المدرّج الروماني في عمّان

24 مايو 2016
المدرّج الروماني في عمّان (Getty)
+ الخط -
يقع المدرج الروماني شرق عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، عمّان، وتحديدًا على سفح جبل الجوفة. لعمّان خصوصيتها بتلالها التي أثّرت في تنظيمها المديني، حيث فيها تستمد بعض الأحياء أسماءها من لفظ : الدوّار، أي تلك الحلقات المزنرة للتلال والجبال العمّانية. فعمّان مدينة نشأت في الوديان بين الجبال، إلا أن حركة اتساعها، أدت إلى "تسلق" الجبال المحيطة بها.

التاريخ الروماني لعاصمة المملكة الهاشمية واضح في المدرج وفي غيره من المعالم الآثارية في عمّان. ويبدو أن المدرج أقيمَ كرمى لعيني إمبراطور روماني، هو مادريانوس، زار المدينة عام 130 ميلادي.

يميل الرومان للمسرح الدائري أو المدرّج، يستعملونه لأغراض شتى، للاستعراض والتسلية وتزجية الوقت والمبارزات الدموية أحيانًا وكذا التعذيب أو العقاب علانيةً.
هم أسياد العالم القديم، وفي حوض المتوسط، لم تنجُ بقاع كثيرة أو شواطئ من بصمة الرومان الخاصة في المدنية والعمران.

لكن للمدرج الروماني في عمّان خاصية حددت إلى حدّ كبير وجوه استعماله، فالبناء نصف الدائري، متقن الأبعاد والارتفاعات، فائق التنظيم الهندسي، ما جعل نظام الصوت فيه أو الـ Acoustique ذا جودة عالية. ويبدو أنه ثمة نقطة معينة في وسط المسرح، إذ ما إن يقف المغني أو العازف عندها، حتى يكون مسموعًا لكل المتفرجين بنقاء ووضوح. من أجل هذا صار المكان الروماني مسرحًا للأغنية والنغم والموسيقى والصوت الجميل.

ويعدّ هذا المدرج الروماني الأكبر في المملكة، إذ إن مدرج جرش الشهير، أصغر منه. يتسع مدرج عمّان لـ 6000 متفرج.
مقاعد المتفرجين تتوزع في ثلاثة أقسام، أو دوّارات إن أردنا الاستئناس باللفظ الخاص لتصميم عمّان المديني. لكل قسم منها أربعة وأربعون صفًا من المقاعد الحجرية أو المصاطب. وبالطبع يستدعي الرقم ثلاثة قصصاً وقصصاً. الرقم سحري وله معانٍ.

خصص القسم الأوّل لعلية القوم، النبلاء، كبار الشخصيات أو أصحاب السلطة. القسم الثاني والثالث، نصيب العامة أو الشعب.
ما يميّز المدرج الروماني في عمّان، هو صموده عبر الزمن، لكأنه ما زال كما بُني منذ حوالى 1800 عام يعود ذلك في جزء منه إلى عمليات الترميم الجيدة، التي تعرّض لها. حالته الجيدة سمحت باستعماله إلى اليوم ، ففيه تقام العروض الفنية، وفيه أيضًا متحفان.




المساهمون