أزمة وكلاء اللاعبين.. مشاكل العقود في زمن كورونا

16 ابريل 2020
رفض وكيل أعمال أوزيل المساس براتب النجم الألماني (Getty)
+ الخط -
ستفرض أزمة فيروس كورونا الجديد على وكلاء أعمال اللاعبين التكيف معها من أجل ضمان حقوق موكليهم، خاصة أن بعضهم يعيش وضعية مُعقدة للغاية في الفترة الحالية. فهناك لاعبون تنتهي عقودهم مع فرقهم في نهاية شهر يونيو/ حزيران المقبل، ما يجعلهم في حيرة تجاه مستقبلهم.

وتوقفت عجلة كرة القدم عن الدوران من العاصمة روما إلى نيويورك مروراً بباريس وصولاً إلى بوينيس آيرس، لتُسبب أزمة اقتصادية وخسائر مالية فادحة لكبار الأندية في دول العالم، التي تُفكر إداراتها في تقليص رواتب الموظفين واللاعبين.

وسلطت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الضوء على الأزمة التي يعيشها وكلاء أعمال كرة القدم، في ظل هذه الظروف، وقلق اللاعبين على مستقبلهم، وهو ما أكده آلان أرتغيس، وكيل اللاعبين في شركة "إس بي إي مانجمينت"، الذي قال: "الأمر الأكثر إزعاجاً هو عدم الوضوح. لن أقول إن اللاعبين قلقون، لكنهم يطرحون الكثير من الأسئلة عن المدة التي ستستغرقها أزمة فيروس كورونا الجديد"، لكن المشكلة الحقيقية تبقى أننا غير قادرين على تزويدهم بالإجابة الواضحة.

أما سيلفان تشافنون، الوكيل في مؤسسة "كارير فوت"، فقال: "الأمر الوحيد الذي نؤكده للاعبينا هو الاهتمام بلياقتهم البدنية والتزام البرامج المرسلة إليهم من قبل أنديتهم، خاصة بعدما أدركنا أن أزمة فيروس كورونا ستستمر لوقت أطول". كذلك، كان على مدربي اللياقة البدنية للأندية التأقلم مع هذا الوضع بسرعة، لأنهم يتحملون المسؤولية حالياً، وهو ما سهل كثيراً وظيفة وكلاء اللاعبين من أجل ضمان أفضل إعداد مناسب للاعبيهم في مثل هذه الظرف، وهكذا لن يصبح الوكيل مطالباً بالعمل الذي يقوم به كل صيف بتجهيز تحضيرات مناسبة للاعبيه قبل دخولهم تحضيرات ناديهم للموسم الكروي.

ويعود الوكيل سيلفان تشافانون ليكمل حديثه بقوله: "بالإضافة إلى ذلك، سيكون علينا مراقبة لاعبينا، ومن المهم الحفاظ على الاتصال مع الأندية، الأمر ليس سهلاً ويجعلنا نعيش الكثير من التعقيدات، لأن من نخاطب في الأندية لا يملكون كذلك تفاصيل كافية". إلا أن المشكلة التي تؤرقهم وتطرح الكثير من علامات الاستفهام، هي وضعية اللاعبين الذين ستنتهي عقودهم مع أنديتهم في شهر يونيو/ حزيران المقبل.

بدوره، تحدث الوكيل الفرنسي آلان أرتيغيس عن الصعوبات التي يعيشها من أجل ضمان مستقبل موكليه، فيقول: "هنا في فرنسا لا نعرف المزيد في الوقت الحالي، وأخبركم أن زملائي الذين يعملون في دول أخرى، وفي ألمانيا على سبيل المثال، لم يحرزوا أي تقدم أكثر منا".

عدم اليقين إزاء المستقبل شمل كذلك وكلاء أعمال في بلدان أخرى تأثرت من هذه الأزمة، وهنا يتحدث أحد الوكلاء العاملين في السوق البريطانية، بقوله: "كيف تريدون أن تبدأ مفاوضات مع نادٍ آخر في الوقت الحالي، الأمر صعُب كثيراً، من جانبنا نحن نعلم أن الأندية سيكون لها ميزانية أقل عندما تنتهي الأزمة".

الإحباط هو السمة الأبرز التي تميز حالياً وكلاء الأعمال. فالكثير منهم من المعتاد عنده استغلال هذا الوقت من الموسم لإبرام الصفقات بشكل مبدئي على أمل إكمالها في الصيف، وهنا يتحدث الوكيل آلان أرتيغيس من جديد فيضيف: "عادة في هذا الوقت من العام أعمل جيداً، لكن هذا الموسم لا يوجد أي مجال لذلك، فكل شيء متوقف بالفعل، المحادثات متوقفة، حتى تلك التي جرت من قبل لم تتطور، إنه أمر مزعج، ووضع يطرح التساؤل".

ولا يسمح عالم فيروس كورونا الحالي بتحميل المسؤولية لأي جهة، بحكم أنه فوق طاقة الجميع، وهذا ما قاله الوكيل سيلفان تشافانون: "أجد صعوبة في انتقاد المسؤولين في الوقت الحالي، لكن إذا انتهت الأزمة غداً وأعلنوا أن ذلك اللاعب لا يمكن الاحتفاظ به، فماذا سيكون دورنا؟ هل سنسمع قصصاً جديدة".


لكن وكلاء العديد من اللاعبين لم يقفوا مكتوفي الأيدي عند حديث الأندية عن وجوب تخفيض أو عدم إعطاء رواتب لاعبيها، بسبب الأزمة الكبيرة التي تعرضت لها، بفعل فيروس كورونا، وكان على رأسهم وكيل النجم الألماني مسعود أوزيل، قائد خط وسط نادي أرسنال، الذي رفض بشكل قاطع مسألة تخفيض الرواتب، وقال إن الوكلاء لا بد أن يؤدوا دوراً حاسماً في الحفاظ على رواتب موكليهم.

وقال إيركوت سوغوت: "حينما يقوم اللاعبون والأندية بما هو مطلوب منهم مجتمعياً، من الممكن الحديث عن اقتطاع الأموال من الرواتب. بعض الملّاك لا يعنيهم أن يخسروا الملايين، الأمر كله متعلق بالمظهر. إنهم يريدون الفوز ببطولة، الأمر أشبه بإدارة مركز ألعاب، الأمر أشبه بلعب البلاي ستيشن، يريدون الفوز بأي طريقة"، مضيفاً: "ليس معروفاً بشكل سليم متى ستعود البطولات؟ ليس من السهل على الجميع، لكن حان الوقت للأندية للتحدث مباشرة مع اللاعبين وممثليهم لحل هذه المشكلة، هذا ما نفتقر إليه، والشيء الوحيد الذي يمكن القيام به هو تأجيل دفع الرواتب. أندية الدوري الإنكليزي ليست في وضع مالي سيّئ للغاية، كما يحاولون إظهار ذلك، معظمهم يمتلكون أرباحاً، والكثير منهم لديهم احتياطات نقدية، الأندية في مشكلة لأنها تسيء إدارة مواردها المالية"، في إشارة واضحة إلى عدم نيته توريط النجم أوزيل باقتطاع راتب لا يدري كم ستستمر مدته، وبخاصة أن الإدارات رفضت دخولهم في أي مفاوضات مع اللاعبين، ليبقى السؤال المطروح حالياً، وهو: كيف سيخرج وكلاء الأعمال بلاعبيهم إلى برّ الأمان وسط هذه الأزمة؟