خرج نادي الوداد المغربي من منافسات بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، رغم فوزه على أسيك ميموزا العاجي بهدف نظيف، السبت، على الملعب الكبير في مراكش، ضمن الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
ولم يكن الهدف الوحيد الذي أحرزه منتصر لحتيمي يكفي الفريق الأحمر لخطف التأهل إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا، وذلك بعد فوز نادي سيمبا التنزاني على ضيفه جوانينغ غالاكسي البوتسواني بـ(6-0)، لحساب الجولة نفسها.
وساهمت 3 عوامل بارزة في فشل نادي الوداد الرياضي في مواصلة رحلته في هذه المسابقة القارية، رغم كل الجهود المبذولة، ولعل أبرزها مشاكل التسيير، وضعف التركيبة البشرية، والأخطاء المرتكبة في بداية هذه المسابقة القارية.
البنزرتي.. فوق طاقتك لا تُلام
عندما تعاقد الوداد الرياضي مع المدرب التونسي فوزي البنزرتي في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خلفاً لعادل رمزي، المقال على خلفية تراجع مستوى النادي، ظنت الجماهير الودادية أن شيخ المدربين يملك عصا سحرية، لإنقاذ ناديهم المفضل والمرجعي من التراجع المخيف، من دون أن يدري البنزرتي أن مشاكل "الفريق الأحمر" أعمق بكثير، ويصعب حلّها في ظرف وجيز.
ولم ينتظر المدرب التونسي سوى أيام قليلة من تعيينه، ليتلقى نادي الوداد الرياضي ضربة موجعة بإيداع رئيسه سعيد الناصيري السجن، على خلفية اتهامه في ملفات فساد، ما جعل "الفريق الأحمر" يعيش مرحلة فراغ، بسبب مشاكل التسيير، رغم إسناد مهمة الرئاسة إلى النائب الأول عبد المجيد البرناكي، ليتولى تسيير نادٍ عريق بحجم الوداد الرياضي.
وفي وقت اعتقد الجميع أن الرئيس الجديد سينجح في إعادة الهدوء نسبياً إلى مكونات وصيف بطل أفريقيا الموسم الماضي، إلا أن ذلك كان غير كافٍ لتصحيح مسار الوداد الرياضي في دوري أبطال أفريقيا، بعدما غادر هذه المسابقة من الباب الخلفي.
ضعف التركيبة البشرية
اشتكى فوزي البنزرتي من ضعف التركيبة البشرية بمجرد تعيينه مدرباً لنادي الوداد الرياضي، خلفاً للمدرب المغربي الشاب عادل رمزي، حيث طالب بتدعيم الفريق بلاعبين قادرين على سدّ النواقص، الذي يعاني منها، وبخاصة في الدفاع والهجوم.
ورغم تعاقد "النادي الأحمر" مع مهاجم منتخب موريتانيا سيدي عمار بونا في مرحلة الانتقالات الشتوية، وعودة مهاجمه السابق إسماعيل الحداد إلى صفوفه من جديد، إلا أنه لم ينجح في العودة إلى سكة الانتصارات، إضافة إلى الأزمة المالية الخانقة، التي عانى منها الوداد المغربي في الفترة الأخيرة، من جراء كثرة ملفات نزاعاته لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ومحكمة التحكيم الرياضي "ّكاس".
واعتبر عدد من متابعي نادي الوداد الرياضي أن الإقصاء من دوري أبطال أفريقيا تحصيل حاصل، نظراً للمشاكل التي عانى منها وصيف "أفريكا ليغ" على المستويات كافة.
خطأ الانطلاقة
ارتكب نادي الوداد الرياضي أخطاءً قاتلة في بداية الموسم الكروي الحالي، حيث مُني بهزائم مفاجئة، وبخاصة في الدوري المحلي ومسابقة دوري أبطال أفريقيا.
وساهمت الخسارة أمام جوانينغ غالاكسي البوتسواني في الجولة الأولى من دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا على ملعب مراكش، في تراجع أداء "الفريق الأحمر" في المباريات المتتالية، وأكثر من ذلك كانت وراء خروجه الباكر من هذه المسابقة، إضافة إلى هزيمة أخرى تلقاها أمام نادي سيمبا التنزاني على أرضه بهدفين نظيفين.
وحاول المدرب التونسي فوزي البنزرتي تصحيح بعض الهفوات المؤثرة في المباريات الأخيرة من خلال عودة الوداد الرياضي إلى سكة الانتصارات، إلا أن ذلك لم يشفع له بانتزاع التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، رغم المساعي التي بُذلت كي يحافظ الفريق الأحمر على توهجه القاري.