"أم الأسرى".. أم لـ"شهيد" و4 محكومين بالسجن 530 عاماً

الأناضول

avata
الأناضول
16 ابريل 2015
139B015D-5351-473C-BA91-39F926A0E234
+ الخط -

منتصبة القامة، مرفوعة الهامة لثلاثين سنة، مشت لطيفة أبوحميد تتنقل بين السجون الإسرائيلية، بعزيمة لم تكل، تزور 10 من أبنائها حكم على 4 منهم بالسجن المؤبد لأكثر من مرة، فيما أفرج عن 6 آخرين، قتل أحدهم لاحقا.

لطيفة أبوحميد (67 عاماً)، فلسطينية لاجئة من قرية أم شوشة، قرب الرملة (وسط إسرائيل، أو ما كان يعرف بأراضي الـ48 التي هُجّر منها الفلسطينيون آنذاك)، وتسكن حالياً مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين، قرب رام الله، وسط الضفة الغربية، تُلقب بـ"أم ناصر" نسبة إلى نجلها الأكبر.

منزل أم ناصر في الأمعري، ومنذ اعتقال نجلها يوسف الذي كان يبلغ من العمر 18 سنة، عام 1985، يشكل قبلة للمتضامنين مع قضايا الأسرى، ولوسائل إعلام محلية وأجنبية مختلفة.

وأجرت وكالة الأناضول مقابلة مع أم الأسرى، بمناسبة يوم "الأسير" الذي يحييه الفلسطينيون في الـ17 من أبريل/نيسان من كل عام، والذي يصادف غدا الجمعة.

ولدى أم ناصر ابنتان وعشرة من الأبناء الذكور، يقضي أربعة منهم السجن المؤبد، فيما الـ6 الآخرون خاضوا تجربة الاعتقال قبل الإفراج عنهم، وقتلت إسرائيل أحدهم عام 1994.

تقول الحاجة أم ناصر: "منذ 30 عاما وأنا أتنقل من سجن إلى آخر، زرت كافة السجون الإسرائيلية.. في عام واحد كان الاحتلال يعتقل 7 من أبنائي في وقت واحد".

ومنذ عام 2002 وحتى يومنا هذا، تعتقل إسرائيل 4 من أبناء أم ناصر، وهم: (ناصر ومحمد وشريف ونصر).


ناصر محكوم بالسجن 7 مؤبدات و50 عاما، ومحمد محكوم بمؤبدين وثلاثين عاما، وشريف بـ4 مؤبدات، فيما نصر محكوم بخمسة مؤبدات، وجميعهم في سجن عسقلان، جنوب إسرائيل، ومتهمون بمساعدة منفذي عمليات ضد إسرائيليين، خلال انتفاضة الأقصى 2000.

وفيما كانت تحضن صورة تجمع أبناءها، تواصل أم ناصر حديثها "الأربعة اعتقلوا عام 2002، وينتمون لكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح".

كانت تشير إلى ابنها عبدالمنعم في تلك الصورة "اغتاله الاحتلال الإسرائيلي عام 1994، وكان قائدا في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس".

الأم الفلسطينية
تفخر هذه الفلسطينية بأبنائها وتقول: "أنا فخورة بهم، لم أنجبهم لكي يتم اعتقالهم أو يُقتلوا، لكن هذا فرض عليهم، وفرض علينا من احتلال يقتل ويضرب ويعتقل".

"أنا أم كبقية النساء، أتمنى لو كان أبنائي حولي، أفرح بهم وأزوجهم"، وتكمل أم الأسرى: "توفي زوجي قبل أربعة أشهر، وكان يتمنى أن تقر عيناه برؤيتهم أحرارا قبل مماته".

تروي أم ناصر كيف وصفتها إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية في تقرير لها بـ"الإرهابية"، وتقول: "في ذات مرة بثت وسائل إعلام إسرائيلية تقريراً وصفتني فيه بالأم الإرهابية التي تدعم وتواصل زيارة أربعة من أبنائها متهمين بقتل إسرائيليين".

"أقول لهم: لست إرهابية، نحن لا نحب القتل، لم نذهب إليهم، هم من أتوا إلينا ليقتلونا، وأقول للسيدة الإسرائيلية أنت أم، ولكنّ أبناءك يقتلوننا من على ظهر الدبابة والطائرة"، ترد أم ناصر.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد هدمت منزل أم ناصر حميد، عام 1994، كما أعادت هدمه في عام 2002.

ورغم ما تعانيه هذه الحاجة من مشاق وتعب خلال زيارتها لأبنائها في السجون من أعمال تفتيش وتنكيل وتضييق، كما تروي، إلا أنها تبدو قوية، وتقول: "البداية صعبة، ولكن كل شيء يهون لأجل الوطن".

ولأم ناصر ابنتان أيضاً، أطلقت على إحداهما اسم "فلسطين".
ولـ"فلسطين" حكاية مع الضباط الإسرائيليين خلال زيارتها لإخوتها، وعن ذلك تحكي والدتها: "ذات مرة خلال زيارة أبنائي يسأل الضابط ابنتي: ما هو اسمك؟ فقالت: فلسطين، فقال لها جميل، فقلت له لا شيء في هذا العالم أجمل من بلدنا فلسطين".

أم ناصر لا تترك وقفة تضامنية أو احتجاجية أو اعتصاما أو أية فعالية أخرى متعلقة بالأسرى، إلا وتشارك فيها. تقول: "شاركت في مؤتمرات ووقفات محلية وأخرى في لبنان وبريطانيا".

وختمت والدة الأسرى الأربعة حديثها بمطالبة القيادة الفلسطينية بـ"حمل ملف المعتقلين في السجون الإسرائيلية إلى المحاكم الدولية، للإفراج عنهم"، كما أنها تأمل الإفراج عن أبنائها في أية صفقة تبادل، وتعقد الأمل في هذا "على الله"، وتصلي من أجلهم.

اقرأ أيضا:
إطلاق فعاليات يوم الأسير الفلسطيني في غزة
عقد قران فتاة فلسطينية على أسير في سجن النقب
اتهام الاحتلال بإعدام مئات الأسرى الفلسطينيين
تفعيل قضية 1500 أسير فلسطيني مريض في يومهم العالمي

ذات صلة

الصورة
محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب أفريقيا، 16 مايو 2024 (الأناضول)

سياسة

بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الجمعة، جلسة لإعلان رأيها الاستشاري بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
الصورة
مشهد من دير البلح وسط قطاع غزة - يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أفاد رئيس بلدية دير البلح في وسط قطاع غزة ذياب الجرو "العربي الجديد"، بأنّ المدينة التي ادّعى الاحتلال أنّها آمنة تتعرّض مناطق فيها لاستهداف عسكري متواصل.
الصورة
منظر للدمار في منطقة المواصي بخانيونس بعد الهجوم الإسرائيلي، 14 يوليو 2024 (الأناضول)

منوعات

دشن متابعون فلسطينيون وعرب وسم #العربية_شريك_في_الإبادة، ليعبروا عن غضبهم إزاء تغطية القناة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.