بنكين ريكاني: مشاريع ضخمة في قطاع النقل العراقي

17 ديسمبر 2014
وكيل وزير النقل العراقي بنكين ريكاني (العربي الجديد)
+ الخط -
يصنف قطاع النقل الجوي والبري والبحري في العراق في الدرجة الثانية من ‏حيث الأهمية بعد قطاع النفط بالنسبة للواردات المالية للدولة. ويقول وكيل وزير النقل العراقي، بنكين ريكاني، إن القطاع مقبل على مشاريع ضخمة ستضاف إلى رصيد النمو المحقق...
وهذا نص المقابلة:

*كيف تقيّمون واقع الموانئ العراقية مقارنة مع نظيراتها في ‏دول الجوار؟
يمتلك العراق، اليوم، أربعة موانئ تجارية ‏بالإضافة إلى ميناءين نفطيين. هذه الموانئ هي الشريان البحري لتوريد ‏البضائع الى العراق بعد الأحداث الأمنية التي تسببت في غلق المنافذ ‏الحدودية في شمال وغرب البلاد. وتشهد المرافئ العراقية الآن تطوراً من خلال تأهيل ‏وتطوير كل منافذها لتصل الى مستوى جيد لاستقبال مزيد من البضائع ‏والتعامل بسرعة مع العالم والمنطقة.‏
وقد تحملت الموانئ العراقية بعد عام 2003 مسؤولية كبيرة ‏في استقبال وتصدير البضائع حتى عزمت الوزارة في حينها وحتى الآن ‏على ضرورة تطوير الموانئ من خلال إضافة عدد من المشاريع. ومن ‏أبرز تلك المشاريع، العمل على إضافة 37 رصيفاً لتكون المنطقة ‏الجنوبية قبلة للتجارة العالمية ليصبح مجموع ما توافر من أرصفة في ‏مختلف الموانئ هو 83 رصيفاً وبطاقة تحملية تصل الى 29 مليون طن ‏سنويّاً.
وقد استقبلت مرافئ العراق حتى نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي أكثر من 7.4 ملايين طن من البضائع المختلفة أدخلت بأكثر من ‏‏1200 باخرة مختلفة الأحجام.

ما هي أبرز المشاريع التي أقيمت في الموانئ العراقية خلال هذا ‏العام؟
أهم المشاريع في العام الحالي، هو مشروع الشركة العامة للموانئ ‏العراقية التي تعمل على تأسيس المعهد التخصصي لإدارة الموانئ ومقره في ‏محافظة البصرة. وجاءت الفكرة بعد توسع العمل في الموانئ العراقية ‏فضلاً عن التطور الحاصل في قطاع النقل البحري بالنسبة للعراق ودول ‏المنطقة. واقع يدفع إلى تشكيل كوادر إضافية متخصصة تواكب التطور ‏الحاصل في القطاع.
كذلك، نترقب وصول قطع بحرية متطورة إلى الموانئ، وفق عقد أبرم مع شركة كورية جنوبية قيمته تتجاوز الـ68 مليون دولار، والتي ‏تمثلت في سفينة مسح بحري وحفارة بحرية فضلاً عن ثلاث ساحبات ‏بحرية. وجاء العقد لمواكبة التقدم الكبير الذي تشهده موانئ العراق ‏واستقبالها البواخر العملاقة والحديثة. فالأخيرة تحتاج الى عمق بحري مناسب ‏وواجهات أرصفة ملائمة فضلاً عن معلومات ملاحية دقيقة.

*هل استرجع القطاع الجوي العراقي عافيته لا سيما بعد ‏المشاريع الأخيرة التي نفذتها الوزارة؟
تمكنت سلطة الطيران المدني، السلطة العليا المسيطرة على ‏الأجواء والمطارات العراقية والعاملين على الأرض والطيارين من نيل ‏ثقة منظمة الطيران الدولية وإعادة مقعدها ومشاركتها في انتخابات ‏المنظمة وحصولها على ثنائها. ووزارة النقل وتحديداً سلطة الطيران ‏المدني تتحمل حاليّاً عبئاً كبيراً لإدارتها للأجواء العراقية من خلال ‏راداراتها المتطورة. فضلاً عن دعمها وسيطرتها على الجهد العسكري ‏الدائر في العراق بالتعاون مع الدفاع الجوي.
إذ إن عدد الطائرات المقلعة ‏والهابطة من المطارات العراقية وعليها، وصل حتى الآن 110 طائرات يوميّاً، ‏وهي أعداد غير مسبوقة بعدما فتحت صالة جديدة في مطار بغداد. ولا توجد أي مشكلة ‏لدى سلطة الطيران، إلا منطقة التفتيش الرئيسية‎، التي ‏يعاني منها أغلب المسافرين ولهم الحق في ذلك بسبب رفع مستوى الأمن الى ‏أعلى درجاته للظروف الأمنية المعروفة للجميع.‏
أما عن عدد الطائرات التي تمر فوق الأجواء العراقية ففي عام 2010 ‏كانت لا تصل الى 500 طائرة، أما الآن فوصل عدد الطائرات المارة ‏فوق الأجواء الى 18 ألف طائرة شهريّاً، أي أكثر من 140 ألف طائرة ‏منذ بداية العام الحالي، بسبب تطور الرقابة الجوية العاملة والمستقرة ‏والمدعومة من منظمة الطيران الدولية. وقد اعتبرت العراق من بين أفضل ‏ثلاثة ممرات جوية عالمية.‏
وقد وقعت الوزارة في مايو/أيار 2008 عقدين، الأول مع شركة ‏‏"بوينغ" الأميركية لشراء 40 طائرة نوع (800-737‏‎(‎، والثاني مع ‏شركة "بومباردو" الكندية، لشراء عشر طائرات. والقيمة الإجمالية ‏للعقدين بلغت خمسة مليارات دولار. ودعمت الوزارة الخطوط الجوية ‏العراقية حتى وصل عدد طائراتها الى 25 طائرة، وهو يعد أسطولاً ‏جيداً.

