تتوالى الأزمات التي تعصف بالسلطة الفلسطينية وتتدرج من انغلاق مسار المفاوضات مع إسرائيل التي لم يعد السلام مدخلها للعمق العربي بعدما بات التطبيع مفتوحاً على مصراعيه ولم تعد القضية الفلسطينية شرطا أو مدخلا ضروريا له.
أبدعت مسيرات العودة في فكرتها وفي فعلها وفي أدواتها، فهي لم تربط بين النكبة وحق العودة أو ذكرى يوم الأرض فقط، لكنها واصلت حلقات النضال والثورة الفلسطينية الممتدة على مدار أكثر من سبعة عقود وتجاوزت كل المتغيرات وأفشلت كل الرهانات.
لقد صاغ اتفاق أوسلو العقيدة الأمنية الفلسطينية وفق معادلة أو منظومة متناقضة جداً ولا يمكن أن تلتقي أبدا، عقيدة تطالبه بمكافحة الإرهاب أي مواجهة المقاومة وربما الاصطدام معها
صفقة القرن تتجاوز ترحيل الفلسطينيين من غزة أو الضفة إلى شمال سيناء، إلى البحث في قضية تهجيرهم من القدس إلى العريش ومحيطها، وهو عين ما استهدفته إسرائيل على مدار عمر القضية الفلسطينية.
إن الإجابة عن سؤال هل نجحنا في توظيف أوسلو؟ ستختلف باختلاف الطرف المجيب، ستجد فلسطينياً يرى أن اتفاق أوسلو كان إنجازاً وترتبت عليه مجموعة إنجازات، وستجد فلسطينياً آخر يرى في أوسلو نفقاً مظلماً وفخاً ضيع القضية والأرض والإنسان.
أفضى الدور العربي في إذكاء الانقسام إلى بلورة حالة من التعايش الفلسطيني مع الانقسام والقبول به، تماما مثلما تبلور التعاطي العربي مع الانقسام القُطري العربي.