لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يكون المنتخب الجزائري الرديف، بتركيبته المشاركة في كأس العرب 2021، قادراً على الوصول إلى نهائي البطولة، وهذا ما تحقق بعد الفوز المثير (2/1) على منتخب قطر، يوم الأربعاء، في استاد الثمامة المونديالي.
وقبل ملاقاة منتخب تونس في نهائي مغاربي منتظر في استاد البيت، يوم السبت، يتفق أغلب المتابعين على استحقاق "الخضر" الوصول إلى نهائي البطولة العربية، رغم أن المدرب مجيد بوقرة اعتمد على أسماء تدربت لأول مرة تحت إشرافه، وبعضها مع بعض، قبل بداية كأس العرب بأيام قليلة.
مفاتيح لعب جاهزة
أول الأسباب التي أسهمت في تألق المنتخب الجزائري في بطولة كأس العرب، وجود مفاتيح مهمة في تشكيلة المدرب مجيد بوقرة تُعَدّ جاهزة لمثل هذه المواعيد، على غرار ياسين براهيمي، يوسف بلايلي وبغداد بونجاح، إضافة إلى مهدي تاهرات وجمال بلعمري، وهم لاعبون في الدوري القطري، ما سهّل على هذه الأسماء التأقلم مع الأجواء وتقديم مستويات كبيرة، دون نسيان القائد وصاحب الخبرة الكبيرة رايس مبولحي، المحترف في الدوري السعودي، وهو يعرف هذه الظروف جيداً.
المنتخب الأول
يُعَدّ الوصول إلى المنتخب الجزائري الأول الذي يقوده المدرب جمال بلماضي حلماً لكل لاعب جزائري، بمن فيهم أسماء تشارك في كأس العرب مع المنتخب الرديف، لكن لم يحصل لها شرف الحصول على دعوة بلماضي على الأقل منذ فترة طويلة، على غرار الظهير الأيسر إلياس شتي، وثلاثي خط الوسط، سفيان بن دبكة وحسام الدين مرزيق، وزكريا دراوي، وكذلك المدافع أمين توقاي، وهو ما دفع هؤلاء اللاعبين إلى بذل مجهودات جبارة طوال مباريات البطولة لإقناع بلماضي، وتؤكد أنها ستنال ثقته والمشاركة في الاستحقاقات القادمة، على غرار بطولة كأس أفريقيا القادمة أو المباراة الفاصلة المؤهلة إلى مونديال قطر 2022.
الروح والتحديات
وتبقى كذلك الروح التي أظهرها الجزائريون في البطولة سبباً في الوصول إلى نهائي المونديال العربي، خاصة أن منتخب "الخضر"، بشهادة الكثير من المحللين، لعب 3 مباريات متتالية تُعَدّ بمثابة نهائيات، حيث كانت البداية أمام مصر في الدور الأول على صدارة المجموعة الثالثة، ثم المنتخب المغربي الذي كان أحد المرشحين للفوز باللقب، إضافة إلى منتخب قطر بطل آسيا وصاحب الأرض والجمهور، وهذا ما شكل تحدياً حقيقياً للاعبين، وجعلهم يبذلون جهدهم، وسمح لهم بكسب خبرة أكبر من خلال تلك المباريات، وهذا قبل لعب النهائي أمام تونس اليوم السبت.