هكذا نجح منتخب مصر في تفادي مصير الجزائر أمام ساحل العاج

27 يناير 2022
منتخب مصر قدم أفضل مستوى له ضد ساحل العاج (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

يملك المنتخب المصري، سجلاً كبيراً في كأس أفريقيا، بما أنه صاحب الرقم القياسي في عدد التتويجات باللقب الأهم أفريقياً، بعد سيطرة أكدها بحصوله على 3 كؤوس متتالية في دورات 2006 و2008 و2010، وهو ما يجعله المنتخب الأبرز في القارة بفضل أرقامه الكثيرة.

هذا السجل الباهر لم يكن كافياً للمنتخب المصري ليدخل مباراته ضد ساحل العاج في الدور ثمن النهائي مرشحاً للانتصار، حيث كانت كل التوقعات تعطي منافسه فرصاً أكبر للوصول إلى ربع النهائي، بعد العرض القوي الذي قدمه ضد منتخب الجزائر في اللقاء الأخير من الدور الأول وانتصاره المقنع بنتيجة 3-1.

ورغم العرض القوي، فإن منتخب مصر نجح في العبور ليفرض على منافسه توديع البطولة سريعاً. وتقمص المنتخب المصري ثوب البطل، ليتفادى السيناريو الذي عاشه "المحاربون" وتتواصل مغامرة الفراعنة في البطولة. فكيف نجح رفاق محمد صلاح في تجاوز حاجز "الفيلة"؟

لقاء الجزائر كشف ساحل العاج

دفع مدرب ساحل العاج بأفضل تشكيلة ضد الجزائر، وقدم منتخب الأفيال مباراة في مستوى عالٍ، ساعدتهم على الانتصار بعد إقناع كبير، ولكن هذا المجهود كشف مصادر القوة لديهم، وبالتالي أصبح كتاباً مكشوفاً أمام منتخب مصر، وما كان على المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، غير وضع الخطط المناسبة من أجل احتواء منافسه، والحد من خطورته، حتى يكون قادراً على التعامل مع المباراة بشكل مناسب.

كما أن المباراة قدمت لمصر، فكرة حقيقية عن مصادر القوة لدى منافسه، ولهذا فإن المهمة كانت أسهل نسبياً، خاصة أن ساحل العاج لم تظهر بتركيبتها المثالية في أول مبارتين من البطولة، وهو ما لم يعط منتخب الجزائر فكرة شاملة عن قدرات المنافس.

تعديل تكتيكي بحكم اختلاف الرهان

عمد منتخب مصر إلى اعتماد طريقة مختلفة عن التي ميزت المنتخب في الدور الأول، خاصة الدفع بثلاثة لاعبين في وسط الميدان، من أجل السيطرة على المنطقة الحيوية لدى منافسهم وتفادي الضغط القوي. وهذا التعديل جعل المنتخب المصري قادراً على مقارعة منافسه بعيداً عن مناطقه الخلفية، وبالتالي كان من السهل عليه الرد عن الهجومات العاجية.

في الأثناء، اعتمد جمال بلماضي، مدرب الجزائر، على خطة هجومية، بما أنه كان مطالباً بالانتصار من أجل التأهل إلى ثمن النهائي، وبالتالي دفع بعدد مهم من المهاجمين. بينما كان منتخب مصر مطالباً بالتريث وبعيدا عن الضغط الذي من شأنه أن يربك الحسابات ويفرض عليه خطة هجومية صريحة.

كما تميز لاعبو منتخب مصر بالعمل الجماعي المتواصل طوال اللقاء بعيداً عن الحلول الفردية، حيث برز صلاح في صناعة الفرص وضاعف النني من مجهوداته. في وقت سعى فيه المحاربون إلى النيل من منافسهم بالاعتماد على الفرديات في المقام الأول، وهو ما لم يخدمهم طوال البطولة، خاصة ضد ساحل العاج.

تركيز عال على الجانب الرياضي

كانت تصريحات المنتخب المصري تهدف إلى رفع معنويات اللاعبين، بعيدا عن المشاكل الجانبية التي قد تشتت تركيز اللاعبين وتدفعهم للاهتمام بمسائل لا تخدمهم في التعامل مع المباراة، وكانت كل المجهودات مرتكزة على إيجاد الحلول الجماعية للتعامل مع منافسهم ودخول المباراة بثقة كبيرة في النفس بعيداً عن الحسابات.

في الأثناء، فإن الاهتمام في منتخب الجزائر كان منصباً في معظم الوقت على حالة الميدان ومشاكل الطقس وغيرها من الملفات التي لا تخدم اللاعبين ولا تساعد على المحافظة على التركيز، في مواجهة قوية مثل اللعب ضد نجوم ساحل العاج.

المساهمون