أتمنى من أحرار العالم أن يقتنعوا بأنّنا، نحن المسلمين، بطيبتنا ومظلوميتنا، بأخطائنا وخطايانا، فينا المتدين والطيب والشرير والسكير والزنديق، لكن كل ظلمنا يقع على أنفسنا، لا نقتل أحداً، ولا نتقبل القتل، أما هؤلاء القتلة فشيء آخر لا نعرفه.
ما ينفّذ في المنطقة على يد تنظيم داعش، وأميره أبو بكر البغدادي، لا يمثل إلا تنفيذاً حرفياً لأجندات مشروع الهيمنة الإيراني، فعمليات هذا التنظيم لا تستهدف سوى من يخالف الإرادة الإيرانية، ولا تدعم سوى وجود النظامين في العراق وسورية.
تداخلت نشأة تنظيمات سلفية جهادية عديدة مع أجندات مخابراتية إقليمية وعالمية، وهذه ظاهرة ليست جديدة، إذ بزغت مع بداية ظهور ما يعرف بالعرب الأفغان وبناء تنظيم القاعدة، فهل تكون داعش شيئا مختلقاً على المنوال نفسه.
لم يعد باستطاعة منظري الممانعة، أن يتبجحوا بورقة العداء للإمبريالية لتمرير عمالتهم لإيران، ولم يعد في مقدورهم لصق تهم العمالة للأميركيين بمن يخالفهم، لمجرد أنه ضد سياسات إيران، فهذه الشعارات سقطت في عقر دار الملالي أنفسهم.
سيترحم العالم على أفغانستان وإرهابها، مقارنة بما سيرونه من سورية التي كبر فيها جيل جديد الآن على الدم والقتل. على الدول المعنية أنّ تتدخل بقوات أممية مفوضة من مجلس الأمن، تفصل بين المتحاربين، وتحمي المدنيين، وتحول دون احتراق المنطقة.