كلاسيكو 2018: بغياب ميسي ورونالدو..من سيضيء سماء القمة؟

28 أكتوبر 2018
كلاسيكو من دون ميسي ورونالدو (Getty)
+ الخط -
على مدى السنوات الماضية، كانت هناك مواجهة مصغرة حاضرة داخل قمة الـ"كلاسيكو"، تجمع البرتغالي كريستيانو رونالدو بغريمه التقليدي ليونيل ميسي، لكن مقابلة الأحد ستخلو من هذين النجمين، فالدون رحل إلى يوفنتوس بعد تسع سنوات أسفرت عن 450 هدفاً و15 لقباً، بينها أربعة ألقاب دوري أبطال أوروبا، فيما سيغيب "البرغوث" بعد إصابته بكسر في ذراعه الأسبوع الماضي خلال مواجهة إشبيلية.

فكيف سيواجه برشلونة غياب ميسي المفاجئ؟ وكيف سيتغلب ريال مدريد على أزمة التهديف ما بعد رونالدو؟ وكيف سيؤثر غياب هذا الثنائي على نمط الكلاسيكو؟


غياب أهداف "الملكي" بعد رونالدو؟
يجد ريال مدريد صعوبة في التأقلم مع رحيل رونالدو خلال هذا الصيف، وتعادل الميرنغي في مواجهة وخسر في ثلاث من مبارياته الأربع الأخيرة في الدوري، بما فيها الهزائم المفاجئة من ألفيس وليفانتي، ليصبح في المركز السابع في جدول الليغا، ويترك موقف المدرب الجديد جولين لوبتيغي معلقاً بخيط رفيع.

ويبدو جذر المشكلة واضحاً، كون الفريق سجل هدفاً واحداً فقط في المباريات الأربع الأخيرة، والذي جاء عبر الظهير الأيسر مارسيلو في المباراة التي خسرها ضد ليفانتي 2/1 في الأسبوع الماضي، وحتى الفوز في دوري أبطال أوروبا على فيكتوريا بلزن لم يقدم فيه الريال الكثير، رغم أن الفرنسي كريم بنزيمة حصل على هدفه الأول منذ قرابة شهرين، لكن الانتصار الذي حسمه هدف آخر من مارسيلو لم يكن مقنعاً.

رحيل لاعب يسجل 40 هدفاً على الأقل في كل من المواسم الثمانية الماضية، دون استبداله بمن يعوضه عرض الفريق لعواقب وخيمة، فعندما فاز ريال مدريد بالليغا ودوري أبطال أوروبا في عام 2017، كان رونالدو وألفارو موراتا وخيمس رودريغيز قد سجلوا 48 هدفاً، وجميعهم غادروا الآن، مع استقدام ماريانو دياز فقط.

لكن رغم هذا لا يزال هناك وفرة في المواهب بتشكيلة لوبتيغي، أي يجب على المدرب أن يكون قادراً على توظيف غاريث بيل وإيسكو وماركو آسينسيو وبنزيمة، لكن لا أحد من هؤلاء هو هداف صريح، فهم لاعبون يقومون بأفضل دور خارج منطقة الجزاء، ويقدمون كرات مميزة لكن دون غزارة في التسجيل، وفي إحدى الإحصائيات لتوضيح الانحدار التهديفي للفريق، هو أنه في العام الماضي حقق رقماً قياسياً عالمياً بتسجيله في 73 مباراة متتالية، في حين أن هذا الموسم لم ينجحوا في هز الشباك في أربع مقابلات.

وخلال الأيام الماضية علق إيسكو على حديث تطرق لفقدان ريال مدريد لرونالدو، حيث قال: "لا يمكننا أن نبكي على شخص لا يريد أن يكون هنا"، لكن الحقائق تتحدث عن نفسها، فريال مدريد لا يمتلك أي فعالية تهديفية منذ رحيل البرتغالي.

