صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" العدد الثاني عشر من مجلة "أسطور" نصف السنوية المحكّمة، والذي يضمّ مقاربات لعدد من المسائل منها تحوّلات الكتابة التاريخية، والثورة الجزائرية في الأمم المتحدة، إلى جانب مقالات مترجمة ومراجعات الكتب.
تضمّن باب "دراسات" دراسة بعنوان "التاريخ الفكري: النشأة والموضوع والمنهج ووضعه في الدراسات التاريخية العربية الحديثة" لـ عمرو عثمان، وتناولت العديد من الأسئلة المرتبطة بالتاريخ الفكري، مثل تعريفاته ومناهج دراسته المختلفة وإشكالياته الكبرى، علاوة على نقاط تفرده عن مجالات التأريخ الأخرى، وـخرى بعنوان "أساليب التصنيف التاريخي من خلال مقدمات كتب التاريخ" لـ علي مزيان، التي اختتمت بأهمية النّأي عن التعميمات المتوارثة التي كرّست ريادة أعلامٍ بعينها، وأغفلت فضل آخرين يستحقّون الرّيادة والتميّز والإشادة.
"حضور الدولة وتمثّلاتها في المجالات الطرفية: إيالة تونس في الفترة الحديثة" عنوان دراسة مصطفى التليلي، والتي تعزّز نتائجها فكرة وجود تعدّدٍ وتنوّعٍ في المسارات التاريخية المفضية إلى نشأة عناصر الدولة الحديثة والمؤسّسة لمشروعيتها، و"الحريم الصفوي: إضاءات جديدة" لـ محبوبة مجيدزادة التي تهدف إلى الإضاءة على حضور المرأة الصفوية في المشهد السياسي، والمكانة التي حظيت بها في البلاط الصفوي بين الواقع والخيال، وتدعو إلى قراءة النصوص التاريخية بمعطيات معاصرة، وتجاوز الصورة النمطية بشأن حكم الحريم، ومحاولة رؤية الدور الذي قامت به المرأة أيضًا في الحفاظ على بنى الدولة وتيسير الانتقال من حاكم إلى آخر بسلاسة.
كما تضمّن العدد دراسةً بعنوان "الإستوغرافيا وبناء الدولة الوطنية الحديثة في تركيا" لـ سعاد بنعلي التي تشير إلى أن عملية إعادة كتابة التاريخ التركي تجاوزت التاريخ القديم لتشمل القريب منه، حيث حرص مصطفى كمال، عبر خطاب نُطُق الشهير، على فرض روايته لملابسات حرب التحرير، وأخرى بعنوان "تحوّلات الكتابة التاريخية: من تاريخ النخب إلى تاريخ الهامشيين، المدرسة البريطانية مثالًا" لـ محمد غاشي، وتتناول المدرسة البريطانية التي رسّخت تقليدًا علميًا متميّزًا وملهمًا - التاريخ من أسفل - في عملية الكتابة التاريخية.
واختُتم هذا الباب بدراسة عنوانها "الثورة الجزائرية في الأمم المتحدة" لـ نور الدين ثنيو، تهدف إلى التأكيد على عدة اعتبارات من بينها دور المرجعية السياسية الدولية في إضفاء الشرعية على مطالب الاستقلال واستعادة السيادة وتصفية الاستعمار.
في باب "ترجمات"، نُشرت ثلاث مقالات مترجمة من اللغة الفرنسية صادرة في مؤلف جماعي، وهي تتعلق بـمسائل "التاريخ المقارن والتاريخ المتقاطع"، و"البنيوية"، و"تاريخ المصطلحات"، وقد ترجمها مصطفى التليلي. أما باب "مراجعات كتب"، فقد ضمَّ مراجعةً متعلقةً بكتاب التأريخ العربي وتاريخ العرب كيف كتب وكيف يكتب؟ الإجابات الممكنة لمجموعة من المؤلفين، أنجزها لطفي عيسى، إلى جانب مراجعة أخرى متعلقة بكتاب المدينة العربية والحداثة لخالد زيادة، أنجزها عبد الرحيم بنحادة.
واشتمل باب "وثائق ونصوص" دراسة بعنوان "وساطة اليهود في التجارة بين المغرب وهولندا أثناء القرن التاسع عشر: من خلال وثائق الأرشيف الوطني في لاهاي" لـ عبد الغني العمراني. واختتم العدد أبوابه بـ "ندوة أسطور"، وهي بعنوان "المؤرخ العربي ومصادره"، وقد تضمن هذا الباب ثلاث دراسات.