"آلام وآمال" الأسرى الفلسطينيين

10 سبتمبر 2015
الفراونة ممكساً كتابه (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يرصد كتاب "الأسرى الفلسطينيون.. آلام وآمال"، لمعدّه ومؤلفه الأسير المحرر، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عبد الناصر فروانة، في فصوله المتنوعة، المراحل التاريخية للحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال، ووسائل التعذيب وشهادات حية موثقة لعدد من الأسرى الفلسطينيين والعرب عن واقع السجون، والممارسات اليومية التي يتعرض لها الأسير من قبل مصلحة السجون.

وقد دفعت الأوضاع المتردية في السجون، وشح المعلومات الموثقة عن الأسرى، فروانة إلى إصدار الكتاب المتخصص، كوثيقة يستفاد منها، وقد صدرت الطبعة الأولى منه بإشراف قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية.

ويقول فروانة لـ"العربي الجديد" إن الدافع الرئيسي وراء الكتاب، هو شرح معاناة الأسير داخل السجون الإسرائيلية للمهتمين والقارئ العربي وأحرار العالم، من خلال مرجع شامل يوثق في طياته شهادات أسرى محررين فلسطينيين وعرب عن واقع التعامل الذي يقوم بها السجان الإسرائيلي بحق الأسرى.

وأخذ إعداد الكتاب من فروانة نحو 18 شهراً حتى صدر بصورته النهائية، على الرغم من توافر المادة العلمية والشهادات وذلك بفعل إغلاق المعابر وعدم التمكن بحرية للاجتماع باللجنة المشكلة في الجامعة العربية والتي أشرفت على عملية المراجعة الخاصة بالكتاب، برئاسة الأمين العام المساعد للجامعة السفير محمد صبيح.

ويوضح الأسير المحرر، أنه حرص خلال كتابته على توفير مرجع هام يرصد من خلاله بالوثائق والشهادات الحية واقع قضية الأسرى ضمن الكتاب الذي يضم في محتواه فصولاً متنوعة تحدث خلالها عن الاعتقال الإداري، والإضراب عن الطعام، وتفاصيل الحياة اليومية للأسرى وراء القضبان، وتهريب النطف، وصفقات التبادل.

ويتطرق الكتاب لواقع الأطفال داخل السجون الإسرائيلية، حيث وصلت أعداد المعتقلين في الفترة من سبتمبر/أيلول 2000 وحتى نيسان/ أبريل 2015 نحو 10 آلاف طفل بما يزيد عن 700 حالة اعتقال سنوي، فيما شهدت السنوات الأربع الأخيرة زيادة مضطردة في معدلات الاعتقال حيث وصلت 930 حالة اعتقال سنوي.

ويلفت الكتاب إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل نحو 15 ألف فلسطينية منذ 1967 وتصاعدت حدة الاعتقال بعد انتفاضة الأقصى وحتى 2015 حيث اعتقلت قوات الاحتلال 1200 مواطنة فلسطينية لم يتبقَ إلا 25 أسيرة أقدمهنّ الأسيرة لينا الجربوني من الأراضي المحتلة عام 1948 والمعتقلة منذ 2002.

وبالرغم من أن الصور السائدة هي الآلام وقسوة السجان، إلا أنّ هناك صور مشرقة وبطولات عديدة وانتصارات كثيرة حققها الأسرى بفعل صمودهم وإرادتهم وأمعائهم الخاوية، وهنا يتطرق الكاتب إلى الأوضاع الثقافية وانتزاع امتلاك القلم والورقة وإلى الأوضاع الداخلية وتبلورها، والبنية التنظيمية ومسيرتها، وإبداعات الحركة الأسيرة، والإضرابات عن الطعام (الجماعية والفردية) وانتصاراتها.

ورفض فروانة التعاقد مع دور نشر لطباعة وتوزيع الكتاب، لكي يبقى مجانياً، فالهدف بالنسبة له أسمى من تحصيل بعض المال مقابل هذا العمل. وفروانة من الأسرى المحررين، ووالده وشقيقه أسيران أيضاً من المحررين، ويعد من أبرز الباحثين فلسطينياً في قضية الأسرى.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تقتل أطفال غزة... وتتعاطف مع عيلان
المساهمون