*ماذا حصل في ملف الشحن الجوي مع إقليم كردستان العراق، خصوصاً بعدما ‏أصدر مجلس الوزراء قرار منع الشحن الجوي إلى الإقليم، ثم ألغى القرار، ثم أوقفه مؤقتاً؟
القرار الذي اتخذ بإيقاف‎ ‎الشحنات المقبلة عن طريق ‏الطائرات إلى مطاري السليمانية وأربيل اتخذ من مجلس الوزراء ‏في عهد حكومة نوري المالكي حصراً، وجاء بحسب ما علمنا للحفاظ على ‏الوضع الأمني في البلاد بشكل عام. لأنه بحسب مجلس الوزراء فإن ‏مطاري أربيل والسليمانية لا يتوافر فيهما مدققون للشحنات، مما يثير ‏مخاوف من حمولات ‎الشحنات التي قد تهدد أمن واستقرار البلاد. إلا أن ‏القرار سرعان ما تم حله، وبدأت الأمور ترجع الى سابق عهدها.‏

*هل تأثرتم بإغلاق مطار الموصل، وهل تأثر قطاع النقل ‏الجوي بسبب الأحداث الأمنية، لا سيما وأن أكثر من دولة أعلنت قبل فترة ‏إيقاف رحلاتها ومرورها عبر الأجواء العراقية؟
مطار الموصل كان من المطارات الداخلية، وإغلاقه لم ‏يؤثر بشكل كبير على سير الملاحة الجوية أو القطاع الجوي بشكل عام، ‏بسبب وجود أكثر من مطار في البلاد، منها مطار بغداد الدولي ومطارا ‏النجف والبصرة. وهذه المطارات تعمل بشكل جيد، فضلاً عن مطارات إقليم ‏كردستان. والدول باتت تتفهم وضع العراق، إذ ربما حصلت بعض المواقف ‏من بعض الدول التي قررت عدم المرور من الأجواء العراقية أو عدم ‏تسيير رحلاتها الى العراق، إلا أن أغلبها تراجع عن قراره بعدما تبين ‏أن كل الأجواء والمطارات والمؤسسات المرتبطة بالقطاع تحظى بالأمن والأمان.‏

*لماذا لا يزال واقع السكك الحديدية دون مستوى الطموح؟
السبب الأساس هو أن البنى التحتية لهذا القطاع وجدت مدمرة منذ عشرات ‏السنين. كما أن حكومة صدام حسين لم تهم أهمية هذا القطاع، حيث تجد شبكات السكك ‏مدمرة ومبعثرة فضلاً عن أن خطوط تلك السكك تمر بمناطق لا تزال ‏تشهد عمليات عسكرية منذ عام 2003 حتى الآن. إلا أن العمل مستمر ‏بتطوير سكك الحديد في العراق عبر مشاريع ستجعل من القطاع يصل الى مصاف دول العالم.‏

*هل هذا يعني أنه يوجد مشاريع قائمة ترتبط بسكك الحديد حاليّاً؟
أبرمت الوزارة عقداً استثماريّاً أوليّاً مع ائتلاف ‏شركتين كوريتين لإنشاء الخط الوطني الذي يربط جنوب العراق من ‏منطقة الفاو الى أقصى شماله في زاخو لتفعيل قطاع‎ ‎السكك‎ ‎الحديد وتسهيل ‏حركة المسافرين في عموم البلاد. لا سيما بعد تسلم الشركة العامة لسكك ‏الحديد قطارين للمسافرين من أصل 12 قطاراً تعاقدت الوزارة على ‏شرائها من شركة صينية حكومية متخصصة في تصنيع القطارات. أما ‏القطارات العشرة المتبقية فسوف تصل الى العراق تباعاً بواقع قطارين ‏كل ثلاثة أشهر.‏
كما أن الوزارة مستمرة في تنفيذ خطتها بأعمار وتأهيل 50 قاطرة تتضمن ‏ثلاث منشآت عالمية، وهي صينية وألمانية وإسبانية وفق عقد أبرم مع عدد ‏من الشركات المتخصصة بكلفة 500 مليون دولار.
المساهمون