"أبو الفقراء" يبيع بضاعته على الرصيف

23 يونيو 2015
يزداد البيع في شهر رمضان (العربي الجديد)
+ الخط -

يُعرف زكريا كنعان بـ "أبو الفقراء" في مخيم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان). يضع السلع التي يبيعها على الرصيف، بعدما فضّل ترك المحل الذي كان قد استأجره لبعض الوقت. وبهدف جذب الزبائن، يضطر إلى تخفيض أسعار بضاعته، وهي عبارة عن أجبان وألبان وسمنة وزيت وزبدة وغيرها من الحاجيات الأساسية.

يقول كنعان: "في شهر رمضان، تزداد نسبة المبيعات نحو ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع الأشهر الأخرى"، لافتاً إلى أنه يبيع السلع بأسعار منخفضة لأنه ليس مضطراً إلى تأمين بدل إيجار لأي محل. يضيف أنه يربح بسبب إقبال الناس على الشراء منه. وفي شهر رمضان، تكثر السيدات من شراء السمنة والزبدة والحلاوة والمربيات والحساء. يوضح أن عرباته أشبه بسوق شعبي. "على سبيل المثال، أبيعُ كيلوغرام الجبنة العكاوي بخمسة آلاف ليرة لبنانية (نحو ثلاثة دولارات)، فيما تباع في السوق بسبعة آلاف ليرة (نحو أربعة دولارات ونصف الدولار)".

يضيفُ كنعان أن "الأرباح تزداد في رمضان بنسبة ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع بقية أشهر السنة، إذ يقبل كثير من الناس على شراء الجبنة، لأن معظمهم يفضلون التسحّر وأكل المناقيش". في المقابل، هناك من يعتمد على اللبنة والمربيات والحلاوة. وعند حلول موعد الإفطار، يتناول الناس الحساء والأكلات التي يدخل في مكوّناتها السمنة والرز والزيت.

وعن سبب إغلاقه المحل الذي كان قد استأجره في السابق، يقول إنه "حين يدخل الناس إلى المحال التجارية، ويرون السلع الغذائية معروضة على الرفوف، يخشون أن تكون أسعارها مرتفعة فلا يشترونها". يضيف أن "النساء يخشين الرفوف حتى لو بيعت البضاعة على العربة بالسعر ذاته. لذلك، تفضّل المرأة شراء الأغراض من العربات بدلاً من المحال".
يتابع كنعان أنه بعدما ترك محله، صار يبيع بكميات أكبر، وفضّل الحفاظ على "الطريقة الشعبية" التي يبدو أنها تريح الناس أكثر. ويعطي مثالاً على ذلك حجم المبيعات، إذ يقول: "في السابق، كنت أبيع علبة جبنة واحدة في اليوم. أما اليوم، فصرت أبيعُ نحو عشر علب في اليوم. وبدلاً من أن أبيع رزمة بيض واحدة، صرت أبيع خمس أو عشر رزم يومياً".

في شهر رمضان، يضع خمس عربات ويملؤها بمختلف المواد الأساسية التي تحتاج إليها العائلات، وبأسعار مناسبة. بصوت عال، ينادي في المخيم: "قرّب عند أبو الفقراء قرّب". هذه كلماته لجذب الناس حتى يشتروا بضاعته. وحتى من دون أن ينادي، يعرفه الجميع، ويقصدونه.

اقرأ أيضاً: أبو بدر وُلِدَ في المخيم
المساهمون