مع توالي المكتشفات، تتعزّز القناعات العِلمية التي ترى في مملكة عُمانا وعاصمتها في مدينة مليحة أهمَّ موقع يعود إلى العصرين الهلنستي والروماني في عموم منطقة جنوب الخليج العربي.
تركت العمارة المملوكية بصمةً ما تزال قائمة حتى اليوم في العديد من المدن والعواصم العربية، بل إن غالبية النسيج العمراني التاريخي والأثري في القاهرة وحلب والقدس يُنسَب إليها.
كانت للبتراء ومدائن صالح مدارس نحْتٍ نبطية ذات ميزات خاصّة تختلف عن سائر مدارس الفنّ المعاصر لهما، على الرغم من اختلاط عناصر فنونها وامتزاجها بعدّة عناصر فنّية من حضارات مختلفة.
انبثقت العمارة العثمانية من النمط السلجوقي، وبلغت أوجّ تطوّرها في عهد سليمان القانوني، قبل أن تقترب من أسلوب الباروك الأوروبي، ثمّ من الأسلوب الإمبراطوري في آخر سنوات السلطنة.
صمّم اليمنيّون، عبر التاريخ، نماذج معمارية فريدة لا يزال كثير منها قائماً إلى اليوم، وابتكروا حلولاً هندسية للاستفادة من المساحات الضيّقة المُتاحة للبناء، بسبب الطبيعة الجبلية.
ما تزال إضافةُ الفاطميّين المعمارية ماثلة للأعين في القاهرة والمهدية والمنصورية وغيرها من الحاضرات العربية، بما يشمل القصور والمساجد والتحصينات والطرق والمنشآت الخدمية والجسور.
من قرطبة إلى غرناطة، حملت العمارة الأندلسية بصمة عربية خاصّة، طوال ثمانية قرون من الحضور في شبه الجزيرة الإيبيرية، وأكثر ما تجلّت في المساجد والقِباب والقصور وأقنية المياه، وهذه الهوية حملها أبناؤها حتى بعد خروجهم من الأندلس.
من بغداد إلى سامراء، تميّزت العمارة العبّاسية في حقبتها الذهبية بالضخامة والتفنُّن في استخدام الطُّوب والزخارف الجصّية، وبامتداد مساحاتها، حتى أن بعض القصور والمساجد كانت تمتدّ على طول شواطئ دجلة، كما تأثرت بهذا النمط مدنٌ إسلامية في مصر وتونس.
من مسجد قبّة الصخرة والجامع الأموي إلى قصرَي المشتى وعمرة وغير ذلك من الأسواق والمُشيَّدات... كلّ هذا يجعل من العمارة الأموية مدرسة بذاتها، تأسّست عليها الطُّرُز الإسلامية اللاحقة، كذلك فإنّ مئات الدراسات العِلمية قد تناولت أهميتها.
مرّت على المدينة الواقعة في الجولان السوري المحتلّ حضاراتٌ عديدة، ازدهرت خلال بعضها، بل وتحوّلت إلى مركز يضمّ عدّة مواقع مقدّسة، قبل أن تخسر مكانتها مع الحُكم العثماني.