رغم أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم أرجع في بيان رسمي، الاثنين، أن غياب النجم أمين غويري عن كأس أمم أفريقيا القادمة في ساحل العاج يعود للإصابة، وهو ما أكده اللاعب نفسه من خلال حسابه في "إنستغرام"، لكن ذلك لم يغلق باب التأويلات عند الجماهير الجزائرية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول إن كان هناك ظرف خفيّ ولّد سيناريو غياب مهاجم فريق رين الفرنسي عن العرس القاري المقرر خلال الفترة الممتدة من 13 يناير/ كانون الثاني إلى 11 فبراير/ شباط المقبلين.
وجاء تأكيد غياب أمين غويري عن بطولة كأس أفريقيا، قبل سفر وفد "الخضر" إلى توغو وإجراء معسكر تحضيري مغلق، ليعيد إلى الأذهان قصصاً سابقة للنجوم، الذين غادروا المنتخب الجزائري في ظروف غامضة ومبهمة خلال استعداده للمشاركة في نسخ سابقة من المسابقة القارية، لكن يبقى القاسم المشترك بينها هي أنها شهدت تألقاً كبيراً لمنتخب "محاربي الصحراء" في تلك المشاركات.
كأس أفريقيا في تونس عام 2004
كان اللاعب عبد الناصر واضح بطلاً لقصة مثيرة في تاريخ المنتخب الجزائري خلال الاستعداد للمشاركة في كأس أمم أفريقيا 2004 في تونس، حيث إن اللاعب السابق لنادي أجاكسيو الفرنسي، وبعد أن لعب لقاء مالي الودي قبل السفر صوب مدينة سوسة التونسية للعب المنافسة القارية، قرر بشكل مفاجئ مغادرة معسكر "الخضر"، إثر خلافه مع المدرب رابح سعدان، بعدما علم بأنه لن يكون أساسياً في تلك المنافسة.
لكن ذلك لم يؤثر على رفقاء اللاعب جمال بلماضي في تلك الفترة، وقدم الجزائريون دورة رائعة، رغم الفترة الصعبة التي كان يمرّ بها المنتخب، بعد أن نجحوا في التعادل مع الكاميرون الذي كان الأفضل في القارة السمراء في ذلك العهد، ثم حققوا فوزاً مثيراً على حساب منتخب مصر، وتأهلوا للدور الثاني، قبل الإقصاء بشكل دراماتيكي أمام المنتخب المغربي.
كأس أفريقيا في أنغولا عام 2010
عاش المنتخب الجزائري كذلك قصة مثيرة للجدل أيام مشاركة "الخضر" في كأس أفريقيا 2010 التي احتضنتها أنغولا، ورغم أن المنتخب كان يعيش فترة زاهية، إثر تأهله قبل أيام حينها لكأس العالم في جنوب أفريقيا وبعد غياب دام 24 عاماً، فإن قضية الحارس الوناس قواوي ولاعب خط الوسط خالد لموشية أثارت الكثير من الجدل، بعد نشر شائعات حول تعرض الأول لطعنة بـ "بشوكة أكل" من قبل الثاني خلال وجبة العشاء في فندق إقامة المنتخب.
لكن الحقيقة أظهرت بعد ذلك أن مغادرة قواوي حدثت، إثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة استدعت إجراءه عملية جراحية، أما خالد لموشية فقد غادر بدوره معسكر "الخضر" بسبب خلافه مع رابح سعدان، مع الإشارة إلى أن تلك النسخة في أنغولا شهدت أيضاً تألقاً لرفقاء كريم زياني، ووصولهم لنصف نهائي البطولة.
بطولة كأس أفريقيا في مصر عام 2019
لم تؤثر الحادثة الشهيرة للنجم هاريس بلقبلة على تحضيرات منتخب الجزائر لكأس أفريقيا 2019 في مصر والتي توج بها "الخضر" بعد مشوار بطولي.
أما تفاصيل قضية اللاعب، فإنها تعود إلى طرده من قبل المدرب جمال بلماضي خلال معسكر أقيم في العاصمة القطرية الدوحة، بسبب لقطة غير أخلاقية، ما استدعى تعويضه بالمهاجم أندي ديلور، ليبقى السؤال المطروح حالياً، هل تولد المغادرة المفاجئة لأمين غويري تألقاً جديداً للمنتخب الجزائري في "الكان" القادم، مثلما حدث في تلك القصص السابقة؟