المهمة مستحيلة..تعويض ميسي
أرنستو فالفيردي مدرب برشلونة أجاب عن سؤال وجه إليه، حول الطريقة التي يعتزم بها تعويض غياب ميسي، فجاء رده "لا أعرف"، في الوقت الذي كان فيه جواب الظهير الأيسر جوردي ألبا، الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع قائد الفريق: "لا يمكن لأحد أن يحل محل ميسي، إنه أفضل لاعب في العالم".

ولكن يتعين على الجهاز لفني لبرشلونة إيجاد طريقة لتعويضه، ففالفيردي لديه الكثير من الخيارات المتاحة، ويبدو الأقرب فيها هو الفرنسي أوسمان ديمبيلي الجناح السريع، لكن اللاعب لم يكن منتظماً في المشاركة.

ولم تتوفر له الفرص الكثيرة في ظل حرص المدرب على تثبيت أسماء تشكيلته في أكثر المناسبات، إضافة إلى الأزمة الأخيرة التي وقع فيه مع مدربه بعد تأخره في الوصول عن الموعد المقرر لمواجهة إنتر ميلان في مسابقة دوري الأبطال، لذا فمع سلبيات ديمبيلي، ربما يكون الخيار المفضل يتمثل بسيرجي روبرتو الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز.

وتم اختياره لهذه المهمة في المرة الأخيرة التي غاب فيها ميسي عن الـ"كلاسيكو" في عام 2015، وفي تلك المناسبة نجح في تقديم كرة الهدف الافتتاحي لسواريز خلال المواجهة التي انتهت برباعية نظيفة.

وقد يختار فالفيردي الجناح البرازيلي مالكوم الذي تم توقيعه بأكثر من 30 مليون جنيه إسترليني من بوردو في الصيف، لكنه لم يظهر إلا في مناسبات قليلة، وربما يكون الخيار الآخر هو لاعب خط الوسط رافينيا، الذي بدأ مرتين فقط هذا الموسم، قبل أن يسجل في مواجهة الفوز على إنتر ميلان، النادي الذي كان قد انضم إليه على سبيل الإعارة في الموسم الماضي.

ويمكن بدلاً من ذلك أن يختار فالفيردي تعزيز مركز وسط الملعب، باختيار اللاعب المخضرم أرتورو فيدال، الذي بدأ أيضاً مرتين فقط منذ انضمامه من صفوف بايرن ميونخ، ووضع نفسه في المشاكل جراء تصريحاته بوسائل التواصل الاجتماعي والتي عبر فيها عن عدم رضاه عن وضعه برفقة الفريق الكتالوني، وهناك أيضاً خيار اعتماد تشكيلة 4/4/2 التقليدية، بمشاركة المهاجم الشاب منير الحدادي مع سواريز، لذا فإن لدى برشلونة الكثير من الحلول المحتملة لمشكلة ميسي، لكن أياً منها لا يبدو مقنعاً.

مارسيلو المستفيد الأكبر؟
بخلاف من سيحل محل ميسي في النهاية، فإن اللاعب الأكثر استفادة من غياب النجم الأرجنتيني، هو الظهير الأيسر مارسيلو، فالبرازيلي جزء مهم من قوة ريال مدريد الهجومية، خصوصاً بعد أن سجل هدفين من الأهداف الثلاثة الأخيرة، فعندما كان "البرغوث" يلعب على الجانب الأيمن، يتضاءل واجب مارسيلو الهجومي، ليمنح نفسه فرصة أفضل لتقييد خصمه.

وفي هذا الكلاسيكو سيتم الإفراج عن مارسيلو من مهمة حراسة ميسي، وبالتالي سيمنح اللاعب مساحة من الحرية لتنفيذ دوره الطبيعي، لكن لا يزال بإمكان برشلونة تقليل خطورة النجم البرازيلي، كون أسلوب ديمبيلي مناسبا لاستغلال الفراغات، لكن على أي حال، يبدو أن الفريق الذي سيتأقلم بشكل أفضل مع غياب ميسي، سيعزز فرصه بشكل كبير في خطف نقاط كلاسيو 2018.

المساهمون