- يهدف بيتكوفيتش من خلال هذه الزيارات إلى التعرف على المواهب المحلية وضخ دماء جديدة في الفريق، بدءًا من معسكر مارس، وتعزيز العلاقة مع اللاعبين والمدربين الجزائريين.
- بالإضافة إلى الجانب الفني، يسعى بيتكوفيتش لكسر الحاجز بينه وبين الكرة المحلية والمشجعين الجزائريين من خلال زيارة المعالم السياحية والتفاعل مع الثقافة الجزائرية، مؤكدًا على أهمية التعاون مع جميع الفاعلين في الكرة الجزائرية.
يواصل مدرب منتخب الجزائر فلاديمير بيتكوفيتش (61 عاماً)، زياراته لتدريبات الأندية المشاركة في الدوري الجزائري لكرة القدم، وكذلك الاجتماع مع المدربين هناك، قبل أيام قليلة من إعلان قائمته المعنية بخوض معسكر شهر يونيو/ حزيران القادم، الذي ستتخلله مباراتان ضد غينيا في الجزائر، ثم أوغندا بالعاصمة كامبالا، ضمن الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، المقررة في أميركا، كندا والمكسيك.
وانطلق فلاديمير بيتكوفيتش وجهازه الفني في رحلة استكشاف لتدريبات الأندية الجزائرية منذ شهر إبريل/نيسان الماضي في مختلف مناطق البلاد، بعدما كانت البداية بتدريبات نادي مولودية وهران، وصولاً إلى فريق اتحاد خنشلة، الذي حضر تدريباته الأحد الماضي، وهي خطوة تبقى غير مسبوقة بالنسبة للمدربين الذين قادوا الجهاز الفني للخضر خلال السنوات الماضية. أما أسباب ذلك فيستعرضها "العربي الجديد" في هذا التقرير.
التقرّب من اللاعب المحلي
يهدف المدرب فلاديمير بيتكوفيتش من خلال زياراته لتدريبات الأندية الجزائرية إلى اختصار الوقت وعدم انتظار مباريات الدوري لمعاينة مستوى اللاعب المحلي، إذ سيسمح له ذلك بالتعرّف أكثر إلى اللاعبين هناك، والحصول على نظرة شاملة حول مستواهم الفني، ما سيمكّنه ربما من اصطياد المواهب الصاعدة المؤهلة لتمثيل منتخب الخضر في الاستحقاقات القادمة، خصوصاً مع رغبة المدرب السابق لمنتخب سويسرا في ضخّ دماء جديدة في تشكيلة اللاعبين، وهي عملية انطلقت منذ معسكر مارس/ آذار الماضي، عبر دعوة العديد من الوجوه الشابة والجديدة.
الاحتكاك بالمشجع الجزائري
لم يكتفِ فلاديمير بيتكوفيتش خلال زياراته لتدريبات الفرق الجزائرية بالذهاب إلى للملاعب فقط، بل زار كذلك العديد من المناطق الأثرية والمعالم السياحية، مثلما كان الحال خلال زيارته الأخيرة إلى مدينة خنشلة، حين استغل الأمر وتوقف في ولاية باتنة الشهيرة بمنطقة تيمقاد المعروفة بآثارها الرومانية، وقبلها زار أيضاً بعض المقاهي الشعبية بالولايات الأخرى، وهذا ما سيمكنه من الاحتكاك بعقلية المواطن والمشجع الجزائري المعروف بحبه الكبير لمنتخب بلاده، تحسباً للتعامل مع الضغوطات التي من الممكن أن يتعرّض لها مستقبلاً عند دخول المراحل الحاسمة، مثل تصفيات مونديال 2026، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه التجربة تُعتبر الأولى للمدرب البوسني خارج أوروبا خلال مسيرته التدريبية.
بيتكوفيتش يسعى لكسر الحاجز مع الكرة المحلية
يتمثل السبب الثالث من وراء رحلات بيتكوفيتش لتدريبات الأندية هو محاولة ربط الوصال بين مدرب المنتخب الجزائري والكرة المحلية، إذ جاءت هذه الخطوة لتؤكد أن الباب ليس مفتوحاً أمام اللاعب المحلي فقط للالتحاق بمنتخب الخضر، بل إن المجال أصبح مُمكناً أمام المدربين هناك لإعطاء آرائهم والاستماع لوجهات نظرهم التي من الممكن أن تكون لها فوائد كبيرة في المستقبل للمدرب البوسني، الذي أكد عبر تصريحات سابقة عزمه على النجاح في هذه التجربة الأولى له في أفريقيا، وهو ما سيتم عبر تظافر الجهود مع كلّ الفاعلين في كرة القدم الجزائرية، سواء مدربين أو لاعبين أو حتى مسؤولين.