الكويت: 1.2 مليار وجبة في 2014

28 يناير 2015
ارتفاع حجم مبيعات الطعام في الكويت(فرنس برس/getty)
+ الخط -
تحولت الكويت خلال السنوات الماضية الى مركز خليجي في قطاع المطاعم. فالأخير يعتبر من أهم القطاعات التي تساهم بتقدم الدول على مؤشر الرفاهية والصحة العالمية، وتقدم الكويت في هذا الإطار، منتجات متنوعة من الحبوب والخضار والوجبات المتكاملة.
وتعتبر الكويت واحدة من أكثر الدول اهتماماً بقطاع المطاعم، معتمدة في ذلك على دعم السلطات الحكومية والحرص على تأمين مستلزمات المواطنين من المنتجات الغذائية. ويساهم في دعم القطاع القدرات المالية العالية لدى بعض رجال الأعمال واستقطابهم أبرز العلامات الغذائية إلى الدولة، والإقبال الكبير على شراء الطعام من المقيمين في جميع أنحاء الدولة.

تنوع الوجبات وارتفاع الإيرادات
وأشار الخبير في شركة الصناعات الغذائية محسن الجاموس، إلى أن الكويت تعد من أكثر الدول إنفاقاً في مجال المطاعم، حيث تتميز بتوافر شركات محلية تعد من الأكبر في العالم العربي، فضلاً عن استيراد كميات كبيرة من الغذاء من الدول المجاورة كلبنان والعراق والبحرين، وبعض الدول البعيدة كأستراليا وبعض دول أوروبا، ما يرفد القطاع بتنوع المطابخ والمنتجات المقدمة للزبائن.
وقال الجاموس إن قطاع الغذاء في الكويت يقسم إلى أنواع عديدة مثل صناعة الخبز والوجبات السريعة والمأكولات من مختلف البلدان التي تقدم في المطاعم.
ولفت الجاموس في تصريح له لـ "العربي الجديد" إلى أن في الكويت ثلاث شركات مدرجة في البورصة تعنى بتجارة الغذاء تقدر قيمتها السوقية بنحو ستة مليارات دولار، منوها إلى أن وزارة التجارة تمنح المواطنين بطاقة تموينية شهرية بقيمة 120 ديناراً أي ما يعادل 400 دولار تقريباً. كما كشف أن الإنفاق الحكومي على دعم قطاع الغذاء بلغ نحو 500 مليون دولار تقريبا خلال النصف الثاني من العام 2014، مع نحو 600 ألف دولار في الأشهر الستة الأولى من العام، تشكل نحو 3% من الإنفاق العام السنوي.
وفي سياق متصل، تشكل المناسبات الاجتماعية كحفلات الزفاف والسهرات والمؤتمرات الاقتصادية والمنتديات والديوانيات، فرصا للمطاعم لتحقيق الإيرادات العالية. وبيّن المستشار في شركة الخيران الغذائية علي العباس أن مبيعات هذه المناسبات لا تقل عن 3 ملايين دولار شهرياً، منوها إلى أن الشركات تهتم بتأمين الطلبيات إلى المنازل لقاء مبالغ تبدأ من ألف دولار تقريباً.
وقال العباس في تصريح له لـ "العربي الجديد" إن الوجبات السريعة تشهد مبيعات عالية سنوياً، إذ يقدر عدد الوجبات التي بيعت في العام 2014 بنحو 1.2 مليار وجبة يبدأ سعرها من دولارين، ويصل بحده الأقصى إلى 50 دولاراً للوجبات العائلية.
وذكر أن القطاع شهد في العام الماضي افتتاح نحو 12 مطعماً صينياً وإيطالياً وأميركياً في المجمعات الكبرى، بعد الحصول على الامتيازات والحق الحصري لبيع منتجاتها فيها، لقاء مبلغ يقدر بنحو 20 مليون دولار لخمس سنوات.
وبين أن عدد العاملين في قطاع المطاعم يصل إلى الآلاف، يتقاضون رواتب من 300 دولار في مطاعم الوجبات السريعة وتصل إلى 10 الاف دولار للمدير في المطاعم الكبرى وخصوصا الأميركية منها.

إنفاق مرتفع من السكان
من جهته، قال الخبير الاقتصادي إبراهيم العوض إن قطاع المطاعم بات يحظى باهتمام كبير من قبل الدولة الكويتية، في ظل دوره الكبير بتحسين سمعة الكويت على مؤشر التنافسية العالمية. وكشف أن القطاع الخاص استثمر نحو 12 مليار دولار في العام الماضي ونحو 15 مليار دولار في العام 2013، بهدف افتتاح علامات عالمية للأغذية في المجمعات التجارية الكبرى وتأمين منتجات غذائية مختلفة في فروعها.
وأضاف في تصريح له لـ "العربي الجديد" أن القدرة المالية العالية والدخل العالي لدى جميع فئات المجتمع يساعد على تعزيز ورفع أهمية القطاع، مقدراً الإنفاق الشهري على القطاع من قبل نحو 4 ملايين مقيم بنحو 200 مليون دولار تقريباً، 60% منه يأتي في المطاعم الكبرى من قبل رجال الأعمال وأصحاب الشركات والوزراء والنواب.
وبين العوض أن أسعار الوجبات تختلف من مكان لآخر، ففي حين يبلغ سعر سندويش معين نحو دولارين في مطعم صغير فإنه يصل إلى 15 أو 20 دولارا في المطاعم الكبرى وخصوصاً الموجودة في الفنادق الكبرى.
وتابع أن الكويت تستورد منتجات غذائية من خضار وحبوب ومواد أولية ولحوم ودجاج بنحو 13 مليار دولار تقريبا كل 3 أشهر حسب أرقام إدارة الجمارك في الدولة، موضحاً أن هذا المعدل نما 4% العام الماضي، ما يساهم بتزويد قطاع المطالب بمواد أولية غذائية مختلفة.
وذكر أن السلطات الحكومية تمنح تسهيلات كبيرة لافتتاح المطاعم في الدولة، بالتعاون ما بين وزارتي التجارة والصحة وإشراف من مجلس الأمة الكويتي، الذين يحرصون على القيام بجميع الفحوصات للتأكد من مطابقتها للمعايير الصحية العالمية.
ويعد رغيف الخبز من أبرز الأغذية التي تلقى دعماً من الحكومة الكويتية، إذ يقدر عدد أرغفة الخبز التي تصنع يوميا نحو 7 ملايين رغيف موزعة بين شركة المطاحن الكويتية وبعض الأفران العربية وخصوصا اللبنانية منها.
ومن هنا يتفق الخبراء على أن قطاع المطاعم في الكويت، يعد من بين القطاعات الأكثر نجاحاً ونشاطاً في الدولة، في ظل الاستثمارات العالية التي تدفع من قبل رجال المال والاعمال، والإنفاق العالي من الحكومة الكويتية والمساعدات الغذائية التي تقدم شهريا للمواطنين والعائلات الكويتية، فضلاً عن الإقبال الكبير على تناول الطعام خارج المنازل في الدولة.
دلالات
المساهمون