"إرهاب زراعي" إسرائيلي يخرّب محصول الزيتون الفلسطيني

09 نوفمبر 2018
قطاف موسم الزيتون في قرية بورين بالضفة (فرانس برس)
+ الخط -
يمرر المزارع الفلسطيني محمود أبو شنار نظره على صفّين من أشجار الزيتون وقد قطعها ليلا مجهولون لم يرهم، لكنه يؤكد، بدون أدنى شك، أنهم قدموا من المستوطنة الصهيونية المجاورة التي يمارس المحتلون فيها إرهاباً زراعياً موصوفاً ضد أصحاب الأرض.

أبو شنار الذي يعمل في الأرض، قال: "عندما أتينا الأحد صدمنا إذ رأينا أنه تم قطع كل هذه الأشجار"، مضيفا: "اتصلت بمالك الأرض، فجاء، وكذلك قدم عناصر الأمن والجيش (الإسرائيلي)، لكن من دون جدوى بالتأكيد".

والزيتون هو المنتج الفلسطيني الأوفر وتملأ أشجاره الوديان وسفوح التلال في أنحاء الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ أكثر من 50 عاما.

وتشكل الأمطار الأولى بعد أشهر الصيف الحارة مؤشرا للمزارعين لبدء حصاد محاصيلهم. لكن ذلك لا يأتي من دون مخاطر. ففي مناطق كثيرة، يقول المزارعون إنهم يتعرضون للترهيب والعنف من المستوطنين في المناطق القريبة.

وتشكل بعض الحوادث التي تأتي بعد فترة قصيرة من هجمات يشنها فلسطينيون على إسرائيليين، أعمالا انتقامية وإن لم يكن للمزارعين المستهدفين علاقة بها، فيما تشير مجموعات حقوقية إلى أن الدافع في بعض الحالات هو رغبة مستوطنين متطرفين في تدمير ممتلكات الفلسطينيين.

وتقول الأمم المتحدة إنه تم تخريب أكثر من 7 آلاف شجرة يملكها فلسطينيون هذا العام حتى الآن، بعد أن بلغ العدد أقل من 6 آلاف العام الماضي بأكمله، مقابل 1600 شجرة دُمّرت في 2016.

تواطؤ الجيش مع المستوطنين

ذكر أبو شنار أنه تم تدمير نحو 200 شجرة في الحقول التي يعمل فيها قرب رام الله وسط الضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، ما سبب خسائر بآلاف الدولارات، مضيفا "أنهم يريدون الأرض. من غيرهم سيأتي ويرتكب جريمة كهذه؟".

الشرطة الإسرائيلية أفادت بأنها تُجري "تحقيقاً في عدد من الحوادث التي تضررت فيها أشجار زيتون". وقالت إن "هناك عددا من الشكاوى التي تقدم بها ملّاك حقول يهود بشأن ضرر لحق بأشجار الزيتون".

لكن المجموعات الحقوقية تشير إلى أن المحاصيل الفلسطينية تتعرض باستمرار للتخريب من قبل مستوطنين وسط غياب أي جهود جدية من السلطات لوقف ذلك.

ويعيش نحو 400 ألف إسرائيلي في مستوطنات في الضفة الغربية يتراوح حجمها من بلدات كبيرة إلى قرى صغيرة للغاية، فيما يعتبر المجتمع الدولي هذه المستوطنات غير شرعية.

وعلى بعد عشرات الكيلومترات عن المنطقة التي تضم أشجار أبو شنار قرب مدينة نابلس، تقطف مجموعة من الأشخاص الزيتون.

وتسيّر القوات الإسرائيلية دوريات في المنطقة، لكن المزارعين الفلسطينيين قالوا إن المستوطنين دمروا أشجاراً في المكان قبل يومين فقط، متهمين الجيش بالتباطؤ في الرد والوقوف في صف المستوطنين.

البريطانية المتقاعدة كارولين قالت إنها تأتي كل عام منذ عقد للعمل مع السكان الفلسطينيين الذين يعيشون بالقرب من "مستوطنات تتسم بصعوبة خاصة".

وأفادت بأنها ذهبت هذه السنة مع مزارعة إلى أرضها الواقعة بالقرب من إحدى المستوطنات، إلا أن جيش الاحتلال اعترض طريقهما. وقالت: "عندما وصلت أخيرا إلى البساتين، اكتشفت أن المستوطنين قطعوا 100 من أشجارها. لم يكن هناك أي زيتون لنقطفه".

(فرانس برس)
المساهمون