نجح الاتحاد التونسي لكرة القدم في ضمّ موهبة أرسنال، اللاعب عمر الرقيق، إلى صفوف منتخب "نسور قرطاج"، بعد فترة طويلة من الترقّب، ما مثّل مفاجأة سارّة للجماهير بانتظار ظهوره الرسمي لأول مرة إلى جانب زملاء وهبي الخزري.
ولم تكن المهمة سهلة من أجل إقناع الرقيق باللعب لتونس، بعدما واجه المدافع الشاب عديد العوائق التي كادت أن تحرمه من تمثيل بلد والده، فيما حملت مسيرته في أوروبا عديد المحطات المثيرة لتقوده أخيراً إلى أحد أعرق الفرق في العالم، نادي أرسنال الإنكليزي.
جولة أوروبية في الفئات السنية
شهدت مسيرة عمر الرقيق إلى حد الآن، محطات أوروبية عديدة، تحديداً في المراحل السنيّة، بعدما نشأ في فريق فينورد روتردام الهولندي، ثم انضمّ إلى مانشستر سيتي في الـ12 من عمره، وتوقع له الجميع الاستمرار بأكاديمية الفريق الإنكليزي العريق نظراً لموهبته، لكنه غادره وعاد إلى هولندا من بوابة فريق بي إيس فيه، الذي لعب له موسماً وحيداً.
وواصل الرقيق جولته في الملاعب الأوروبية، وانتقل سنة 2015 إلى أولمبيك مرسيليا الفرنسي، ومنه إلى هرتا برلين الألماني من 2017 إلى 2019، حيث تألق بشكل لافت مع فرق الشباب.
كورونا هدد انضمامه إلى أرسنال
ولفت تميّز الرقيق مع هرتا برلين أنظار نادي أرسنال، الذي قرر ضمّه إلى صفوفه في مطلع العام الحالي، لكن الصفقة كادت أن تتعطل بسبب الاختلاف بين الفريقين حول القيمة المادية للصفقة، حيث كان من المقرر أن يوقع اللاعب (19 سنة)، للنادي اللندني في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قبل أن تنتهي فترة الانتقالات دون أن يحقق الرقيق حلمه بالانضمام إلى أرسنال.
وكان الفريق الإنكليزي يعاني آنذاك من أزمة مالية خانقة جراء تداعيات أزمة فيروس كورونا، لكن إصرار المدير الفني الإسباني ميكيل أرتيتا على ضمّه دفع بأرسنال إلى قبول شروط هيرتا برلين وذلك بشراء عقد اللاعب بمليون يورو، لكن مع تأجيل الإعلان الرسمي للصفقة إلى الميركاتو الشتوي.
دخل تاريخ الكرة التونسية
بات عمر الرقيق أول لاعب تونسي ينضمّ إلى نادي أرسنال، إذ لم يسبق لأي من أبناء بلده أن انتمى لهذا الفريق العريق حتى وإن كان ذلك في الفئات السنية، كما أصبح "نسر قرطاج" ثاني لاعب عربي في أرسنال، والتحق بالنجم المصري محمد النني، الذي يعتبر حالياً أحد أهم اللاعبين في أرسنال، ويتوقع أن يشهد الموسم القادم مشاركة المدافع الشاب في منافسات "البريميرليغ" بعدما توّج ظهوره الأول مع الفريق الرديف لـ"المدفعجية" منذ أيام.
شقيقه كريم.. كابوس تونسي
يحمل منتخب "نسور قرطاج" ذكرى سيئة مع المدافع الحالي لنادي إشبيلية الإسباني كريم الرقيق، وهو الشقيق الأكبر لعمر، فهذا اللاعب رفض كلّ محاولات الاتحاد التونسي لضمّه في عديد المناسبات السابقة واختار اللعب لهولندا.
يذكر أنه في سنة 2016 أعطى كريم موافقته على اللعب لتونس، وبينما كانت الجماهير تنتظر إعلان استدعائه من طرف المدير الفني السابق، البولندي هنري كسبرتجاك، فاجأ اللاعب الجميع وانضمّ إلى منتخب "الطواحين".
وواجه كريم تهماً بالتكبّر على منتخب تونس، ليغلق الاتحاد المحلي ملفه نهائياً، وعندما بادر التونسيون بالتفاوض مع عمر كانت المخاوف كبيرة لدى المسؤولين من تأثير شقيقه على اختياره، وخصوصاً أن موهبة أرسنال لعب لمنتخب تونس الأولمبي في مباراة ودية ضد إيطاليا سنة 2018، قبل أن يؤجل ظهوره التالي.
والدته تخيّر هولندا
في شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي، أعلن المدير الفني التونسي منذر الكبير عن دعوة عمر لمعسكر المنتخب الأول، لكن اللاعب اعتذر بعد ذلك عن السفر لتونس بسبب انشغاله بصفقة انتقاله إلى أرسنال، وفي الأثناء حاولت والدته الهولندية ووكيل أعماله إقناعه بمراجعة اختياره، وطلبا منه التريث وانتظار دعوة من "الطواحين" بما أنه لا يزال صغير السنّ ولديه الفرصة للتفكير جيداً في مستقبله الدولي، لكنه كذّب كلّ التوقعات وانضمّ رسمياً لمنتخب تونس.