أبو مغلي: "التمويل والعنف تمثل التحديات الأبرز في أيني"

26 يناير 2015
مي أبو مغلي (العربي الجديد)
+ الخط -


تم تأسيس الشبكة العالمية لوكالات التعليم في حالات الطوارئ International Network for Education in Emergencies والمعروفة اختصاراً (أينى INEE) لدعم حق التعليم لكل إنسان، وخصوصاً المتضررين من الكوارث والنزاعات وغيرها من الأزمات بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية والجنس واللون والعرق. تعمل الشبكة مع أكثر من 11 ألف عضوٍ موزعين في 170 بلدا.

وقد تم تشكيل مجتمع المتحدثين باللغة العربية في الشبكة، ليكون مجتمعاً نشطاً يضم الممارسين والدارسين والمدرّسين وموظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمانحين والحكومات والجامعات الذين يعملون معاً للتأكيد على الحق في التعليم في حالات الطوارئ والأزمات المزمنة وإعادة البناء المبكر. تنسق أعمال "مجتمع اللغة العربية" الأستاذة مي أبو مغلي التي تحدثنا عن أهم الإنجازات والتحديات. 

- ما الذي جعلك تقررين العمل مع "أيني"؟
لقد بدأت العمل مع "أيني" في أغسطس/آب عام 2014 ، ورغم أن فترة عملي القصيرة مع الشبكة، كناشطة وعاملة في المجال التعليمي إلا أنها أغنت خبرتي في التعليم وفي مجال حقوق الإنسان على وجه الخصوص. إن وجودي في الشبكة فرصة كبيرة لي لتنمية الموارد التعليمية اللازمة في حالات النزاع، وما بعد النزاع، وهي ذات أهمية كبيرة لمنطقة الشرق الأوسط. 

- ماذا حققت الشبكة حتى الآن؟
الشبكة العالمية لوكالات التعليم في حالات الطوارئ، تم تأسيسها لدعم الحق في التعليم لكل إنسان، وخصوصاً المتضررين من الكوارث والنزاعات وغيرها من الأزمات. 
أما الإنجازات الرئيسية فيمكن تلخيصها في ما يلي:
1- تطوير مجالات عمل التعليم في حالات الطوارئ ووضع المعايير والأدوات اللازمة وتسهيل وتطوير ونشر العشرات من الأدوات، بما في ذلك الملاحظات التوجيهية حول التعليم والدليل المرجعي للتمويل الخارجي للتعليم، وغيرها الكثير المتاحة مجانا في عدة لغات. 
2- تسهيل التعلم للممارسين من خلال عقد مائة دورة من الدورات التدريبية، وتدريب المدربين على المعايير والمواضيع الخاصة بالتعليم في حالات الطوارئ. 
3- يتم تحديث بوابة الشبكة بانتظام من خلال المحتوى الغني والأخبار في خمس لغات رئيسية، لتبادل المعرفة بين كل الأعضاء والجمهور.
4- دعم الأعضاء الذين يبلغ عددهم الآن أحد عشر ألف فرد، ومئات من المنظمات التي تعمل في أكثر من 170 دولة.
5- تشكيل المجتمعات اللغوية لتوسيع المشاركة وتسهيل الوصول للموارد والأدوات بعدة لغات، منها العربية.
6- المناصرة والتأثير السياسي من خلال تضخيم الرسائل الأساسية للنهج القائم على الحق في التعليم وتعتبر الشبكة قناة عالمية للوصول إلى الجهات المانحة والمسؤولين في مجال التعليم. 

- ما دورك في الشبكة؟
أقوم بتيسير مجتمع اللغة العربية في الشبكة، وتسهيل التواصل بين الأعضاء الناطقين باللغة العربية وأعضاء الأمانة، كما أقوم بالإجابة عن الأسئلة الفنية وتقديم الدعم وخدمات التوعية للأعضاء وتنسيق إنتاج التحديثات للموارد، وأقوم بتوفير الترجمة العربية، كما أنني أقوم بتمثيل الأمانة في البلدان التي تجري فيها الأنشطة ذات الصلة.

- ما التحديات التي تواجه مجتمع اللغة العربية؟ وما هي التحديات التي تواجه الشبكة ككل؟
بالنسبة إلى تحديات مجتمع اللغة العربية، فتتمثل في إنتاج المواد العربية في الوقت المناسب بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى أكبر عدد من المهنيين الناطقين باللغة العربية والتمويل للمواد العربية والدورات التدريبية ذات الصلة، وتقييم أثر استخدام مواد الشبكة في البلدان الناطقة باللغة العربية ومتابعتها.

