يمرّ فريق ليفربول بصعوبات غير متوقعة في منافسات الدوري الإنكليزي، قادته إلى الابتعاد عن دائرة التنافس على اللقب الذي فاز به الموسم الماضي، فالهزيمة ضد مانشستر سيتي الأحد، مثّلت الضربة القاضية لطموحات هذا النادي في المحافظة على لقبه.
وبالتوازي مع ابتعاده عن المركز الأول، فإن نتائج "الريدز" الأخيرة باتت تهدد مشاركة الفريق الموسم المقبل في رابطة الأبطال، باعتبار أن المنافسة اشتدت في الجولات الماضية، وخسارة النقاط بمثل هذه الطريقة على ملعب أنفيلد تثبت أن ليفربول ليس في أفضل حالاته ويمرّ بمرحلة صعبة بكل المقاييس. فما هي أسباب تراجع ليفربول؟
1ـ غيابات كثيرة
خاض ليفربول المباريات الأخيرة في الدوري الإنكليزي، محروما من خدمات عديد من العناصر المهمة في مختلف المراكز، وخاصة منها الخط الخلفي الذي خسر ثنائي المحور الكلاسيكي. فبعد إصابة الهولندي فرجيل فان دايك منذ بداية الموسم خسر الفريق خدمات الكاميروني جويل ماتيب الذي غاب عن آخر المباريات ولم يعاود الظهور إلا في الموسم المقبل. كذلك طاولت الغيابات الخط الأمامي بعد إصابة السينغالي ساديو ماني والبرتغالي جوتا. وليس من السهل على أي فريق تعويض عناصر في قيمة نجوم ليفربول، خاصة على مستوى الانسجام الجماعي.
2ـ تفكك المنظومة الهجومية
أرقام ليفربول الهجومية خلال المباريات الأخيرة، وخاصة على ملعبه أنفيلد، لم تكن مرضيّة حيث نجح مانشستر يونايتد ثم بيرلني وأخيرا برايتون في تفادي تلقي الأهداف. وهذا النجاح لا يعكس التكتل الدفاعي الجيد لهذه الفرق فقط، بل لأن ليفربول يعتمد على الأسلوب الهجومي نفسه خلال كل المباريات، وبالتالي بات من السهل مراقبة مفاتيح اللعب في هذا الفريق، خاصة عندما يغيب أحد الثلاثي الهجومي القوي، ما يترك الفريق في وضع صعب ليتحمل محمد صلاح لوحده الثقل الهجومي.
3ـ الحارس غير موفق
لعب الحارس أليسون بيكر دوراً كبيراً في نجاحات ليفربول، ولم يقتصر دوره على صدّ الكرات بل إنّه ساهم في بعض الأهداف. في الأثناء فإن مردود هذا الحارس خلال هذا الموسم كان دون المأمول ولم يساعد الفريق، خاصة عندما غاب عنه فان دايك، كما أن مردوده خلال مباراة القمة ضد مانشستر سيتي أكد هذه المشاكل. وكان ليفربول قد دفع مقابلا ماليا قياسا لضمّ هذا الحارس من روما وبعد أن أثبت الموسم الماضي أنّه يستحق هذا المبلغ فإن تراجع مستواه جعل الفريق يعاني.
💥 Quelle erreur d'Alisson encore à la relance !!! Et City qui en profite tout de suite pour faire le break grâce à Sterling sur un centre de Bernardo Silva ! Incroyable de la part du gardien des Reds, qui offre deux buts coup sur coup aux Cityzens ! #PLRMC #LIVMCI pic.twitter.com/jwycgkQovS
— RMC Sport (@RMCsport) February 7, 2021
4ـ الفريق ينقصه التجديد
تصريحات المدرب الألماني يورغن كلوب تؤكد أنّه لم يعد لديه الكثير ليقدّمه لهذه المجموعة، فقد أرسى هذا المدرب طريقة لعب واضحة مثّلت نقطة قوة ليفربول ومكنته من الهيمنة أوروبيا والسيطرة محليّا، ولكن هذه الطريقة افتقدت الفاعلية لأن كلوب لم يسعَ إلى تغيير طريقة لعب الفريق بهدف إرباك حسابات منافسيه. وعكس مدرب مانشستر سيتي بيب غاورديولا، الذي غيّر نسبيا طريقة لعب فريقه إضافة إلى إعادة توزيع الأدوار في الفريق، ما مكّن فريقه من مفاجئة منافسيه فإن كلوب لم يحاول إيجاد حلول جديدة تنعش الفريق.
5ـ رهان فاشل على ألكانتارا
لئن كانت بداية تياغو ألكانتارا واعدة نسبيا، فإن اللاعب الإسباني القادم من بايرن مونيخ الألماني لم يقدر على مساعدة ليفربول، وخاصة على مستوى التنشيط الهجومي، فرغم أنه نجح في بعض المناسبات في إثبات مهاراته العالية على مستوى المراوغة أساسا إلا أنّه لم يكن موفقا في التحكم في نسق اللعب. وقد راهن كلوب كثيرا على هذا اللاعب من أجل تطوير مردود وسط الميدان، ولكن إلى حدّ الآن ما زال هذا اللاعب بعيداً عن مستواه مع بايرن مونيخ خلال الموسم الماضي.
ولعل تغيير الكانترا خلال مباراة القمة ضد مانشستر سيتي تأكيد جديد على أن ليفربول لم ينتفع كثيرا بقدرات هذا اللاعب، وما زال الجميع في انتظار ألكانتارا في نسخة برشلونة أو بايرن.
6ـ ضغط قوي وغياب الحافز المعنوي
مراهنة ليفربول على جميع التتويجات خلال المواسم الأخيرة كانت مرهقة من الناحية البدنية وكذلك من الناحية الذهنية باعتبار أن الفريق حقق سلسلة من النتائج الممتازة استنفد خلالها جانبا كبيرا من حضوره الذهني. وكثرة الهفوات الفردية في الدفاع، وإضاعة عديد من الفرص في الهجوم، تؤكدان هذا المعطى وتثبتان أن الفريق افتقد الحماس الذي كان يميّزه خلال المواسم الأخيرة، ولم يعد متعطشا لمزيد تحقيق النجاحات.