هل استسلم بيب غوارديولا؟

07 ديسمبر 2024
غوارديولا يوجه نجوم السيتي ضد نوتغهام في البريمييرليغ، 4 ديسمبر 2024 (ديف هوارث/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تمكن بيب غوارديولا من تحقيق فوز مهم على نوتنغهام فورست، مما قلص الفارق بين مانشستر سيتي وليفربول إلى تسع نقاط، رغم استمرار علامات الإحباط بعد الخسارة أمام ليفربول.
- تعرض غوارديولا لضغوط كبيرة بعد التعادل مع فاينورد والخسارة أمام ليفربول، مما أثر على حالته النفسية ودفعه للانعزال، وعقد اجتماعاً مع إدارة السيتي لتقييم الوضع وتجديد الثقة فيه.
- يرى بعض المحللين أن غوارديولا قد يكون في نهاية مرحلة مع السيتي، بينما يعتبر آخرون أن ما يحدث هو نتيجة طبيعية بعد سنوات من النجاح، وعليه استعادة الثقة لمواجهة التحديات المقبلة.

بعد خوضه ست مباريات دون فوز في جميع المسابقات، من بينها خمس هزائم متتالية، لأول مرة في مشواره مع مانشستر سيتي، التقط بيب غوارديولا أنفاسه، يوم الأربعاء الماضي، إثر فوزه العريض على نوتنغهام فورست في ميدانه، صمن الجولة الرابعة عشرة من عمر الدوري الإنكليزي الممتاز، في وقت تعادل فيه المتصدر ليفربول أمام نيوكاسل، وتقلص الفارق بين "الريدز" و"السيتي" إلى تسع نقاط، لكن ملامح الإحباط والاستسلام كانت بادية على المدرب الإسباني في تصرفاته، بعد الخسارة أمام ليفربول، وفي تصريحاته للصحافيين، والتي لم تخلُ من التشاؤم على غير العادة، رغم أن "البريمييرليغ" لم يبلغ منتصف الطريق، ولن يُحسم قبل نهايته كالمعتاد، والمنافسة على اللقب توسعت لتشمل ليفربول والسيتي وأرسنال والعائد تشيلسي.

وكلف التعادل الغريب للسيتي أمام فاينورد الهولندي في دوري الأبطال غوارديولا خدوشاً في رأسه ووجهه، نتيجة غضبه الشديد على مردود لاعبيه في غرف الملابس بعد المباراة، لكن الخسارة في الأنفيلد أمام ليفربول تركت آثاراً نفسية عميقة جعلته يرد على جماهير ليفربول، التي حاولت استفزازه عندما هتفت بقرب رحيله، ورد عليها بإشارات للتتويجات الستة بالدوري، التي حققها في سبعة مواسم، وتبعتها تصريحات صحافية لرجل مستسلم للأمر الواقع، لم يستطع حتى تفسير سلسلة النتائج السلبية المتتالية، وبعدها أغلق غوارديولا هاتفه لمدة يومين، ولم يغادر مكتبه، إلا للإشراف على الحصص التدريبية، حسب مقربيه.

وعقد غوارديولا اجتماعاً استثنائياً مع إدارة السيتي، ليلة المواجهة التي فاز فيها على نوتنغهام فوريست، تم فيه تقييم الوضع وتجديد الثقة فيه من طرف الإدارة، بينما راح المدرب يتحدث عن فترة فراغ يحاول تجاوزها، وإن لم يتمكن من ذلك سيكون الموسم بمثابة مرحلة انتقالية، يتم على إثرها الاستغناء عن بعض اللاعبين وانتداب آخرين لتجديد الثقة في مجموعة فقدت الشغف منذ تُوجت بدوري الأبطال وكل البطولات، ولم يعد لديها ما تصبو إليه، دون إغفال كثرة الإصابات وتراجع مستوى بعض اللاعبين، على غرار كيفن دي بروين وفيل فودين وبرناردو سيلفا وجاك غريليتش، وكذلك إيرلينغ هالاند، وهشاشة المنظومة الدفاعية، التي تأثرت بدورها بالإصابات والتغييرات المتكررة من مباراة لأخرى.

ويحمل الحديث عن موسم أبيض انتقالي من طرف غوارديولا في طياته استسلاماً غير معهود في نظر المحللين بإنكلترا، والذين راح بعضهم يتحدث عن نهاية مرحلة وضرورة رحيل المدرب، لأنه يصعب الاستغناء عن جل اللاعبين، خاصة أنه لم يعد قادراً على إيجاد الحلول الفنية والتكتيكية أثناء المباريات، ولم يعد يستطيع تحمل الضغوطات، في حين يعتبر البعض الآخر ما يحدث حالياً  "تحصيل حاصل"، كان لا بد منه بعد سبعة مواسم من التألق والهيمنة أحرز فيها ست بطولات والعديد من الكؤوس المحلية ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، وكان فيها أحد أفضل المدربين في العالم، وصاحب منظمة لعب استثنائية صنعت الفارق أمام المنافسين في إنكلترا وأوروبا.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

يكفي فقط أن تقرأ وتسمع ردود الفعل في وسائل الإعلام، وكمية التشفي في تعثرات الرجل، حتى تدرك حجم الألم، الذي سببه غوارديولا لمنافسيه، حتى صار كابوساً لكل الأندية وجماهيرها، التي احتفلت بالإطاحة به بشكل هستيري، لكن عندما تقرأ ردود فعله تدرك أن الرجل ليس بتلك القوة الذهنية والشخصية، التي بإمكانها أن تصمد أمام فترة صعبة، دامت شهراً ونصف الشهر فقط ولديها مسبباتها، ويمكن تجاوزها حتى ولو كان المنافسون المقبلون يحملون أسماء يوفنتوس في دوري الأبطال ثم المان يونايتد وأستون فيلا ثم إيفرتون في الدوري الإنكليزي، الذي يقترب من نهاية مرحلته الأولى، وليفربول في أفضل أحواله رفقة أرسنال وتشلسي.

وبدأت المرحلة الصعبة لبيب غوارديولا مع السيتي بست مباريات دون فوز، ولم تنتهِ بالفوز على نوتنغهام فورست، لأن كل شيء متوقف على مدى قدرته على التحمل والتجاوب والتصرف مع لاعبيه والمنافسين ووسائل الإعلام، التي تتحدث عن نهاية فترة، وتلك التي تتحدث عن هشاشة نفسية وذهنية لم تظهر، عندما كان مدرب السيتي يفوز، لكن بمجرد أن بدأ يخسر سكنه الشك واقترب من الاستسلام للأمر الواقع.

المساهمون