المرأة العربية تقتحم سوق الاستثمار

03 ديسمبر 2014
رائدات في مجال الاعمال (العربي الجديد)
+ الخط -
تحتل النساء في العالم العربي الريادة من حيث الحصول على شهادات جامعية عالية. فحسب مؤسسة ورئيسة منظمة "نساء من أجل النساء" العراقية زينب سالبي، 60% من الحاصلين على شهادات التعليم العالي في الدول العربية هن من الفتيات، جزء كبير منهن اقتحمن عالم المقاولات وإدارتها بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية.
وأوضحت سالبي في حديث لـ "العربي الجديد" أن النساء المقاولات، وبناء على دراسة أنجزتها منظمتها، يصرفن 90% من أرباحهن على الاستثمار في تحسين أوضاع أسرهن. عكس الرجال الذين يصرفون فقط 40% من أرباحهم في هذا المضمار. وتعتبر سالبي أن هذه المعطيات مشجعة للتحفيز على اقتحام مجال المال والأعمال.
يوجد اليوم عبر العالم خمسة ملايين امرأة مقاولة. بدأت غالبيتهن بإنشاء مؤسسة توظف أقل من خمسة مستخدمين. واستطاع أكثر من 50% منهن النجاح في تدبير مقاولتهن. فماذا عن المقاولات العربيات؟

تجارب ناجحة
على هامش "المنتدى الدولي الخامس لريادة الأعمال" في المغرب، التقت "العربي الجديد" بالعديد من نساء اللواتي خضن تجارب الاستثمار بدءا من الصفر، واستطعن اليوم تدبير مقاولات بأنفسهن مباشرة. سردن تجربتهن، وعرضن النجاحات التي استطعن تحقيقها.
"بدأ المشروع بجلسات قهوة بين مجموعة من النساء، بالنسبة للطيفة الولعان، شابة في مقتبل العمر، استطاعت خلق مقاولة داخل المملكة العربية السعودية. قالت لطيفة لـ "العربي الجديد" إن السيدات في السعودية بدأن يتوجهن بقوة نحو خلق مشاريع خاصة بهن. وإن كانت هذه المشاريع غير استثمارية بحتة، تظل مع ذلك ريادية في مجال المقاولات الصغيرة والمتوسطة. وعن الجهات التي تدعم المرأة اليوم داخل السعودية، أكدت المتحدثة ذاتها، أن عددها يزيد كل سنة خاصة في القطاع الخاص.
بدأت لطيفة شركتها المتخصصة في استيراد وتوزيع البن سنة 2011، لم يكن عدد الموظفين عندها يتجاوز الواحد، قفز العدد اليوم إلى 75 موظفاً، وبدأت برأس مال بسيط، تطور يوماً بعد يوم لتصبح شركتها قادرة على تلبية طلبات الآلاف من الزبائن. وتفكر لطيفة مستقبلاً في توسيع نشاطها الاستثماري ليشمل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
بدورها شرحت سيدة الأعمال البريطانية من أصول عربية، شاذية سالم لـ "العربي الجديد" كيف لمست حاجة فئة واسعة من المجتمع البريطاني لمنتوجات "الحلال"، لذلك قررت إنشاء مقاولة لإنتاج وتسويق هذا النوع من المنتوجات. بدأت شاذية بعدد قليل من الموظفين، لينمو نشاطها ويتسع.
من جهتها، ترى رئيسة "الاتحاد العام لمقاولات المغرب" مريم بن صالح شقرون، ردا على سؤال "العربي الجديد"، أن ما حققته المرأة المغربية المقاولة، بدعم الملك محمد السادس، وكذلك بإقرار مدونة الأسرة، وإدماج النساء في العديد من المشاريع التي أطلقتها "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، يعد مكسباً وثقة كانت المرأة المغربية أهلاً لها.
وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، قال بدوره لـ "العربي الجديد"، إن دعم المقاولات النسائية أولوية اليوم بالنسبة للمملكة المغربية، مثمنا الدور الذي تلعبه النساء في تدوير عجلة الاقتصاد والتنمية. وأوضح الخلفي، أن خمس أصحاب المقاولات في المغرب نساء، ويترقب أن يتضاعف الرقم مستقبلاً، بناء على حزمة من الإجراءات التي طرحتها الحكومة المغربية في مجال تسهيل ولوج عالم الاستثمار.
وأبرزت مسؤولة التواصل في "جمعية النساء رئيسات المقاولات في المغرب" رحاب كيندا، في حديثها لـ "العربي الجديد" أن أغلب النساء المقاولات يتجهن نحو الاستثمار في مجال الخدمات، وأكثر من 90% منهن يسيرن مقاولات صغرى أو متوسطة. وسردت المتحدثة ذاتها، أرقام النساء اللواتي ينتمين إلى الجمعية وهن من مختلف الجنسيات "نحن اليوم نجمع 600 امرأة تسير أو تدير العديد من الشركات. يدرن يومياً 55 ألف منصب شغل، وهو رقم ليس بالسهل".
وخلال تقديمها لمن تحدثت إليهم "العربي الجديد"، قالت وزيرة التجارة الأميركية بينِي بريتزكرْ، إن النساء يحتجن إلى الدعم فقط، ويجب تمكينهن من التمويل لأنهن يمتلكن أشياء كثيرة ليظهرنها إلى الآخرين، ويبرهن بأنهن على كفاءة عالية لإدارة أعمالهن. واتفقت الوزير الأميركية مع ما قالته الناشطة والمقاولة العراقية زينب سالبي، حين ذكرت أن "من المِيزات التي تحسبُ للمرأة، كونها تستثمرُ ما تجنِي في عملها لتربية الأجيال".
وبالرغم من الجهود المبذولة، إلا أن ما تحقق يبقى تحت سقف المأمول، حسب شقرون، رئيسة أكبر تجمع لرجال ونساء الأعمال المغاربة. وتشاطرها الناشطة العراقية سالبي نفس الرأي، بالقول إن 10% فقط من النساء الحاصلات على شهادات عليا يدخلن عالم المقاولات.
المساهمون