انشغلت وسائل إعلامية ومواقع إلكترونية تركية وعالمية، منذ فترة، بحجاب نجمة هوليوود الشهيرة، ليندسي لوهان، بعد نشر صورتها تضع غطاء على رأسها، إثر زيارتها لمخيم اللاجئين السوريين، بمدينة غازي عنتاب التركية.
وفي حين غيبت بعض الوسائل الإعلامية، دور وأهمية زيارة النجمة الأميركية لمخيمات اللجوء، وما يعانيه السوريون، مع بدء فصل البرد والأمطار، سلطت الضوء على حجاب لوهان تاركة التأويل على أشده، حول إسلام نجمة هوليوود وجديتها بالاطلاع على تعاليم الدين الإسلامي. وأشارت إلى نسخة القرآن الكريم مترجمة للغة الانكليزية، التي أهداها رئيس بلدية "سلطان بيلي" للنجمة الأميركية، بعدما أبلغته أنها فقدت النسخة الإنكليزية التي كانت تمتلكها في إيطاليا، بحسب ما نشر بيان البلدية التركية.
هذا الأمر دفع النجمة الهوليوودية للرد عبر حسابها على "إنستاغرام"، وتوضيح قصة الصورة التي ظهرت فيها بالحجاب. وكتبت "التقيت عاملة رائعة اسمها عزيزة في مخيم اللاجئين في غازي عنتاب، رأت بريق عيني عندما قلت لها إن حجابها جميل، فلوحت لي قائلة "تعالي معي"، تبعتها فأهدتني حجابها، تأثرت جداً بالأمر، فأردت ارتداء الحجاب تقديراً للكرم والمحبة التي تلقيتها من الجميع في المخيم".
وذيّلت لوهان تعليقها بوسم "العالم أكبر من خمسة" في إشارة إلى الشعار الذي عادة ما يردده الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في دعوته لإصلاح الأمم المتحدة وعدم ترك مصير العالم بيد الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وهي "الولايات المتحدة، وروسيا وبريطانيا، والصين، وفرنسا".
وبدأت النجمة الأميركية زيارتها الاثنين الماضي إلى تركيا، بمدينة اسطنبول، والتقت خلالها عددأً من الأسر السورية اللاجئة إلى تركيا، لتعاود الزيارة ثانية لمنطقة "سلطان بيلي" إلى منزل السوري اللاجئ، محمد حسين، المصاب جراء قصف بيته من طائرات النظام السوري، بعد تأثرها بوضع الأسرة الصعب خلال زيارتها الأولى للأسرة، بحسب ما صرحت للإعلام.
وقالت لوهان "قمت بزيارة عائلة حسين قبل عدة أيام، والآن أعيد زيارتي مرة ثانية، لأنني تأثرت بوضع العائلة كثيراً فالأب حسين المصاب في ذراعه وساقه يقوم بدور الأب والأم، ونحن الفنانين نسعى للفت أنظار العالم لمأساة السوريين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي".
وشاركت العديد من الصور التي التقطتها خلال جولتها في تركيا مع متابعيها على شبكات التواصل الاجتماعي، كان آخرها الصورة التي جمعتها مع طفلة عائلة "الحسين" السورية، وقالت "علينا أن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، لإسماع صوت المحتاجين إلى العالم، ومن الخطأ أن نكتفي بالتعريف عن أنفسنا في هذه الوسائل".
وأشادت بالخدمات التي تقدمها تركيا للاجئين السوريين بقولها "حققت الحكومة التركية نجاحات كبيرة في إيواء اللاجئين وتقديم المساعدات لهم، رغم تجاهل العديد من دول العالم لأوضاعهم، فتركيا أنجزت ما عجز عن فعله العديد من الدول الكبرى التي أخلفت بوعودها بتقديم مساعدات للاجئين، كما أنّ هناك من يخشى القدوم إلى تركيا بسبب المعلومات المغلوطة التي تروّج ضدّها، إلّا أنني أشعر بالراحة عندما آتي إلى اسطنبول".
ولكن، إلى أي حد، تصب زيارة المشاهير في خدمة اللاجئين السوريين، لكشف معاناتهم للعالم، أو تأمين حياة أفضل، بواقع ما يعانونه، وخاصة بمخيمات الأردن ولبنان؟
في هذا السياق، يقول الفنان السوري، عبد القادر المنّلا "لست من أنصار من يعتبر أنّ زيارة المشاهير لمخيمات لجوء السوريين، هي بهدف تسليط الضوء على معاناتهم وتأمين مساعدات، وأتمنى لو يتم التركيز على المطالبة بعودة اللاجئين ومساعدة السوريين بالوصول لدولة ديمقراطية، يسقط خلالها النظام المستبد والديكتاتوري".
وتمنى المنّلا خلال تصريحه لـ"العربي الجديد" أن يكشف المشاهير خلال زياراتهم للمخيمات والأسر اللاجئة، تقصير الأمم المتحدة وصمت المجتمع الدولي على جرائم نظام بشار الأسد ووقف التهجير والنزوح، وعدا ذلك، تصب تلك الزيارات في صالح الزائرين وزيادة شهرتهم، رغم أن الزيارات مغلّفة بالجانب الإنساني.
ولم تبتعد الفنانة السورية، لويز كريم، كثيراً عن رأي سابقها، فرغم قولها إنها مع أي بادرة إيجابية بحق السوريين بشكل عام، واللاجئين الذين يعيشون ظروفاً سيئة على وجه الخصوص، تعتبر في تصريحها لـ"العربي الجديد أن زيارات هؤلاء النجوم لا تكفي، بل مطالباتهم بوقف الحرب في أي مكان يقصدونه هو الأهم، لأن فعالية الزيارات تكمن أهميتها بكشف معاناة اللاجئين.
بدوره، يقول المخرج السوري، مأمون البني، أنه لا شك أن الزيارات التي يقوم بها بعض الفنانين أو السياسيين تخفف من وطأة الاغتراب وصعوبة الحياة لدى النازحين، وخصوصاً لدى الأطفال الذين يتفاعلون مع كل جديد دون معرفة البعض، لكن البعض الذي أتحدث عنهم ربما يكونون نجوماً في بلادهم مثل مغنية البوب ليندسي لوهان التي يعرفها الجميع في البلاد الواسعة، ما عدا مناطق النزوح التي هي مستثناة من "البوب".
وعبّر عن خوفه من "إقدام هذه الفنانة على هذه الزيارة لتستخدمها كاستعراض لشهرتها التي تحوم حولها إشارات استفهام عدة، بدءاً من إشاعات إشهار إسلامها إلى تقليدها للنجمة أنجيلا جولي التي قامت بعدة زيارات لمخيمات اللجوء، كسفيرة للنوايا الحسنة، وأحبها السوريون واحترموها كإنسانة قبل أن تكون فنانة".
ويضيف "أتمنى على أصحاب الزيارات الذين هم بالأصل أصحاب أموال وربما نفوذ، أن يقوموا أو يساهموا أو حتى يضغطوا، لإقامة مشاريع لتعليم الأطفال وحلول تقيهم برودة الشتاء، بدلاً من عكس المعادلة لإظهار النازحين ككومبارس، لتلميع صورة الزائر الغني".