السعودية تغزو الأسواق.. والطائف تنتج مليار زهرة

17 اغسطس 2015
قطاع تجارة الورود يعرف نمواً ضخماً (فرانس برس)
+ الخط -
تعمل نحو 150 شركة محلية في المملكة العربية السعودية في مجال الزهور وتأسيس الحدائق الخاصة، بالإضافة إلى استيراد أنواع لا تتم زراعتها بالمملكة وتوفيرها لعشاق الورد.

إلا أن حجم استثماراتها غير محدد ربما لأن معظم هذه الشركات يعمل في التنمية الزراعية وتزيين الحدائق العامة والخاصة، وإن كانت هناك تقديرات بأن حجم الاستثمار في هذا القطاع ككل تصل إلى نحو 750 مليون ريال سعودي.

وفي الطائف يوجد أكثر من 100 مصنع متخصص في معالجة الورود والزهور وتقطيرها، تمهيداً لتقديمها في صورة عطور.

رئيس مجلس إدارة شركة المؤسسة العربية للتموين والتجارة خالد صبيح المصري، قال لـ "العربي الجديد": تمتلك الشركة مزارع زهور وورود "اكسترا"؛ والتي تتمدد على مساحة قدرها 160 ألف كيلومتر مربع بمنطقة تبوك، ونعمل منذ 27 عاماً على توفير احتياجات السوق المحلية من الزهور وتصدير الفائض لدينا، ووصلنا بالفعل إلى إنتاج 19 مليون زهرة في العام الواحد منها 8 ملايين من القرنفل، ويتم تصدير 25% من إنتاجنا إلى عدة وجهات عربية مثل دول مجلس التعاون الخليجي، ولبنان، وأميركا اللاتينية وعدد من الدول الأوروبية ومنها ألمانيا، وهولندا، والتشيك، والمملكة المتحدة، وقبرص، وبحكم الموقع الجغرافي نصدر أيضاً إلى عدد من الأسواق الآسيوية الناشئة.


وأضاف: "بدأنا في العام 1984 بإنتاج نوعين فقط هما الورد والقرنفل، ومع الجهد والمثابرة استطعنا التغلب على الظروف المناخية وأصبحنا ننتج عدة أنواع منها: القرنفل، والورد الجوري، والأقحوان، والجبيربيرا، والسوسن، والزئبق، والأستر، والجيسوفيلا، واللياترس، وغيرها".
وأردف: "نعمل من خلال خطة طموح من أجل التوسع في زراعة أنواع جديدة من الزهور تلبي حاجة المستهلك المحلي والمستورد الخارجي، عن طريق الاستفادة من الخبرات الدولية ذات الصلة، وتأهيل الأيدي العاملة في مزارعنا، وتوافر أمهات النباتات والمساحات المحمية المزودة بنظام تعتيم مع المتابعة الدقيقة للتسميد، والري، ومكافحة الآفات".

من جانبه، أوضح محمد عبد الرحمن، من شركة مشاتل البستان لإنتاج الزهور، أن خطة مؤسستهم ترمي إلى إنتاج جميع أنواع شتول الزهور الشتوية والصيفية وشتول مغطيات التربة وشتول شجيرات وأشجار الزينة، وخاصة بعد تحويل المؤسسة قبل نحو عامين من شركة ذات مسؤولية محدودة إلى شركة مساهمة مقفلة برأسمال 50 مليون ريال سعودي موزعة على 5 ملايين سهم قيمة الواحد 10 ريالات.

وقال: "وفقاً لخطة التوسع الأفقي والرأسي فإننا نتعاون مع كبرى الشركات العاملة في مجال تصميم وتطوير الحدائق في المملكة ونورد لها احتياجاتها من الشتلات والزهور، بجودة عالية وأسعار تنافسية، ونقوم بتصدير الفائض من السوق المحلية للأسواق الخارجية، وهو ما يصب في صالح الاقتصاد الوطني للمملكة".

وتابع: "لدينا الخبرة التامة في إنتاج شتول ملائمة لمناخ وطبيعة أجواء المملكة ودول الخليج من خلال عملنا المتواصل في مجال المشاتل الزراعية لأكثر من 30 عاماً، وتتوفر لنا خبرة بأفضل أنواع أصناف الزهور الموجودة بالسوق وكذلك الزهور التي عليها طلب عند المزارعين، ونستخدم أحدث خطوط المكننة في معظم المراحل الإنتاجية".

وأكد أن السوق السعودية محبة للزهور بأنواعها ويستخدمها المواطنون في الزينة والتعطر، والعلاج أيضاً، "ولذلك نقدم 20 نوعاً من الزهور الشتوية من بينها بيتونيا، وقرنفل صيني، وستوك، وماري جولد فرنسي، بالإضافة إلى 9 أصناف من الزهور الصيفية من أشهرها: فينكا، وجازانيا، وسيلوزيا".


وفي السياق، قال الخبير فهد الوهيبي، المتخصص في تسويق الزهور والمنتجات الزراعية، إن الإنتاج في مدينة الطائف هذا العام تضاعف ثلاث مرات ليصل إلى مليار وردة، وذلك نتيجة جهود المزارعين، وتوفير رؤوس الأموال اللازمة لتطوير المزارع، ومكننة العمل بها، بالإضافة إلى التسهيلات التي تقدمها الحكومة لهم في هذا المجال.

وقد ساعد على انتعاش هذه الزراعة وما يتبعها من تجارة وصناعات تعتمد عليها هو اتساع السوق السعودية وقابليتها للمزيد من الاستثمارات، "فلدينا 3500 حديقة عامة تحتاج بصفة مستمرة إلى شتول زهور وورود، بالإضافة إلى نمو القطاع العقاري والذي يستلزم تجهيز الحدائق الخاصة، وبالتالي إفساح الطريق أمام منتجي الزهور في المملكة".

وأضاف الوهيبي: "هذا القطاع هو قاطرة لعدة قطاعات من شأنها توليد آلاف فرص العمل في قطاع التزيين، وتقطر ماء الورد، وصناعة العطور، واستخلاص العلاجات من الزهور العطرية، بالإضافة إلى تنشيط التجارة الداخلية، والنقل، وتدعيم الصادرات غير النفطية للمملكة".

وهناك، بحسب الوهيبي، "مكسب معنوي لا يمكن تقديره بثمن وهو نشر المناظر الطبيعية والأزهار في أنحاء المملكة بما يسهم في الارتقاء بالذوق العام، وبث الراحة والطمأنينة في نفوس المواطنين، فقد تحولت بلادنا من صحراء قاحلة إلى جنة وارفة الظلال تنبعث منها رائحة الزهور من كل مكان".
دلالات
المساهمون