"الليغا" ترتدي ثوب "البريميرليغ": لا كبير في إسبانيا

15 نوفمبر 2018
المنافسة مشتعلة في الدوري الإسباني (Getty)
+ الخط -
يشتهر "البريميرليغ" منذ التأسيس بأنه الدوري الأقوى في العالم، وخصوصاً في السنوات الأخيرة. هذه الميزة اكتسبها لسبب واحد يرتبط بلقب حصل عليه وهو "أي فريق يمكنه هزم أي فريق في البريميرليغ". هذا اللقب الذي بدأ يفقد ميزته في الدوري الإنكليزي، خصوصاً في موسم 2018-2019، الذي منح الأندية الكبيرة تفوقاً كبيراً، عكس ما يحصل في "الليغا" الإسبانية.

كبير وصغير في "البريميرليغ"
تميزت المنافسة في "البريميرليغ" خلال السنوات الأخيرة بأنها الأقوى مقارنةً بسائر البطولات الأوروبية الكبيرة. ويعود السبب لفشل الأندية الكبيرة أمام أندية صغيرة ومتواضعة، فمثلاً صاحب الصدارة كان يخسر من صاحب المركز الأخير وأحياناً بنتيجة كبيرة، لأن الدوري الإنكليزي عوّد الجميع دائماً على عنصر السرعة والمفاجأة في كرة القدم.


لكن هذه الميزة توقفت في موسم 2018-2019، وبدا واضحاً التفوق الواضح لأندية المقدمة على سائر الأندية الأخرى في الترتيب. فمثلاً لم تشهد الكرة الإنكليزية تاريخياً وصول أي فريق بين الثلاثة الأوائل في الترتيب إلى الجولة الـ12 دون التعرض لأي خسارة. لكن في هذا الموسم لم يخسر مانشستر سيتي أو ليفربول وتشيلسي في أي مباراة حتى الآن.

في المقابل، وخلال 27 موسماً من منافسات "البريميرليغ" حدث هذا الأمر مرة واحدة فقط، وذلك عندما وصل فريقا أرسنال وليفربول إلى الجولة الـ12 دون التعرض لأي خسارة. والمُلفت أن الموسم الأول من "البريميرليغ"، موسم 1992-1993، شهد خسارة ثلاثي المقدمة في خمس مرات من أصل 12 جولة، وهي أندية نورويتش، بلاكبرن وكوفينتري آنذاك.

وربما يكشف فارق النقاط الكبير المنافسة المتراجعة في "البريميرليغ"، إذ إن المتصدر مانشستر سيتي يبتعد عن صاحب المركز العاشر 15 نقطة كاملة، وعن صاحب المركز الخامس أرسنال بفارق ثماني نقاط. بينما الكارثة تظهر عند مقارنة المتصدر مع صاحب المركز الـ14 نيوكاسل يونايتد، إذ إن فارق النقاط هو 23 نقطة كاملة في الجولة الـ12 فقط من المنافسة.

"الليغا" ترتدي ثوب الإنكليز
بعد أن كانت المنافسة في "البريميرليغ" هي المثل الأعلى لكل البطولات الأوروبية الكبيرة، خطفت "الليغا" الأنظار في موسم 2018-2019 وارتدت ثوب الإنكليزي بكامل أناقته. فلطالما كانت المنافسة محصورة بين برشلونة وريال مدريد ومن بعيد أتلتيكو مدريد، ولطالما كان فارق النقاط بين الثلاثة الأوائل وسائر الأندية الأخرى كبيراً جداً ويقتل المنافسة باكراً، لكن هذا الموسم تبدو الأمور مختلفة تماماً.

في "الليغا" هذا العام كل الأندية خسرت مع انتهاء الجولة الـ12 من المنافسات، والمثير خسارة النادي "الكتالوني" مرتين ونظيره "الملكي" أربع مرات في ظاهرة لم تعتد عليها جماهير "الليغا" في السنوات العشر الأخيرة أقله. هذا الأمر رفع من شدة المنافسة على اللقب وفتح الطريق أمام الجميع في رحلة الصراع، كما فتح باب المنافسة الشرسة على المقاعد الأوروبية.



وعند مقارنة فارق النقاط مثل "البريميرليغ"، يتضح أن المنافسة في "الليغا" أمست شبيهة بتلك التي ميزت الكرة الإنكليزية في السنوات الأخيرة. يملك برشلونة 24 نقطة من 12 مباراة ويبتعد عنه إشبيلية وأتلتيكو مدريد وألافيش، أصحاب المراكز من الثاني إلى الرابع، بفارق نقطة فقط، بينما إسبانيول الخامس يبتعد بفارق ثلاث نقاط، وريال مدريد السادس بفارق أربع نقاط فقط.

في المقابل، الفارق بين المتصدر وصاحب المركز العاشر في "الليغا" هو ثماني نقاط فقط، أما المقارنة مع صاحب المركز الـ15 فالنسيا فالفارق هو 10 نقاط فقط. وحتى صاحب المركز الـ17 أتلتيك بلباو بعيد فقط 14 نقطة، وهو الفارق الذي يُبعد مانشستر سيتي عن صاحب المركز التاسع في "البريميرليغ" وتحديداً فريق إيفرتون الذي جمع 19 نقطة.

المساهمون