"أسد المالكي" يلجأ إلى البشمركة... والمسلحون يُحكمون طوق بغداد

22 يونيو 2014
مقاتلون في كربلاء لمواجهة تقدم المسلحين (محمد صواف/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

توالى مسلسل انهيار قوات رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي. فبعد المعلومات عن إحكام الفصائل المسلحة الطوق على بغداد، علم "العربي الجديد" أن كبير قادة نوري المالكي في الجيش العراقي، "أبو الوليد"، هرب من معركة تلعفر، والتجأ إلى قوات البشمركة الكردية.

وحققت الفصائل العراقية المسلحة، التي تسعى إلى إطاحة رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي، تقدماً جديداً، اليوم الأحد، وزادت من تضييق الخناق على قوات الحكومة في محيط بغداد، إذ سيطرت على عدد من القرى والبلدات المهمة المحيطة بالعاصمة.

بموازاة ذلك، كشف مسؤول كردي، اليوم الاحد، أن أشرس قادة الفرق الخاصة، التابعة للمالكي، هرب من المعارك الدائرة مع المسلحين في بلدة تلعفر في شمال العراق، ولجأ الى مواقع البشمركة. وقال المسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني، سربست بابيري، لــ"العربي الجديد"، إن "المدعو أبو الوليد، قائد قوات الذئب هرب من القتال الدائر بين عناصره وجماعات مسلحة في بلدة، تلعفر ولجأ اليوم الى مواقع تتمركز فيها قوات البشمركة الكردية في سنجار الواقعة على بعد نحو 60 كليومتراً غرب تلعفر، برفقة 70 من مقاتليه مع اسلحتهم عصر الاحد".

ولفت بابيري إلى أن البشمركة الكردية استقبلته "لأسباب انسانية بناءً على تعليمات من القيادة السياسية الكردية". وبحسب المسؤول الكردي، فإنّ أبو الوليد ترك نحو 150 من مقاتليه في تلعفر.

وأبو الوليد، وهو ضابط برتبة لواء ويعرف بلقب "أسد المالكي"، كان رئيس الوزراء قد أرسله على رأس قوة عسكرية الى الموصل لاستعادتها من المجموعات المسلحة. ويتهم الكثير من سكان بغداد وصلاح الدين ونينوى، ابو الوليد، بارتكاب عمليات اعتقال وتصفيات في السنوات الماضية.

وعلى صعيد محاصرة بغداد، أفاد مصدر أمني عراقي في وزارة الداخلية، "العربي الجديد"، بأن "المسلحين تمكنوا من السيطرة على مناطق تحيط ببغداد من المحورين الشمالي والغربي الجنوبي، عقب معارك مع قوات الجيش التي اضطرت إلى الانسحاب باتجاه بغداد، تاركة خلفها آليات ومعدات مختلفة استولت عليها الفصائل المسلحة.

وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن "المسلحين استولوا على مناطق ذراع دجلة وابراهيم ابن علي إلى الشمال من بغداد، فيما سيطرت على بلدات وقرى جديدة في قضاء أبو غريب، من بينها دويليبة والعناز وقصر الباشا".

وأوضح أن "العشائر في تلك المنطقة كانت تنتظر وصول دعم الجماعات المسلحة لها من خارج المنطقة لتنضم إليها وتستولي على المنطقة".

وأشار المصدر إلى أن "18 جندياً وثلاثة ضباط قتلوا من الجيش خلال الدقائق الأولى للاشتباكات التي انتهت بانسحاب الجيش"، مضيفاً أن "الجيش بدأ بقصف مدفعي على تلك المناطق بعد ساعات من سقوطها وانسحابه منها".

وبينما لا تزال مدن نينوى وصلاح الدين والأنبار تخضع لسيطرة الفصائل المسلحة التي شكلت مجلس تنسيق في ما بينها لإدارة شؤون المدن، أعلنت المجالس العسكرية لعشائر الأنبار وصلاح الدين، النفير العام عقب معلومات عن دخول قوات إيرانية العراق لمساعدة الجيش الحكومي العراقي.

