكثّف على مساحات واسعة، وتعطيل شبكات الاتصال من هاتف وإنترنت، والتشويش على موجات أجهزة الاتصال اللاسلكية، ذات الدائرة المغلقة، المعروفة بـ "الهوكي توكي" والتي يستخدمها مقاتلو التنظيم حالياً، فضلاً عن استهداف حقول الألغام المزروعة حول المدن، قبل تقدّم القوات العراقيّة المشتركة".
ويشدّد المسؤول على أنّ "الخطة لا تتضمّن شنّ أي هجوم واسع النطاق على المدن الكبيرة بشكل واحد، بل ستكون عبارة عن عمليّة زحف بطيئة على المناطق والأحياء السكنيّة للتقدم فيها، من خلال مهاجمة القرى المناطق، واحدة تلو الأخرى، للسيطرة عليها". ومن هنا، يضيف المصدر: "أُطلق على العمليّة تسمية "الأفعى المجلجلة"، في إشارة إلى عمليّة زحف والتفاف لهذه القوات، إذ قد تستغرق المدينة الواحدة عدة أسابيع قبل السيطرة عليها".

وتشير الخطة إلى "فرضيّات الانتقال إلى حرب الشوارع داخل تلك المدن، وتوصي البدء بتدريب قوات نخبة لا تقلّ عن ثلاثة آلاف مقاتل لهذا الغرض"، بحسب المصدر الذي يوضح أنّ "بعض تفاصيل الخطة الأميركية تشير إلى أن العمليات قد تستمرّ حتى نهاية العام المقبل 2015"، مرجحا أن "تكون خسائر القوات العراقية والمليشيات المساندة لها كبيرة جداً".
ولا يستبعد المصدر الحكومي، الذي يبذل حالياً، جهوداً لإقناع بعض العشائر بالانضمام إلى التحالف المحلّي ضد تنظيم "داعش"، أن "يكون شوط اللعبة الأخير داخل سورية، وليس العراق كما كان متوقعاً"، ملاحظاً أنّ "الخطة تغفل مسألة الممرات الحالية الآمنة للتنظيم بين البلدين".

ويتزامن وصول وفد الاستشاريين الأميركيين، مع إعلان حكومة محافظة الأنبار، غربي العراق، عن وصول عسكريين أميركيين جدد إلى قاعدة القادسيّة الجويّة، قرب الحدود الأردنيّة السوريّة، مع طائرات من طراز أباتشي، في ثاني دفعة من العسكريين الأميركيين تصل إلى الأنبار".
ويقول رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، لـ "العربي الجديد"، إنّ "فريق المستشارين العسكريين الأميركيين، وصل قادماً من بغداد على متن مروحيات قتالية من طراز "أباتشي"، واستقرّ في قاعدة القادسية الجوية في مدينة البغدادي (180 كلم غربي بغداد)، حيث يعمل مع القوات العراقيّة الموجودة هناك".
ومن المقرر أن يتولّى المستشارون الجدد، الذين انضموا إلى آخرين سبقوهم بالوصول مطلع الشهر الحالي، وفق الكرحوت، "عمليّة تدريب أفراد الشرطة وأبناء العشائر، إضافة إلى وضع خطط ميدانيّة آنيّة وسريعة للقوات العراقية، في مواجهاتها اليوميّة مع تنظيم "داعش". ويوضح الكرحوت أنّ "وصول الفريق جاء بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية في بغداد وقيادة أركان الجيش العراقي".

المساهمون