"أيام المسرح بتطاوين": امتداد أوسع من العادة

06 سبتمبر 2020
من مسرحية "قصر السعادة" لنزار السعيدي
+ الخط -

تعرف تونس حالة من التمركز الثقافي في العاصمة دعمتها في السنوات الأخيرة ارتباط جزء كبير من الأنشطة الفنية بفضاء "مدينة الثقافة" فقد باتت البلاد تشهد تفاوتاً حاداً في البُينة التحتية للثقافة من قاعات عرض وغاليريهات وفضاءات ندوات.

بشكل نسبيّ، يمكن القول بأن بعض المدن التونسية قد استفادت من فترة ما بعد الحجر الصحّي لأخذ موقع تحت الأضواء، مثلما كان الحال مع تظاهرة "مسارات المسرح" في مدينة المهدية مؤخراً، أو مع تظاهرة "أيام المسرح بتطاوين" التي تفتتح غداً وتتواصل حتى 12 من الشهر الجاري بتنظيم من "مركز الفنون الدرامية والركحية بتطاوين" و"المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية" في المدينة.

هكذا تستفيد هذه التظاهرات من مرونة إجراءات الوقاية مقارنة بالعاصمة حيث أن الكثافة السكانية العالية تدفع نحو إلغاء كل التظاهرات الثقافية، وخصوصاً المسرحية لما تقتضيه من تجمهر وتلامس بين الممثلين.

تحضر في "أيام المسرح بتطاوين" ستّة أعمال، هي بحسب ترتيب عرضها خلال المهرجان: "البطل" لـ كمال بوزيدي، و"نون" لـ إلياس إسماعيل، و"قصر السعادة" لـ نزار السعيدي، و"ارتباك" لـ محمد السعيدي، و"سقوط حر" لـ رمزي النبيلي، وتختتم التظاهرة بعرض مسرحية "الشافي والعافي" لـ كمال الصغير.

من الملاحظ أن جميع هذه العروض تقدّمها فرق مسرحية محترفة، وهو أمر قد لا نجده في دورات سابقة حيث يجري الالتجاء إلى مسرح الهواة والفرق الجهوية لوضع البرنامج. كما يمكن الإشارة إلى أن معظم الفرق الداخلية تقدّم أعمالها عادة بين مدنها الأصلية والعاصمة وهو ما يقلل حظوظ حضور هذه الأعمال في عدة مسارح. 

لعله من الجدير الانتباه إلى هذه الوضعية من قبل المشرفين على القطاع المسرحي في تونس، وبالتالي التفكير بتوفير تسهيلات لاستمرار هذه الحركية بين الجهات مع نهاية الإجراءات الوقائية، بحيث لا يكون حال الجمهور في المدن البعيدة عن العاصمة أفضل خلال فترة الوباء مقارنة بغيرها من الأيام.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون