الجميع استسلموا لـ"سايكس بيكو"، والأغلب باتوا يدافعون عن الدولة القُطرية التي أفرزها هذا الاتفاق. لقد استسلمنا في كل من الأردن وسورية الصغرى ولبنان وفلسطين للهموم الخاصة بكل قطر، وساهمنا في صناعة ثقافةٍ محليةٍ منفصلةٍ عن ثقافة أهل الشام الجمعية.
الاقتتال الذي يجري على الساحة العربية ليس اقتتالاً من أجل إقامة العدل، أو من أجل حسن التوزيع، إنما هو من أجل مصالح خاصة للذين يقودونها ويمولونها، ويشعلون نيران الفتن والضغائن. مصلحة الأمة العربية غائبة، رغم أن كل الأطراف تتاجر بها
يتعامى العالم، وهو ينشغل بالإرهاب ومحاربته، عن أن إسرائيل هي كيان قام على الإرهاب ويواصل ارتكابه ضد الفلسطينيين والعرب، بدءاً من المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عند إقامة ما سمي الوطن القومي لليهود، وحتى اليوم.
يعجز العرب عن معالجة همومهم، ويستسلمون لهذا العجز، فيحملون همومهم إلى الخارج، علّ وعسى يجدوا الدواء. وغالباً، يجدونه لأن الدول الاستعمارية الغربية ما زالت تتمتع بعقلية استعمارية، وتجنح إلى التدخل بشؤون الآخرين، أملا منها في تمكين وجودها على الأرض العربية.
الأمم المتحدة مؤسسة استعمارية أقامتها الدول الكبرى التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية، وهي التي تشكل الآن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وبدل أن تقيم هذه الهيئة ميزان العدالة، أقامت ميزان الظلم الذي ما زالت تستخدمه.
نشهد، الآن، انعطافاً في الوضع الدولي، من خلال اتفاق يقضي بالسماح لغير المسلمين بزيارة باحات المسجد الأقصى. المفروض أن الفلسطينيين هم الذين يقرّرون، بمحض إرادتهم، من يحق له زيارة المقدسات الإسلامية، لكن الاتفاق يتجاهل الفلسطينيين كليا.
روسيا بوسعها أن تصعد الأمر في سورية، من دون أن تخشى تصعيداً عسكرياً مع حلف الناتو، أو نشوب حرب باردة جديدة. وهي تعي أن الدول الغربية تحصد، الآن، نتائج سوء صنيعها، عندما دعمت تنظيمات غير قادرة على القيام بمسؤوليات أخلاقية
لا يبدو أن هناك وسيلة للتحرر من ملوك الطوائف والطائفية إلا تحويل لبنان إلى دائرة انتخابية واحدة، ليضطر اللبناني العبور من طائفته إلى مجمل الطوائف اللبنانية.
تترقب الساحة الفلسطينية عادة الساحة العربية، لتكون داعما لها في الضغط على الحكام العرب، ومن حالفهم من الدول الغربية، من أجل التهوين على الشعب الفلسطيني، وتخفيف ضغط الاحتلال عليه.