4 أحداث جزائرية في باريس سيخلدها تاريخ الألعاب الأولمبية

12 اغسطس 2024
قضية خليف كانت الأبرز في أولمبياد باريس (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

صنعت المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية 2024 التي اختتمت، الأحد، في العاصمة الفرنسية باريس، الحدث على مستوى العديد من الأصعدة، وإن كان الجانب الرياضي قد شهد تحقيق ميداليتين ذهبيتين في دورة واحدة، وهذا يحدث لأول مرة منذ نسخة أتلانتا 1996، فإن الجدل حدث كذلك خارج الصالات والملاعب الرياضية، ليجعله من دون منازع الأولمبياد الأكثر جدلاً في تاريخ الوفد الجزائري.

ودخلت البعثة الجزائرية أولمبياد باريس بـ46 رياضياً شاركوا في 15 تخصصاً مختلفاً، وكان التعويل عليهم هو إعادة بلادهم لمنصات التتويج بمختلف الميداليات الملونة، بعد مشاركة سلبية في النسخة الماضية بطوكيو 2020، لتكون النتيجة ذهبيتين عن طريق كيليا نمور في رياضة الجمباز الفني وإيمان خليف بالملاكمة، إضافة إلى برونزية جمال سجاتي في سباق 800 متر، لكن هناك أربعة أحداث صنعت جدلاً ويستعرضها هذا التقرير.

قضية إيمان خليف الأبرز في الألعاب الأولمبية

تُعد قضية إيمان خليف (25 عاماً)، الأبرز على الإطلاق في أولمبياد باريس 2024 وليس على مستوى المشاركة الجزائرية فقط، حيث استطاعت أن تكتب قصتها بميدالية من الذهب، بعد الحملة العنصرية التي تعرضت لها طيلة أيام هذه التظاهرة الرياضية من الاتحاد الدولي للملاكمة، ومن منافسين لها وسياسيين أيضاً، وكذلك من شخصيات مشهورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرهم، شككوا جميعاً بأنوثتها وأحقيتها في المشاركة بصنف السيدات، لكن خليف أظهرت قوة كبيرة من الناحيتين الذهنية والنفسية في التعامل مع تلك الهجومات "غير الإنسانية"، وردّت في الحلبة على كلّ من تطاول عليها عبر إطاحتها الخصوم بسهولة تامة في كل النزالات، محققة بذلك ميدالية ذهبية هي الأولى في تاريخ الدول العربية والأفريقية في رياضة الفن النبيل بصنف السيدات.

دريس مسعود يرفض مواجهة الإسرائيلي

وكان المصارع دريس مسعود (22 عاماً)، أول من صنع الحدث حول المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية الأخيرة، بعدما أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية استبعاده من الدور الـ16 لفئة أقل من 73 كيلوغراماً، أمام الإسرائيلي توهار بوطبول، ورغم أن اللجنة الأولمبية برّرت ذلك بأن المصارع الجزائري أعطى وزناً زائداً بنحو 400 غرام، وهذا ما يمنعه قانونياً من دخول المنافسة في التخصص الذي يشارك فيه، إلا أن ما أخذ القضية إلى بعد آخر هو الأخبار التي تشير إلى أنّه تعمّد ذلك لتجنّب مواجهة منافس من دولة مزعومة لا تعترف بها بلاده، مثل ما كان الحال مع مواطنه فتحي نورين في أولمبياد طوكيو 2020، في حين أن الاتحاد الدولي لرياضة الجودو نشر بياناً بعد ذلك، أكد من خلاله أنه سيفتح تحقيقاً شاملاً حول هذه القضية.

كيليا نمور تُسبب حسرة لدى الإعلام الفرنسي

حدث بارز آخر، صنعته لاعبة الجمباز الشابة كيليا نمور (17عاماً) التي كانت قد توجت بأول ميداليات الجزائر في دورة باريس 2024، كما هي الأولى للعرب والقارة الأفريقية في هذه الرياضة بتاريخهم في الألعاب الأولمبية، وضمن تخصص يُعتبر حكراً على بعض الدول فقط، مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين، لكن ما خطف الأضواء في تتويج كيليا نمور ليس الميدالية الذهبية، بل أنها ردت من قلب العاصمة الفرنسية على مسؤولي منتخب الديوك الذين خلقوا لها صعوبات كبيرة عندما تعرضت لإصابة وكانت تمثل المنتخب الفرنسي، قبل أن تغير جنسيتها الرياضية وتتنافس تحت الراية الجزائرية، حتى أن الإعلام الفرنسي لم يتردد بالاعتراف أن البلاد خسرت بطلة من ذهب قادرة على كتابة التاريخ مستقبلاً، عطفاً على موهبتها وصغر سنها.

الدرك الفرنسي يُفاجئ جمال سجاتي

أما جمال سجاتي (25 عاماً)، ورغم أنّه اكتفى بالميدالية البرونزية في سباق 800 متر خلال الألعاب الأولمبية الصيفية، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يكون عنواناً للجدل في أولمبياد باريس 2024، فبعد دقائق قليلة فقط من نهاية السباق الذي حلّ فيه ثالثاً، سارعت تقارير إعلامية فرنسية إلى التأكيد أن غرفة البطل الجزائري ومدربه بنيدة عمار قد تعرّضت للتفتيش يوم الخميس الماضي، من الدرك الفرنسي ولجنة مكافحة المنشطات، ما زاد المخاوف إن كان سجاتي قد تناول إحدى المواد المحظورة، التي ربما تضعه في ورطة أمام الهيئات الرياضية الدولية، لكن التوضيح جاء سريعاً بعد ذلك من اللجنة الأولمبية الجزائرية ثم من العداء نفسه، الذين وجهوا رسالة اطمئنان إلى الجماهير، وأكدوا أن ما حدث مجرد إجراء روتيني عاشه الكثير من رياضيي الدول الأخرى في القرية الأولمبية.

المساهمون