هل ينجو مبابي من الفضيحة؟

19 أكتوبر 2024
لعب مبابي في المباراة ضد فياريال بالليغا، 5 أكتوبر 2024 (دييغو سوتو/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه مبابي اتهامًا باغتصاب فتاة سويدية في استوكهولم، رغم اعترافه بعلاقة بالتراضي، وتستمر التحقيقات السويدية بينما عاد اللاعب إلى مدريد للتدريب مع ريال مدريد.
- اتهم محيط مبابي إدارة باريس سان جيرمان بتلفيق التهمة بسبب نزاع مالي، بينما نفت إدارة النادي ذلك، وأشار البعض إلى احتمال تورط اللوبي الإسرائيلي بعد اعتذار مبابي عن مواجهة المنتخب الإسرائيلي.
- رفض ريال مدريد التعليق على الواقعة، وتعرض مدرب المنتخب الفرنسي لانتقادات بسبب إعفاء مبابي من المباريات الدولية، مما يشكل تحديًا جديدًا للاعب.

بعد إعفائه من طرف المدرب المدرب ديديه ديشان من المشاركة مع المنتخب الفرنسي في المباراتين ضد إسرائيل وبلجيكا بداعي الإرهاق و التعافي من الإصابة، سافر مبابي، نجم الريال، إلى استوكهولم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع الماضي، خرج منها ملاحقاً بتهمة اغتصاب فتاة سويدية تقدمت بشكوى إلى الشرطة السويدية، التي فتحت تحقيقاً جرى تسريبه إلى وسائل الإعلام، التي راحت تخوض في الموضوع و تحقق بدورها، قبل أن يقر اللاعب بأن العلاقة التي جمعته ليلة العاشر من أكتوبر/تشرين الأول بفتاة سويدية كانت بالتراضي في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الأمنية والقضائية السويدية، في وقت عاد اللاعب إلى مدريد، وباشر تدريباته مع الريال الذي يخوض الليلة مباراة الدوري ضد سيلتا فيغو وكأن شيئاً لم يكن.

في رد فعله الأول على الخبر، اتهم محيط اللاعب مبابي إدارة باريس سان جيرمان بأنها خلف المزاعم "العارية من الصحة"، والتي جاءت عشية جلسة الاستماع التي كانت مقررة أمام رابطة محترفي كرة القدم الفرنسية والمتعلقة بنزاعه مع فريقه السابق حول رواتب غير مدفوعة تفوق 50 مليون يورو يريد تحصيلها، وهو الأمر الذي استفز إدارة "الباريسي"، التي ردّت بشكل غير مباشر بواسطة مصادر مقربة من النادي، استنكرت الربط بين الحادثة والمشكلة العالقة مع فريقه السابق، الذي لا يمكنه النزول إلى هذا المستوى في التصرف مهما كانت الأسباب، في حين اعتبر بعض رواد التواصل الاجتماعي أن اللوبي الإسرائيلي كان وراء تلفيق التهمة انتقاماً من لاعب اعتذر عن مواجهة المنتخب الإسرائيلي الاثنين الماضي.

في تطور جديد لملف القضية، أعلن محيط مبابي، الثلاثاء الماضي، أن اللاعب أقام علاقة جنسية في الفندق بالتراضي مع فتاة سويدية، وهناك رسائل نصية متبادلة بينهما تؤكد ذلك، وبالتالي لا وجود لحادثة اغتصاب أو حتى تحرش جنسي من طرف اللاعب، الذي لم يتحدث في الموضوع بشكل مباشر وترك الأمر لمحاميه ومحيطه الضيق، الذي تولى التعليق بشكل مباشر وغير مباشر على ما وصفه بـ"شائعة تنطوي على افتراء" في أول الأمر، قبل أن يعترف بالعلاقة لاحقاً وينفي الاغتصاب، لكن ذلك لم يمنع الشرطة السويدية من التحقيق قبل تحويل الملف إلى الادعاء العام السويدي، الذي ينتظر أن يستدعي اللاعب للتحقيق معه قريباً مثل ما تنص عليه القوانين في السويد.

الريال من جهته رفض التعليق على الواقعة، واكتفى مدربه كارلو أنشيلوتي، في ندوته الصحافية قبل مواجهة سيلتا فيغو، بالإشارة إلى أن "مبابي استغل فترة التوقف الدولي لتحسين لياقته والتعافي من إصابته، وهو حر في اختيار المكان الذي يسافر إليه ليبتعد عن الضغوطات"، في حين تعرض مدرب المنتخب الفرنسي ديديه ديشان إلى انتقادات شديدة في وسائل الإعلام الفرنسية والأوساط الجماهيرية، بسبب إعفائه من مواجهة إسرائيل وبلجيكا في مسابقة دوري الأمم الأوروبية بحجة حاجته إلى التعافي من الإصابة واسترجاع كامل لياقته، وهي المعاملة التفضيلية الخاصة التي لم يتجرعها بعض لاعبي المنتخب الفرنسي، وتكون قد دفعت غريزمان إلى اعتزال اللعب دولياً.  

مهما يكن من أمر، فإن القضية الجديدة لمبابي تشكل حلقة جديدة في مسلسل نجم لم يتوقف يوماً عن إثارة الجدل فوق الميادين أو خارجها، رغم الحماية التي يحظى بها من محيطه الضيق، الذي يتشكل من أمه ومدير أعماله و محاميه وحراسه الشخصيين، الذين يشكلون مؤسسة خاصة لم تمنع عنه شبهة الاغتصاب، وتسريب الشكوى إلى وسائل الإعلام الفرنسية والسويدية وفتح تحقيق قضائي بتهمة الاغتصاب يشكلان وجع رأس جديداً، تبقى تشوبه نقاط ظل كثيرة، تشكل ضغوطات إضافية على لاعب بحاجة إلى تركيز كبير في مباريات فريقه الإسباني ومنتخب بلاده لتحقيق الغاية من التحاقه بـ"العملاق المدريدي"، أين يحظى باهتمام جماهيري وإعلامي لن يخرج منه سالماً سوى طويل العمر، الذي يعرف كيف يتجنب الشبهات وكل التصرفات المسيئة لسمعته ومشواره الكروي.

المساهمون