هل يُطرد كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد؟

24 يوليو 2022
أثار رونالدو الجدل بين الجماهير بسبب موقفه (جوزيه جوردان/ فرانس برس)
+ الخط -

يواصل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي، إثارة الجدل بين الجماهير الرياضية، بعد إصراره على عدم الذهاب إلى التدريبات أو المعسكر الخاص بـ"الشياطين الحُمر"، الذي يستعد فيه تحت قيادة المدرب الهولندي، إريك تين هاغ، الموسم الجديد، بالإضافة إلى حديث وسائل الإعلام عن رغبة "صاروخ ماديرا" بالرحيل.

وبحسب ذكرته صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، فقد جعل غياب رونالدو عن ناديه مانشستر يونايتد الإنكليزي الجماهير الرياضية تطرح أسئلة كثيرة من قبيل هل يتطلع البرتغالي إلى طرده من "الشياطين الحُمر"؟ لماذا يقوم "الدون" بمثل هذا السلوك رغم مسيرته الاحترافية الكبيرة؟

كريستيانو رونالدو يمتلك عقداً ينتهي في صيف عام 2023، وبإمكانه بحسب أحد شروط العقد، أن يقوم بتجديده لمدة سنة إضافية، ما يعني أن البرتغالي سيرحل عن ملعب "أولد ترافورد" في الثلاثين من شهر يونيو/حزيران عام 2024.

لكن الصحيفة الإسبانية، اعتبرت أن موقف كريستيانو رونالدو، يوصف بـ"السيء"، من قبل أحد أبرز لاعبي كرة القدم في القرن الحادي العشرين، وإصراره على الغياب، سيجعل إدارة مانشستر يونايتد إلى اللجوء للواح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، التي تسمح بطرد اللاعب في مثل هذه الحالات.

ويمكن لنادي مانشستر يونايتد إنهاء عقد رونالدو وطرده خارج أسوار ملعب "أولد ترافورد"، مع عدم حصول البرتغالي على أي تعويض عن السنة المتبقية من عقده من خلال تفعيل الفقرة الثانية من المادة 14 في لوائح "فيفا"، التي تنص حرفياً على أن "أي سلوك مسيء من جانب طرف هدفه إجبار نظيره على إنهاء العقد أو تعديل شروطه، يشكل سبباً مبرراً لإنهاء العقد من قبل الطرف المقابل (لاعب أو نادي)".

وفي حالة رونالدو مع مانشستر يونايتد، لا يوجد سبب غير عادل، كما هو مذكور في المادة بلائحة الاتحاد الدولي، يمنع إدارة "الشياطين الحُمر"، من إنهاء عقد البرتغالي، نتيجة موقفه السلبي، وإصراره على الغياب عن التدريبات والمعسكر التحضيري، ما يعني فعلياً أن "صاروخ ماديرا" لا يستطيع فسخ عقده مع فريقه من جانب واحد.

صحيح أن المادة الـ17 من النظام الأساسي المتعلق بانتقالات اللاعبين في لوائح "فيفا"، تمكن اللاعب أو النادي من فسخ العقد دون سبب وجيه، حيث تنص "في جميع الحالات يلتزم الطرف الذي أنهى العقد بدفع تعويض، وسيجري احتسابه مع مراعاة التشريعات الوطنية وخصائص الرياضة والمعايير الموضوعية الأخرى. يجب أن تتضمن هذه المعايير، على وجه الخصوص، المكافآت والمزايا الأخرى المستحقة للاعب بموجب العقد الحالي أو العقد الجديد، والوقت التعاقدي المتبقي، بحد أقصى خمس سنوات ، والرسوم والنفقات التي دفعها النادي السابق خلال مدة العقد"، لكن هذا يأتي ضد ما يقوم بعمله رونالدو في الفترة الحالية.

ورغم القوانين التي تظهر قدرة مانشستر يونايتد، على طرد البرتغالي بكل سهولة، بالإضافة إلى عدم قدرته على الاعتماد على ما يسمى بـ"فترة الحماية" وفقاً للوائح "فيفا"، التي تشمل السنوات الثلاث الأولى من العقد (عندما يوقع اللاعب على العقد بعمر أقل من 28 عاماً)، أو (التوقيع على العقد عندما كان يبلغ من العمر 28 عاماً أو أكثر بعامين فقط)، ما يعني أن "صاروخ ماديرا" صاحب الـ(37 عاماً) أكمل أول عامين من فترة الحماية.

وفي هذه الحال، يفرض الاتحاد الدولي "فيفا" عقوبات قاسية للغاية على اللاعب (مثل حالة رونالدو)، في حال أُنهي عقده من طرف واحد، حيث تكون العقوبة "عدم اللعب لمدة 4 أشهر مع أي نادٍ"، وربما ترتفع لمدة 6 أشهر، فور قيام إدارة الفريق بتفعيل إجراءات إنهاء العقد وطرد اللاعب من الفريق، لكنها تعلق في حال كان اللاعب عضواً منتظماً مع فريق يستعد للمشاركة في بطولة قارية.

ويجري تعليق هذه العقوبات الرياضية خلال الفترة ما بين آخر مباراة رسمية للموسم وأول مباراة رسمية في الموسم التالي، بما في ذلك في كلتا الحالتين بطولة الكأس وبطولات الأندية القارية. ومع ذلك، لا يجري تطبيق هذا التعليق للعقوبات الرياضية إذا كان اللاعب عضواً منتظماً في الفريق الممثل للاتحاد (يويفا)، الذي هو مؤهل لتمثيله، ويشارك الاتحاد المعني في المسابقة النهائية لبطولة قارية، خلال الفترة بين المباراة الأخيرة والأولى في الموسم.

وبعد استعراض الحالة القانونية الآن بين إدارة مانشستر يونايتد والبرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي في حال أنهي عقده من طرف واحد، فإن ذلك يعني غيابه عن الملاعب حتى شهر نوفمبر/تشرين الأول القادم، مع فريقه الجديد، ما يعني أن "صاروخ ماديرا" لن يتمكن من تحقيق خطته القاضية، بخوض منافسات دوري أبطال أوروبا، التي لا يريد الغياب عنها.

ويدرك كريستيانو رونالدو أن إنهاء عقده من طرف واحد، لا يصب في مصلحته نهائياً، خاصة في حال أراد الخروج بطريقة غير جيدة ومع مشاكل كبيرة، لأنه سيجد نفسه يجلس على المدرجات يتابع فيها مواجهات فريقه في دوري أبطال أوروبا، نتيجة غيابه عن منافسات دور المجموعات في المسابقة القارية.

ولا تؤثر عقوبة "فيفا" في حال قام مانشستر يونايتد بتفعيل إنهاء العقد من قبل طرف واحد، على مشاركة كريستيانو رونالدو مع منتخب البرتغالي بكأس العالم 2022، التي ستقام في قطر، وينطلق في الـ21 من شهر نوفمبر/تشرين الأول المقبل.

المساهمون