ويمتلك هذا الجيل مكانة خاصة في قلوب الجماهير الجزائرية، بالرغم من اعتزال كل أعضائه اللعب مع المنتخب الأول، وكان آخرهم رفيق حليش لاعب نادي موريرانسي البرتغالي، الذي احتفل باعتزاله اللعب دولياً يوم التاسع من شهر أيلول/سبتمبر الحالي في اللقاء الودي أمام بنين.
ومن بين اللاعبين الذين تعلقت بهم قلوب الجزائريين رغم حضوره القصير مع "الخضر"، اللاعب المتألق مراد مغني الذي لم يخض سوى 9 مباريات فقط مع منتخب الجزائر في الفترة ما بين 2009 و2010. بالرغم من أن مغني أعلن اعتزاله لعب الكرة نهائياً في العام 2017 بعد نهاية عقده مع فريق شباب قسنطينة الجزائري.
إلا أنه اتخذ قراراً مفاجئاً للجماهير الجزائرية، بعدما أعلن عودته للملاعب لمداعبة الكرة، ولكن مع فريق من الدرجة الثامنة الفرنسية، بعدما قضى مشواره بين أندية النخبة، سواء في فرنسا أو إيطاليا ثم قطر فالجزائر.
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أن مغني البالغ من العمر 35 سنة، والذي كان قد وضع حدا لمسيرته مع الكرة في الفاتح من شهر يوليو/تموز 2017، بعث مشواره من جديد عبر توقيعه عقدا مع فريق هاو يدعى "كلوب دو فال دو فرانس" التابع لمدينة سان أون مارن، التي ولد ونشأ فيها اللاعب الموهوب.
ويُشارك الفريق في دوري المناطق الثالث بفرنسا (الدرجة الثامنة)، ليخوض بذلك اللاعب الذي كانت تطلق عليه وسائل الإعلام الفرنسية في السابق لقب "زيدان الجديد"، مغامرة جديدة في مشواره، إذ سبق له أيضا أن لعب مع أحد الأندية الهاوية في دوري الصالات بفرنسا في العام 2015.
ونقلت الصحيفة الفرنسية تصريحات لمراد مغني شرح فيها أسباب خوضه هذه التجربة الجديدة: "ببساطة، افتقدت كثيراً اللعب ضمن فريق يضم 11 لاعباً، كنت على وشك اللعب مع شقيقي سعيد ضمن فريق الكهول بنادي (شان سور مارن)، ولدي أصدقاء هنا أيضا في نادي (فال دو فرانس)، حيث يلعب ابني في فئة أقل من 11 سنة".
وأضاف مراد مغني: "لقد اتصل بي مسؤولو هذا النادي في الصيف وطلبوا خدماتي قصد المشاركة في مباراة ودية ووافقت على ذلك"، وتابع: "كان من الصعب جدا العودة للعب الكرة بعد فترة توقف دامت عامين، لقد لعبت كرة الصالات ما بين شهر يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران) الماضيين ولكن الأمر مختلف تماما".
وختم قائلاً: "إذا كان بإمكاني أن أساعد هذا الفريق سأفعل ذلك بكل فرح وسرور، سأمنحهم الاستقرار والهدوء. أنا ما زلت أتعلم، دائما ما لعبت الكرة لأجل الاستمتاع، وأنا اليوم بحاجة لحب الجمهور كي أتمكن من الاستمرار".
وكان مستقبل زاهر ينتظر مغني في عالم الساحرة المستديرة، سواء على مستوى مشواره الاحترافي أو مع المنتخب الجزائري، بفضل قدراته الخارقة وإمكاناته الرائعة ومهاراته. لكن مشواره أخذ منحى آخر، بعدما تلقى بعد كأس أمم أفريقيا 2010 في أنغولا إصابة خطرة على مستوى الركبة حطمت كل آماله في العودة إلى مستواه، بداية من تضييعه فرصة المشاركة في مونديال جنوب أفريقيا.
بعد ذلك غادر أجواء الدوريات الأوروبية، حيث بزغ نجمه في فريقي كان وسوشو الفرنسيين ثم ناديي بولونيا ولاتسيو الإيطاليين، في الفترة ما بين 1999 و2011. قبل أن يحترف في دوري نجوم قطر في فريقي أم صلال ثم الخور وبعدهما نادي لخويا، قبل أن يخوض تجربة في الدوري الجزائري مع فريق شباب قسنطينة. وسجل مغني الذي ينشط في منصب لاعب وسط مهاجم طيلة مشواره الاحترافي 34 هدفاً.