إنشاء تشكيل شعبي، يسعى إلى الدفاع عن المدنيين في إدلب، ويخرجها من حالة الاستقطاب الفصائلي، سيخلق البديل الشرعي الذي سيدفعُ "هيئة تحرير الشام" إلى حلّ نفسها، وعندئذ، فحسب، سيكون بإمكان إدلب أن تقلب المعادلة، وأن تواجهَ معركتها بأدوات جديدة.
جزء كبير من الناس يثق بمعاذ الخطيب، ويعلمُ أنه يريد خلاص السوريين. ولكن، لن يكون هناك خلاص بدون قوى الميدان، وفصائله وأهله القابعين تحت محرقة الطيرانين،الروسي والأسدي، فهؤلاء، مهما أثرت عليهم القوى، لن تسلبهم همتهم في معركتهم مع النظام.
لم يكن موقف أميركا من الثورة السورية ضبابياً، كما تصفهُ أطرافٌ في المعارضة السورية، بل كانت لديها استراتيجية واضحة، تعتمد إطالة أمد الصراع الذي يستنزف كل خصومها ومنافسيها، فلماذا تريدُ أن توقفهُ، وهي تسعى إلى عالمٍ يُحكمُ من قطب واحد.
لا يستطيعُ أحدٌ إنكارَ ما قامت به الفصائل من تضحياتٍ وقتال لنظام الأسد وشركائه، ولأنها جزء أصيل من ثورة السوريين ومستقبلها، يجب أن تكون جزءاً من الحلّ، وليس من الفشل الذي نسير إليه اليوم بخطى ثابتة.