تمكّنت لجنة تبادل الأسرى من مبادلة المنظّر السلفي حسن صوفان، المقرب من حركة أحرار الشام، بعد مفاوضات دامت عدة أشهر مع النظام هو وامرأة، مقابل 15 عنصرا للنظام قامت المعارضة بأسرهم في وقت سابق. وتعوّل الحركة على صوفان في تسلمه منصبا في الحركة يمكّنه من تقريب وجهات النظر لدى التيارات الموجودة داخلها، وخلق تفاهمات بين الحركة ومكونات المعارضة الأخرى.
وقال رئيس تحرير صحيفة "تمدن"، دياب سرية، الذي كان سجينا في صيدنايا، خلال فترة الاستعصاء الذي شهده السجن، إنه من خلال تواصله مع قيادات من حركة أحرار الشام الذين كانوا معه في السجن، تحاول الحركة منذ فترة إخراج صوفان لإعطائه دورا قياديا في الحركة، وليقوم بدور توافقي في لمّ صفوفها، بعدما شابها العديد من التجاذبات، كما أنهم يعولون عليه في خلق توافقات مع الفصائل الأخرى، وفقاً لسرية.
وأضاف، أنه أثناء وجودنا في سجن صيدنايا شكّل صوفان حالة توافقية بين كل نزلاء سجن صيدنايا (بمن فيهم سجناء الدعوة الديمقراطية والأحزاب الكردية)، عدا سجناء تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذين أصبحوا في ما بعد أمراء في التنظيم.
وبيّن سرية، الذي كان محسوبا على الدعوة الديمقراطية ضمن سجن صيدنايا، أن صوفان خريج كلية الدعوة في السعودية، وهو ذو توجه سلفي غير تكفيري. وكان يتعاطى مع جميع التيارات في السجن، بما فيها التيارات العلمانية، موضحا أنه قام بالدور الأكبر خلال المفاوضات مع النظام أثناء استعصاء سجن صيدنايا.
وأوضح أنه "خلال فترة الاستعصاء في سجن صيدنايا تم التوافق من قبل جميع نزلاء السجن على حسن صوفان وأربعة آخرين للتفاوض مع النظام لحل أزمة المساجين، بما يضمن حقن الدماء، عدا عناصر التنظيم آنذاك الذين كان يتزعمهم شخص من تلعفر يُدعى أبو خالد العراقي".
وكان الأخير، وفقاً لرئيس التحرير، يرفض مبدأ التفاوض ويكفّر كل من يقبل به، ويدعو إلى قتل كل الأسرى من عسكريي النظام الذين كانوا محتجزين في السجن. وكانت تضم اللجنة، إضافة إلى صوفان، كلا من إبراهيم الضاهر وهو أردني ممثل عن تنظيم القاعدة، وسمير البحر وهو شيخ سوري من بانياس لا ينتمي لأي تنظيم، وأبو العباس أبو التوت الذي يعد الأب الروحي لحركة أحرار الشام، وأحد أهم منظّريها والمعروف بأبو العباس الشامي، بالإضافة إلى شخص خامس يُعرف بالحيجي ممثلا عن حزب التحرير.
ولفت سرية إلى أن لصوفان دورا كبيرا في إطلاق سراح أسرى النظام خلال فترة الاستعصاء، إذ تمكن السجناء من أسر 1200 عسكري كان عناصر "داعش" يريدون ذبحهم جميعا، فيما رأى صوفان وعدد من أعضاء اللجنة أن يتم إطلاق سراحهم على دفعات حقنا للدماء، ولتجنيب السجناء مجزرة محتملة.
وأوضح أن صوفان كان من أكثر المقربين من أبو عبد الله الحموي، أول قائد عام لحركة أحرار الشام. وبعد استهداف الصف الأول في الحركة أصبح هناك تعويل كبير على حسن صوفان في إعادة هيكلة الحركة، في حال تمكنت من إطلاق سراحه.
ويرى أن هذا الإجماع على شخص صوفان هو أهم أسباب احتفاظ النظام به وعدم إطلاق سراحه ضمن الدفعات التي تم إخلاء سبيلها من سجن صيدنايا.
وكانت عملية تبادل أسرى جرت بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري بعد مفاوضات دامت عدّة أشهر، انتهت بالإفراج عن حسن صوفان وامرأة كانا معتقلين في سجون النظام، مقابل إطلاق المعارضة سراح عدد من المعتقلين لديها من التابعين للنظام السوري.
وأكد مصدر في حركة أحرار الشام، لـ"العربي الجديد"، أن تعدد التيارات داخل الحركة يحتاج إلى رجل توافقي مثل صوفان ليعيد لملمة صفوفها، بعدما بدأت تتسع هوة الخلافات بين مكوناتها والتي بدأت بالظهور منذ عملية الاغتيال التي استهدفت قياديي الصف الأول والثاني في الحركة.
وكانت مصادر محلية أكدت، لـ"العربي الجديد"، أنّ النظام أطلق سراح القيادي السلفي حسن صوفان، من مواليد مدينة اللاذقية، وتمّت مبادلته مع 15 من المسلحين الموالين للنظام السوري، والذين ألقي القبض عليهم من قبل المعارضة السورية المسلحة، في حلب ومناطق أخرى.
ويعتبر حسن صوفان من السجناء السياسيين القدامى في سجن صيدنايا التابع للنظام السوري، وهو محكوم بالسجن المؤبد. كان أحد المفاوضين في عملية استعصاء سجناء سجن صيدنايا العسكري عام 2008، والتي انتهت بوقوع مجزرة في حق السجناء، بعد اقتحام جزء من السجن بالدبابات وقصفه بالمدفعية من قبل الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد.
ويذكر أنّ سجن صيدنايا في ريف دمشق كان يضم قرابة 1425 سجينا سياسيا، من بينهم سجناء من جنسيات غير سورية. وراح ضحية المجزرة قرابة 30 معتقلا، بينما بقي مصير 10 سجناء مجهولاً، قام الأمن العسكري بنقلهم إلى جهة مجهولة، وفقا لما ذكرته المصادر.