"إعادة بناء المفاهيم العامة": عقدة في شبكة محاضرات

07 أكتوبر 2015
(يوسف زيدان)
+ الخط -

عادة ما تتمّ مقابلة مصطلح "المثقف العضوي" الذي طرحه الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي، في الثلث الأول من القرن العشرين، بمثقف آخر يسمى "المثقف التبريري".

هذا النوع الثاني هو ذلك المثقف الذي يُستدعى، ببحكم خبرته وموقعه، من أجل خدمة أفكار وسياسات تريد تمريرها الدولة أو الطبقة المهيمنة، بحسب الأدبيات الماركسية، لتأبيد الوضع القائم.

هل يمكن القول إن موجة المحاضرات الفكرية التي باتت تتواتر في مصر هي جزء من منظومة "المثقفين التبريريين" الذين لا زالت الأوضاع تمنحهم فرص الظهور؟ لنتذكر سلسلة محاضرات "حاجتنا إلى التنوير" بداية الشهر الماضي التي نظمها "المجلس الأعلى للثقافة" (معبد السياسات الثقافية في مصر)، حيث تداول على إلقاء المحاضرات علي مبروك وأحمد بهاء الدين شعبان وعمار علي حسن.

تلتها بفترة وجيزة ندوة بعنوان "واجب المثقف تجاه مصر الآن"، حاضر فيها الناقد الأدبي صلاح فضل، وكان من أبرز المشاركين وزير الثقافة الحالي، حلمي النمنم، قبل تولّيه منصبه الجديد.

اليوم، تقام أيضاً محاضرة بعنوان "إعادة بناء المفاهيم العامة"، يلقيها الروائي والباحث في التراث يوسف زيدان، وتحتضنها "ساقية الصاوي" في الزمالك. تبدو العلاقة واضحة بين الموضوع وما يدور في مصر، من محاولة إعادة تشكيل للمجتمع، بقوة القمع البوليسي مرة وأخرى من خلال أطروحات المثقفين التي يعممها الإعلام.

زيدان الذي عُرف من خلال رواياته التي أثارت ضجة مثل "عزازيل" و"النبطي"، يظل قبل ذلك باحثاً في التراث، خصوصاً على مستوى تحقيق المخطوطات، وهو مجال طالما جرى توظيفه سياسياً من خلال محاولة تفنيد أطروحات سياسية تتداول اليوم بالعودة إلى أصولها الدينية الموجودة في بطون الكتب التراثية.

موضوع تمثّل التراث أو مفهوم الدين أو مفهوم الحُكم، جميعها تتقاطع مع الخطاب الثقافي الرسمي في مصر اليوم، والتي يمكن إيجازها في "تأويل الدين وتقاطعات ذلك في السياسة" بفرض قراءة دون أخرى.

زيدان له العديد من المؤلفات قريبة من هذه السياقات مثل "اللاهوت العربي" و"دوامات التدين" و"متاهات الوهم"، و"فقه الثورة". فلا غرابة أن يكون حاضراً ضمن "شبكة" المحاضرات المصرية.



اقرأ أيضاً: حاجتنا إلى التنوير: ندوات فوق النيل

المساهمون