استمع إلى الملخص
- محمد علي استخدم تكتيك "الحبل المخدّر" لإرباك فورمان، مما سمح له بتوجيه لكمات حاسمة في الجولة الثامنة، محققاً انتصاراً أيقونياً في تاريخ الملاكمة.
- فورمان أدرك قوة علي بعد الجولة السابعة، حيث تراجعت فعالية لكماته، مما أتاح لعلي الفرصة لإنهاء المباراة بضربة قاضية في الجولة الثامنة.
وقف العالم بأسره وعشاق رياضة الملاكمة تحديداً، يوم 30 أكتوبر/ تشرين الأول 1974 لمشاهدة النزال التاريخي، بين البطل غير المهزوم حينها جورج فورمان والأيقونة محمد علي على الوزن الثقيل، على ملعب 20 مايو (استاد تاتا رافائيل الآن)، في كيناشاسا بزائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية حالياً)، والذي حضره 60 ألف شخص وشاهده عبر شاشات التلفزيون في ذلك الوقت مليار مشاهد، بحسب تقرير لناشيونال جيوغرافيك في عام 2022.
وبعد مرور 50 عاماً على تلك المواجهة التاريخية التي وصفت لسنواتٍ طويلة على أنّها أعظم حدث رياضي في القرن العشرين، حين شهدت مفاجأة كبيرة، بعدما كان فورمان مرشحاً لتحقيق الانتصار على حساب محمد علي، لكن الأخير صدم الجميع بفضل تكتيكه السحري واستخدام الحبل لإرباك خصمه وتحقيق الانتصار في الجولة الثامنة، ليكتب لحظات أيقونية بقيت راسخة في ذاكرة عشاق رياضة الفنّ النبيل. وبعدما شاهده حوالي مليار حول العالم عبر التلفاز أصبح هذا الحدث الأكثر مشاهدة في ذلك الوقت، كما حقق النزال حينها 100 مليون دولار (600 مليون دولار معدّلة حسب التضخّم)، وذلك بعدما راقبوا تحركات محمد علي السريعة وفنّياته الرائعة، التي واجهت قوة ضربات فورمان، الذي كان يُمكنه إسقاط أي خصم بلكمته التي لا يُمكن تحمّلها.
وكان علي قد أخبر مدربه أنجيلو دندي وجمهوره أنّ لديه خطّة سرية لمواجهة فورمان، وذلك من خلال الاعتماد على الحبال وتغطية نفسه، ما سمح لفورمان بلكمه في ذراعيه وجسمه، وهي الاستراتيجية التي أطلق عليها علي فيما بعد "الحبل المخدّر"، إذ أنفق جورج طاقته في توجيه اللكمات من دون كسب النقاط، وكان ذلك المفتاح للسير نحو الانتصار، إذ اغتنم محمد علي كلّ فرصة لتوجيه اللكمات المباشرة إلى وجه فورمان، الذي سرعان ما أصبح وجهه منتفخاً بشكل واضح، مع السخرية منه بشكل دائم خلال الاشتباكات بينهما، واستفزازه لتوجيه المزيد من اللكمات وجعله غاضباً أكثر لاستنزاف طاقته حتى اللحظة التي بدا منهكاً للغاية بعد الجولة الخامسة.
ويروي فورمان تلك اللحظات بحسب ما ذكر موقع ShortList في عام 2016، بقوله: "اعتقدت أنّه مجرد ضحية أخرى للضربة القاضية حتى حوالي الجولة السابعة، ضربته بقوة في الفك واحتضني وهمس في أذني: "هل هذا كلّ ما لديك يا جورج؟ أدركت أن هذا ليس ما كنت أعتقده". ومع اقتراب المباراة من الجولة الثامنة، أصبحت لكمات فورمان ودفاعاته غير فعّالة، إذ أثّرت ضغوطات توجيه العديد من الضربات العشوائية على جهوزيته، حينها انقض علي عندما حاول فورمان تثبيته على الحبال، وسدد عدة لكمات يمينية تلاها مزيج من خمس لكمات، بلغت ذروتها بلكمة يسارية رفعت رأس فورمان إلى الوضع الصحيح، أردفها بضربة يمينية قوية في الوجه تسببت في تعثّر فورمان على الحلبة، نهض فورمان على ركبة واحدة لكن الحكم زاك كلايتون قد أشار إلى نهاية المباراة قبل أن ينهض بشكل كامل.