وقال القيادي في المجلس العسكري لعشائر صلاح الدين، عبد المجيد الدوري، لـ"العربي الجديد" إن "المجلس يتابع تسريبات إعلامية عن وصول وحدات من قوات الحرس الثوري الإيراني إلى العراق للدخول إلى سامراء وتكريت بدعوى تحريرها ونحن نراه احتلالاً لأرضنا العربية، وتصعيداً خطيراً في الوضع الراهن".

من جهته، قال أمير قبيلة جميلة في العراق، قائد المجلس العسكري للثوار بمحافظة الأنبار، رافع الجميلي، لـ"العربي الجديد"، لقد "أعلنّا النفير العام عقب معلومات عن دخول الحرس الثوري الإيراني، فمن العار التفرج على قضم إيران للعراق".

وفي غضون ذلك، علم مراسل "العربي الجديد"، في الفلوجة نقلاً عن قيادي في إحدى الفصائل المسلحة، أن اجتماعاً طارئاً سيعقد خلال الساعات القليلة المقبلة لجميع الفصائل المسلحة الإسلامية والعشائرية المتواجدة بمدن الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وأجزاء من ديالى، فضلاً عن حزام بغداد.

ويهدف الاجتماع إلى التباحث حول تنسيق الجهود في الأيام المقبلة بشكل أكبر ومعالجة أخطاء الضعف الاعلامي، والعمل على إطلاع الرأي العربي والعالمي على حقيقة ما يجري في البلاد.

وفي مدينتي رواة وعنه، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلاً عن مصادر أمنية وطبية عراقية، عن "مقتل 21 شخصاً من وجهاء المدينتين على أيدي مسلحين ينتمون إلى تنظيمات متطرفة يقودها تنظيم (داعش)، بعد سيطرتهم على المدينتين" في وقت سابق اليوم.

وأعلن المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، قاسم عطا، اليوم الأحد، أن القوات الحكومية انسحبت من مدن في محافظة الأنبار غرب البلاد في إجراء "تكتيكي" يهدف إلى "تحشيد الامكانات"، مشيراً تحديداً إلى "رواة وعنه والقائم".

كما سلم عناصر من تنظيم (داعش) اليوم الأحد، جثث 15 شخصاً من سكان قرية البشير التي سقطت في أيدي التنظيم قبل أيام، إلى ذويهم بعد وساطة شيوخ عشائر عربية، حسبما ذكر مصدر أمني عراقي، لوكالة الأنباء الفرنسية.

وفي بغداد، أُعلن مساء اليوم الأحد، عن تشكيل ميليشيا جديدة باسم "فيلق الكرار" لمواجهة التنظيمات المسلحة التي تسيطر على محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار وتقف على محيط العاصمة. وقال المتحدث باسم الفيلق، الذي كان يرتدي الزي العسكري برتبة نقيب، خلال مؤتمر صحافي، إن "التشكيل الجديد يضم عناصر من "عصائب أهل الحق" و"حزب الله فرع العراق"، لصد الهجمة البربرية لتنظيم (داعش) وحماية المراقد المقدسة في سامراء وبغداد والنجف وكربلاء".

وأقيمت مراسم الإعلان عن التنظيم الجديد في الرصافة ببغداد وسط إجراءات أمنية مشددة رافقها قطع للطرق الرئيسية المؤدية إلى المكان.

وفي سياق متصل، دعا مكتب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى مراجعة المكتب للتطوع في "سرايا السلام" للمساهمة في حماية الحسينيات والمراقد المقدسة، وفقاً للمتحدث باسم التيار، صلاح العبيدي.

وحذر العبيدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، من "استغلال السرايا من قبل تجار الحروب، لأن عملها يجب أن يكون بالتنسيق مع الجهات الحكومية"، لافتاً إلى أن "أوامر السرايا يجب أن تكون مركزية وحصرية من مكتب الصدر".

 

المساهمون