"إيبولا" يُعيد اللبنانيّين إلى الوطن

22 اغسطس 2014
المصابون يوضعون قيد الحجر الصحي (كارل دي سوزا/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
حوّل فيروس "إيبولا" حياة اللبنانيين في سيراليون إلى جحيم. باتوا يعيشون في خوف دائم، رغم اعتيادهم أخذ التدابير لمكافحة الأمراض والأوبئة المنتشرة بكثرة في الدول الأفريقية، وخصوصاً بعد إعلان منظمة الصحة العالمية "حالة طوارئ صحية عالمية".

يقول علي المقيم في سيراليون "طلبت الحكومة من كل شخص اتخاذ تدابير الوقاية والالتزام بمعايير النظافة، وخصوصاً تعقيم المياه بمادة الكلور لتجنب انتقال الأمراض المعدية إلينا أو إصابتنا بفيروس إيبولا القاتل".

يُضيف "تمارس الحكومة تعتيماً تاماً في ما يتعلق بعدد المصابين بالفيروس. يُنقل المرضى إلى مستشفى ميداني محلي، ويوضعون قيد الحجر الصحي مع بقية المصابين لتجنب نقل العدوى إلى الأطباء والجسم التمريضي". يتابع ساخراً "إذا أصبنا بوجع في البطن أو الوهن، نخاف التوجه إلى المستشفى خشية انتقال العدوى إلينا".

وحول التدابير الخاصة للوقاية من الأمراض، يقول علي "اضطررت إلى طرد الموظف الأفريقي الذي كان مسؤولاً عن نظافة المنزل تجنباً لاحتمال نقله أي فيروس إليّ. فالظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأفريقيون تجعلهم أكثر عرضة للأمراض والأوبئة لافتقادهم أدوات الوقاية. صرت أُنظّف الأثاث أكثر من ثلاث مرات في اليوم". وأوضح "نعيش خوفاً دائماً من أن نموت بمرض قاتل أو نصاب بفيروس لا علاج له".

يلفت علي إلى أن "فيروس "إيبولا" ليس جديداً، وقد انتشر في أفريقيا منذ سنوات. حينها، قيل لنا إنه ينتقل إلى البشر بواسطة الخفافيش والحيوانات التي تعيش في الأدغال كالقردة والخنازير وغيرها، من خلال السوائل التي يفرزها الجسد، كاللعاب على سبيل المثال، والدم".

ويشير إلى أن "عوارضه عادية مقارنة مع عوارض أمراض أخرى كالإرهاق أو الطفح الجلدي"، مضيفاً أنه "قاتل بسبب عدم وجود لقاح مضاد. فجميع العلاجات المتوفرة حاليا تجريبية".  
يتداول سكان سيراليون قصصاً كثيرة حول أسباب تفشي "إيبولا".

منها، بحسب علي، أنه "تم خلق الفيروس في أحد أهم المختبرات في العالم، والموجودة في مدينة كينيما الأفريقية. فقد صنع صاحبه دواءً لم يسمح له ببيعه والترويج له، مما دفعه إلى تركيب هذا الفيروس بعدما جرّبه على الخنازير والقردة الذين أصيبوا به".

ويلفت إلى أن "كثيرين في البلد يتساءلون عن ظهور الأدوية بعد وقت قصير من تفشي الأمراض". 



في المقابل، تلفت سوسن وهي أم لطفلتين مريم وزينب، أنه بمجرد سماعها بخبر تفشي الفيروس، حزمت أمتعتها وعادت إلى لبنان حفاظاً على سلامة العائلة". تضيف "حسمت أمري بالاستقرار في لبنان بسبب خوفي الدائم على صحة طفلتي".

تقول لـ"العربي الجديد": "وضعنا المادي جيد ويسمح لنا بالقيام بخطوة جريئة كهذه"، مشيرة إلى أن "كثيرين لجأوا إلى الخيار نفسه هرباً من إيبولا".

من جهته، يقول مدير عام وزارة الصحة وليد عمّار لـ"العربي الجديد" إنه "لا إصابات في صفوف الجالية اللبنانية في الخارج"، وإن "الحالات التي تم رصدها في لبنان عند وصولها إلى مطار بيروت بسبب بعض العوارض، تم وضعها في غرف الحجر الصحي والعناية الفائقة للتأكد من عدم إصابتها بإيبولا".

وعن مدى تعاون الوزارة مع المنظمات العالمية لتجنيب اللبنانيين الإصابة بهذا الفيروس، يؤكد عمار أن "الوزارة تصلها تقارير يومية من منظمة الصحة العالمية حول واقع الجالية، ومدى انتشار الفيروس في مناطق إقامتهم، إضافة إلى الأدوية الخاصة لمعالجة المصابين".

يضيف "وجهنا دعوة إلى جميع المغتربين اللبنانيين في دول سيراليون وغينيا ونيجيريا وليبيريا، الذين لديهم شكوك في احتمال إصابتهم بفيروس "إيبولا" أو بأي من الأوبئة الأخرى، والراغبين في تلقي العلاج اللازم في لبنان، إبلاغ وزارة الصحة في بيروت عبر السفارات اللبنانية في الدول التي يقيمون فيها، لكي يتم اتخاذ التدابير المناسبة لتأمين استقبالهم في المطار، ثم إجراء الفحوصات اللازمة وتوفير العلاجات لهم، على أن تتكفل الوزارة بالتكاليف".

ويشدد على أن "الوزارة على أتم الاستعداد والجهوزية لمواجهة أيّ طارئ، وسيبقى همها الأساسي سلامة اللبنانيين وصحتهم".
المساهمون