نزال الجزائرية إيمان خليف والصينية يانغ ليو: قصة ثأر وتاريخ

08 اغسطس 2024
إيمان خليف على قاعة رولان غاروس في أولمبياد باريس 2024 / 6 أغسطس/آب 2024 (Getty)
+ الخط -

تترقب الجماهير الجزائرية والعربية وحتى العالمية بحماس كبير نزال إيمان خليف (25 عاماً)، ونظيرتها الصينية، يانغ ليو (32 عاماً)، المقررة يوم الجمعة، في نهائي الملاكمة لفئة السيدات، في تخصص أقل من 66 كيلوغراماً، ضمن أولمبياد باريس 2024 المستمر حتى 11 أغسطس/آب الجاري.

ويحمل هذا النهائي المنتظر بين إيمان خليف (الخامسة عالمياً) ونظيرتها يانغ ليو (الثانية عالمياً)، كثيراً من الخصوصيات، لا سيما بالنسبة للملاكمة الجزائرية التي صنعت حدثاً بارزاً في النسخة الحالية من الألعاب الأولمبية، بعد الهجومات العنصرية التي تعرضت لها طيلة هذه التظاهرة الرياضية، من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة وبعض الصحف العالمية، وأيضاً شخصيات مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي شككت في أنوثتها وأحقيتها بالمنافسة ضمن فئة السيدات.

لكن ما سيزيد هذا النزال خصوصية ويجعله محل ترقب بشكل أكبر، هو أزمة إيمان خليف الحالية مع الاتحاد الدولي للملاكمة، التي انطلقت قبل أن تواجه، يانغ ليو، في نهائي بطولة العالم 2023، التي احتضتنها العاصمة الهندية نيودلهي، فبعد أن قدمت البطلة الجزائرية أداء مميزاً طيلة تلك النسخة، تلقت إشعاراً من قبل "IBA" يمنعها من لعب النهائي أمام المنافسة الصينية، بسبب "عدم استيفاء معايير الأهلية" على حد وصف الاتحاد الدولي لهذه الرياضة.

وبعد أن جرى استبعاد إيمان خليف من نهائي البطولة العالمية 2023، فازت الصينية يانغ ليو بالميدالية الذهبية لتلك المسابقة بقرار إداري، وهو ما زاد من حسرة إيمان خليف التي اعترفت، في تصريحات لها في تلك الفترة، أنها تعرضت للظلم من طرف الاتحاد الدولي للملاكمة، إثر استبعادها دون وجه حق وحرمانها من دخول التاريخ، قبل أن تنصفها اللجنة الدولية الأولمبية، وتسمح لها بالمشاركة في أولمبياد باريس الحالية، وهناك برهنت عن موهبتها الكبيرة وقدرتها على كتابة قصة رائعة، سواء داخل الحلبة أو خارجها، بطريقة ردها على الأحداث "غير الإنسانية" التي عاشتها.

وفي السياق نفسه، أعدت صحيفة "ذا صن" البريطانية تقريراً عن هذه المواجهة المرتقبة، حيث أكدت أن الملاكمة، يانغ ليو، رفضت التعليق على الجدل الدائر بخصوص الشكوك التي تحيط بأحقية إيمان خليف في المنافسة ضمن فئة السيدات، واكتفت بالتأكيد على أنها ستركز على الفوز بالميدالية الذهبية، ومنه أحقيتها في التتويج بذهبية بطولة العالم 2023 في نيودلهي، التي حققتها بعد استبعاد نظيرتها الجزائرية قبل 24 ساعة من النزال النهائي.

ورغم أن النزال النهائي، يوم الجمعة، أمام يانغ ليو، لن يكون سهلا أمام إيمان خليف، إلا أن ما يزيد أهمية الفوز بها بالنسبة للبطلة الجزائرية، ليس فقط الثأر من نهائي بطولة العالم 2023، بل لوضع حد للجدل الذي أثير حولها خلال الأيام الأخيرة، ثم مغادرة باريس بميدالية ذهبية ورأس مرفوع، رغم أن ردها لم يتأخر، من خلال مستواها الكبير في الأدوار الماضية، عبر تجاوز الإيطالية أنجيلا كاريني، ثم المجرية أنا لوكا هاموري، والتايلاندية جانافاغ سوانافاغ، وفي كل المواجهات أظهرت ابنة مدينة تيارت، صلابة كبيرة من الناحيتين الذهنية والنفسية وحتى الأخلاقية، وعدم تأثرها بالحملة الشعواء التي وجهت ضدها.

ومع كل ما سبق، هناك إنجازات تاريخية تنتظر إيمان خليف، حتى وإن كان هناك ما تحقق بعد ضمانها الميدالية الفضية، إلا أن معدن الذهب سيزيد قيمة ذلك بشكل أكبر، مثلما كان الحال مع مواطنها الراحل حسين سلطاني، الذي فاز بآخر ميدالية ذهبية للجزائر في رياضة الملاكمة، وحدث هذا عام 1996 في أتلانتا بالولايات المتحدة الأميركية، ثم آخرها برونزية محمد علالو في سيدني الأسترالية عام 2000، أما على مستوى السيدات فتاريخياً، ومهما كانت نتيجة النهائي، ليس هناك أي إنجاز يعلو إنجاز خليف.

المساهمون