"أمورو" تصنع الفطر الفلسطيني

31 ديسمبر 2014
الفطر الفلسطيني ينافس الاسرائيلي (Getty)
+ الخط -
في العام 2013، أطلق كل من: محمود كحيل، سمير خريشة، وديع نصّار، والطيب عقل، شركة "أمورو"، وهي أول شركة فلسطينية متخصصة بزراعة الفطر الأبيض، واتخذت من مدينة أريحا في منطقة الأغوار شمال فلسطين مقراً. وقطفت أول محاصيلها نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في ظل العمل الحثيث على توسيع الانتاج خلال الشهر الجاري.
أحد القائمين على مشروع مزرعة الفطر، محمود كحيل قال لـ"العربي الجديد"، إنَّ السوق الفلسطينية تفتقدُ إلى العديد من المنتجات منها الفطر: "راودتنا الفكرة لإنتاج الفطر، من أجل إكمال سلة الغذاء للمستهلك الفلسطيني، لأنَّ الفطر المتواجد في الأسواق هو من انتاج إسرائيليين، لذلك فإننا نحاول إتاحة الفرصة للمواطن بشراء المنتجات الوطنيَّة، بدلاً من المنتجات الاسرائيليَّة التي لا بديل لها في السوق المحلية". وأضاف كحيل: "بدأنا بالعمل على الفكرة منذ عامين، حيث بذل المؤسّسون كافة الجهود لإنجاح المشروع وتزويده بأفضل المعدات وأحدثها".
وأشار كحيل إلى أن التسمية "أمورو" آتية من "الأموريين" أو "العموريين"، وهم أقدم الشعوب السامية التي سكنت بلاد الشام. ولفت إلى أنَّ المجموعة القائمة على المشروع قامت بإجراء دراسات موسعة حول زراعة الفطر، وتدريب طاقم عمل كامل لضمان استمرارية العمل. وشرح كحيل أنَّ أهمّ الصعوبات التي واجهت الطاقم خلال تأسيس المشروع هو الجانب المادي.
من جهةٍ أُخرى، قال أحد مُؤسّسي مزرعة "أمورو" سمير خريشة لـ"العربي الجديد"، إنَّ هذا المشروع واجه مشكلة الدعم المادي، فتم التوجّه إلى الشركات والمؤسسات. وقد رفضت "أمورو" الدعم الخارجي والأجنبي منعاً من إملاءات أجندات المموّلين.
وبيّن خريشة، أنَّ الفكرة بدأت منذ عامين نتيجة عدم وجود فطر فلسطيني في السوق. وبأنَّ هذا المشروع قادر أن يغطي 90% من حاجة السوق في الضفة وغزّة، حيث سينخفض سعر كيلو الفطر الواحد إلى ثمانية دولارات، وسيستطيع المستهلك الفلسطيني استخدام منتج وطني بجودة عالية.
وأضاف خريشة: "بعد بحث عميق واطّلاع كبير على تجارب عربيَّة وعالميَّة. بدأنا البحث عن الأرض لإنشاء مخازن ومنشآت، حيث أنَّ الفطر بحاجة إلى تربة ودرجة حرارة وإضاءة معينة، ومن ثم انطلقنا في الزراعة، واستطعنا جني القطفة الأولى، ومن ثم الثانية بقدرة إنتاجية لم تبلغ سوى 5%، علماً أنَّ هذه القدرة ترتفع بشكل تدريجي".
ولفت خريشة إلى أنَّ المشروع سيعمل على دعم المُنتَج الفلسطيني، كما سيعمل على تحسين الوضع الاقتصادي من خلال خَلْقِ فُرصِ عملٍ جديدة للعديد من المواطنين. وبيَّن خريشة أنَّه مع بداية العام الجديد، ستنضمُّ عَشْرة نساءٍ إلى فريق العمل بالشركة، ليصبح مجموع عدد العاملين فيها 20 شخصاً.
وتابع خريشة، أنَّه إضافة إلى المشاكل الماديَّة التي واجهتهم من أجل تطوير المشروع، كانت هنالك معوقات تكنولوجية أيضاً. إذْ تحتاج زراعة الفطر إلى أجهزة متطورة وخبرة كافية، وهي أحد الأسباب التي جعلت السوق الفلسطينية تفتقر لمثل هذه الزراعة.
وبيَّن خريشة، أن الدخول إلى هذا المشروع بالإمكانيات التكنولوجية البسيطة كان مخاطرة، إلا أن الإرادة والتصميم يصنعان المستحيل. وتابع: "عندما علمنا أنَّ السوق الفلسطينية تفتقر لهذا المنتج، بدأنا في البحث عن الأرض الصالحة لزراعة الفطر، ووصلنا إلى مدينة أريحا، وقمنا ببناء المصنع، وبدأنا بتركيب وبتصميم الأجهزة لتوفير البيئة المناسبة لهذه الزراعة. قمنا ببناء لوحات ونظام خاص بالزراعة من الصفر، وذلك بخبرة فلسطينية وبالاستعانة بمهندسين كهربائيين، تم تركيب الشبكات وصناعتها محلياً". وأشارَ خريشة إلى أنَّه كانَ للتجربة الهولنديَّة والاطّلاع عليها، دور كبير في نجاح المشروع الفلسطيني، إذْ أنَّه تم استخدامها بنجاح واسع وبطريقة وبنموذج متقدم.
وفيما يتعلق بالخطوة المقبلة، بيَّن خريشة أنَّه وزملاءَه في الشركة حديثة الولادة، ينتظرون الآن القطفة الكبرى التي سترى النور في الخامس عشر من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل. ووضح خريشة أنَّ المنتَج سيغطّي الضفة الغربية بأكملها، وبأنَّ السوق الفلسطينية ستشهد منافسة قويَّة مع المنتج الاسرائيلي.
وأعرب خريشة عن أمله في أن تنجح الشركة، وبأن تتمكَّن خلال السنوات القادمة من شراء الأرض الخاصة بها، لإقامة الشركة والمصنع عليها.
المساهمون