"إير بي إن بي".. التكنولوجيا في خدمة اللاجئين

21 يونيو 2017
(سوريون فارّون من مناطق الصراع/ الرقّة، تصوير: دليل سليمان)
+ الخط -

قرّرت شركة (إير بي إن بي - Airbnb)، الوقوف في صف الأشخاص المحتاجين. حيث أطلقت هذه الشركة الناشئة الكاليفورنية مُبادرة تقترح على الأعضاء توفير سكن للاجئين والمنكوبين. "هدفنا هو الوصول، بصورة طارئة، إلى حلول إيواء واستضافة مجانية لـ100 ألف شخص في غضون خمس سنوات"، بحسب ما أعلنه موقع الشركة. وللوصول إلى ذلك الهدف، أنشأت "إير بي إن بي" منصّة (منازل مفتوحة - Open Homes) لربط التواصل بين المالكين واللاجئين.

التزام لسنوات عديدة
فكّرت "إير بي إن بي" في هذه الخدمة في عام 2012، في أثناء عاصفة ساندي Sandy، في ذلك الوقت، حيث أبدت واحدة من مستخدمات الموقع عن رغبتها في توفير إحدى غرفاتها للأشخاص الذين يواجهون صعوبات. فانخرطت عندئذ الشركة الأميركية في تصميم منصّة تُتيح توفير خدمة الاستقبال الطارئ.

أعاد الموقع إطلاق هذه الخدمة عندما أصدر دونالد ترامب قرارًا يمنع دخول الأشخاص القادمين من بلاد ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، في يناير/كانون الثاني الماضي.

حقّقت هذه المبادرة نجاحًا كبيرًا، سواءً على المستوى الدعائي أو الإنساني. ومع ذلك، فقد كانت هناك عقبات كثيرة. فتنسيق أوقات توفّر المساكن مع اللاجئين كان أمرًا تكتنفه صعوبات كبيرة للغاية، كما أن رغبات الأشخاص متباينة، فهناك من يفضّلون استضافة عائلة، أو زوجين، أو شخص واحد فقط.

تعاونت "إير بي إن بي" مع هيئات تقدّم مساعدة للاجئين، وقد أطلقت جمعية "سينغا فرانس SINGA France" تصوّرًا مشابهًا مع موقع CALM في عام 2015، وعلى غرار الجمعيات المخصّصة للاستقبال الطارئ، فإن مشروع "منازل مفتوحة" يسهّل لقاء المالكين باللاجئين. فثمّة إعدادات تُتيح إمكانية تحديد الأيّام التي يكون فيها السكن مُتاحًا، فضلًا عن تحديد سعته القصوى، وتفاصيل أخرى تجعل الأمر أكثر سهولة ومرونة، كما أن التعاون المباشر مع هذه الجمعيات المذكورة أعلاه يساعد في تبسيط تلك العملية، والخروج بأفضل فعالية ممكنة.

تأتي هذه المبادرة في بيئة تشهد صراعًا مستمرًّا بين شركة "إير بي إن بي" والعديد من البلديات، ففي العديد من الأحياء السياحية، تم تحويل عمليات الاستئجار التقليدية إلى عمليات Airbnb (أي أن إير بي إن بي هي التي تنسّق وتنظّم هذه العمليات)، وهو أمرٌ أكثر ربحًا. وبناءً عليه، فهذا الأمر يؤدّي إلى عواقب اقتصادية كثيرة، من بينها انهيار المتاجر الصغيرة المحيطة. في هذا السياق، مبادرة "منازل مفتوحة" هي أيضًا وسيلة لشركة "إير بي إن بي" لتعبّر عن مساهمتها الاجتماعية.


(النص الأصلي)