أصدرت المكتبة التي تحمل اسم موغان مئات الكتب والدراسات التي اهتمّ جزء كبير منها في التراث الإسلامي، ومنها "الفوايد في العوايد والقواعد والعقايد" (1905) الذي ألفه المستشرق الفرنسي جوزيف ديسبارمي حول عادات العائلات الجزائرية في التربية والأعراس والألبسة والأزياء والأطعمة والعبادات والمناسبات وغيرها.
بعد إغلاقها قبل عشر سنوات، أعيد السبت الماضي افتتاح المطبعة والمكتبة التي تضمّ أكثر من أربعة آلاف وثلاثمئة مؤلّف أغلبها نادرة صدرت منذ نهايات القرن التاسع عشر وصولاً إلى خمسينيات القرن الماضي، ولم يعاد طبعها مرة أخرى.
أشارت مسؤولة المكتبة سهيلة لونيسي في يوم الافتتاح إلى أن "موغان استحدث مكتبة إلى جوار مطبعته عام 1909، كانت تتيح للعامة فرصة الاطلاع على عناوين في حقول معرفية عديدة في فترة لم تعرف الجزائر خلالها مكتبات عمومية".
وأضافت أن "عائلة موغان كانت من أصدقاء الثورة التحريرية بحيث حرصت على تشجيع القراءة وسط أفراد الشعب الجزائري"، لافتة إلى أن "أحد أفرادها كان يحرص كل صباح على إلصاق نسخة من الجريدة على زجاج مدخل المكتبة لتمكين المارة من الإطلاع على المستجدات الوطنية والدولية".
ستنظّم المكتبة أمسية ثقافية كلّ سبت، حيث افتتحت موسمها بلقاء مع عدد من الكتاب هم ميساء الباي ومحمد صاري ومصطفى بن فوضيل، حيث سيعلن تباعاً عن الفعاليات المقبلة.
يُذكر أن موغان تولى لعدة سنوات عمدة بلدية البليدة، وكان مهتماً بإصدار كتب باللهجة الجزائرية التي كانت دارجة حينها وكانت خليطاً من العربية والأمازيغية وبعض الكلمات باللغة التركية القديمة، وبقيته مطبعته الوحيدة في الجزائر حتى عام 1895 على يد الكرغلي رودوسي قدور بن مراد، وهو جزائري من أصول تركية.