هناك العديد من التحديات الرئيسية تواجه الشبكة بشكل عام وأعضاء التعليم في حالات الطوارئ بشكل خاص:
التمويل الثابت والكافي لقطاع التعليم (التعليم هو القطاع الإنساني القليل التمويل، يتلقى مجرد 1.4 % من كل التمويل؛ ويتلقى التعليم في حالات الطوارئ 25٪ من المشاريع المقترحة) بالإضافة إلى زيادة العنف واستهداف المدارس في مناطق الصراع.

- ما هي التحديات الرئيسية للذين يعملون في مجال التعليم في العالم العربي وتعتبر فريدة من نوعها في منطقتنا؟
مع زيادة الظروف الحرجة والاضطرابات في المنطقة زادت معها التحديات الخاصة بالتعليم، والتي يمكن أن نلخصها في النقاط التالية:
• الوضع السياسي الهش المستمر في السنوات الأربع الماضية على وجه الخصوص، ما أدى إلى كثرة عدد اللاجئين وتعطيل الدراسة.
• عدم وجود تمويل التعليم، مما أدى بالطبع إلى تدني رواتب المعلمين.
• تحديات جودة التعليم وجودة التدريب المقدم للمعلمين.
• الوصول إلى المدارس في المناطق النائية.
• ارتفاع معدلات التسرب، وخاصة بين الفتيات.
• التعليم الذي يقوم على أساليب التعلم القديم وأسلوب الحفظ، وعدم وجود النقد والإبداع.

- هل لك أن تقومي بتعريف القارئ بماهية المعايير الدنيا التي تعد أكبر إنجازات الشبكة، أهدافها، وكيفية تطبيقها؟
في عام 2014 احتفلنا بالذكرى العاشرة لتصميم المعايير الدنيا التي تعتبر الأداة الدولية الوحيدة لقياس مدى تحقق المساواة والحصول على الجودة والأمان أثناء توفير الخدمات التعليمية في ظروف الطوارئ، وبالتالي تعتبر هذه المعايير عنصرا أساسيا في عملية الاستجابة الإنسانية.
تهدف المعايير الدنيا إلى:
تحسين نوعية الاستعداد والاستجابة في مجال التعليم، وكذلك تحسين وتطوير البرامج التعليمية.
زيادة الفرص التعليمية الآمنة لجميع المتعلمين بغض النظر عن العمر/الجنس/القدرات.
ضمان المحاسبية والتنسيق القوي في توفير التعليم في حالات الطوارئ خلال فترة ما بعد الأزمة.

معايير الشبكة المشتركة قابلة للتطبيق على نطاق واسع من السياقات. من المفترض أن تكون بمثابة المبدأ التوجيهي للممارسين وصناع القرار لتصميم برامج تعليم في حالات الطوارئ ذات جودة عالية. ويدرك العاملون في الشبكة أن لكل منطقة وكل سياق خصوصيته، وبالتالي أولوا موضوع التعامل مع المعايير في السياقات المختلفة أهمية كبيرة، المعايير الدنيا تصبح أكثر فعالية، عندما توضع في سياق معين، ومن أبرز الأمثلة تشكيل المعايير بما يتوافق مع السياق في أفغانستان والصومال، وكذلك جنوب السودان وفيتنام، هذا بالإضافة إلى الأراضي الفلسطينية وإثيوبيا ولبنان في عام 2014، والمتوفرة باللغة العربية للفريق العامل في التعليم في لبنان.

- ما هي إنجازات الشبكة الرئيسية في العالم العربي؟
-تطوير المعايير الدنيا في لبنان وفلسطين.
-تفاعل 600 عضو مع الشبكة، ويتم التواصل معهم بصورة مستمرة، حيث ترسل لهم الرسائل باللغة العربية، كما تم إجراء العديد من الدورات التدريبية في المنطقة على مر السنين، وبصفة خاصة التدريب على المعايير الدنيا والتعليم في حالات الطوارئ.

- ما هي مشاريع الشبكة الرئيسية التي تم التخطيط لها للفترة المقبلة؟
تأسست مجلة التعليم في حالات الطوارئ (التي ستنشر في الربع الأول من 2015) استجابة للحاجة المتزايدة للتعليم في حالات الطوارئ والبحوث لتعزيز قاعدة الأدلة، وتبادل الخبرات، وبالتالي المساهمة في إضفاء المزيد من الطابع المهني لحقل التعليم. 
تم تطوير الخطة الاستراتيجية للشبكة المشتركة في 2015 - 2017 (التي ستطلق في شهر فبراير/شباط 2015) من خلال عملية المشاورة العالمية لعام 2014، مما يدل على الاستمرار والالتزام والانخراط في العضوية، والممارسة التنظيمية الجيدة. تنوي الشبكة المشتركة مواصلة العمل في تطوير التعليم في العمل الإنساني. وتنص الخطة على إعداد خطط العمل السنوية والأنشطة، وكذلك إطار لرصد التقدم وتأثير العمل على الشبكة المشتركة.

المساهمون